رئيس الجمهورية لدى حضوره اللقاء التشاوري الإعلامي الموسع:
صنعاء / سبأ : حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمس اللقاء التشاوري الإعلامي الموسع الذي نظمه قطاع الفكر والثقافة والاعلام والتوجيه والارشاد بالمؤتمر الشعبي العام بمشاركة عدد من رجال الصحافة والاعلام والمفكرين والمثقفين من مختلف محافظات الجمهورية .وفي اللقاء تحدث فخامة الاخ رئيس الجمهورية بكلمة أعرب فيها عن سعادته لحضور هذا اللقاء التشاوري الذي ضم عددا من الصحفيين في الصحافة المقروءة والمسموعة والإلكترونية.وقال “ شيء جيد أن نستمع إلى همومكم وتسمعوا منا ما يجب أن تسمعوا فالصحافة والإعلام لها باعا طويلا على الساحة الوطنية وعلى المستوى العربي والدولي، فما أجمل أن تتوخى الصحافة والصحفي والكاتب والإعلامي الحقيقة والدقة والإبداع بعيدا عن الهرجلة والمعلومات الخاطئة، فعلى الصحفيين وكل وسائل الإعلام توخى الدقة في المعلومات خاصة في كل وسائل الاتصال الحديثة وذلك عبر التواصل مع المعنيين سواءا مع الوزير او رئيس الحكومة او رئاسة الجمهورية للتعرف على كل الحقائق لتكتسب الصحيفة والصحفي مصداقية لدى القراء.وأضاف “ يمكن للإعلامي أن يسأل ويتعلم كل يوم فالعيب ألا يستفيد والا يتعلم في حين يدعي أنه متعلم، وهذه مشكلة عندما يعتقد البعض أنهم عباقرة ولا يحتاجون إلى تعلم في حين أن العلم مطلوب من المهد إلى اللحد والعيب عند من لا يستوعب ولا يتعلم، وهذه من المشاكل التي تواجهها الشعوب والمجتمعات لأن هناك من يعتقد أنه صار عالما في الصحافة والثقافة والأدب”.واشار فخامته إلى أن جيل الآباء تعلم من مدرسة الحياة ولم يدخلوا جامعات، وقال “الحمد لله أنتم دخلتم الجامعات وأتيحت لكم الفرصة في عهد الثورة والجمهورية التي أنشأت الجامعات والكليات والمعاهد وهذا مكسب من مكاسب الثورة، فأنتم جيل الثورة جيل سبتمبر وأكتوبر”.وأضاف “ إن من نعم الله أن أتيحت فرص التعليم لأبنائنا وبناتنا ليستفيد منه الشعب والوطن، مؤكدا أن الجهل هو التخريب والدمار، وقال “ ما نعانيه هو نتيجة الجهل والتخلف، فبعض الإشكالات مثل ما حدث في حضرموت أو صعدة ناتج عن الجهل والتخلف، فعلينا توعية شعبنا وشبابنا، حتى نفوت الفرصة على من يريد ان يستقطب الشباب والصغار للقيام بأعمال إرهابية”.وأكد أهمية الدور التوعوي الذي يجب أن يقوم به الإعلام بمختلف تكويناته وكذلك وزارتا التربية والتعليم والأوقاف والإرشاد.وقال: “ الاعلام منظومة متكاملة ويلعب دورا مهما وفاعلا على مستوى الاعلام المقروء او المسموع ، وكل الوسائل الاعلامية وجدت لتوعية المواطنين وتوصيل الحقيقة اليهم من اجل امن واستقرار الوطن والدفع بعجلة التنمية الي الأمام .وقال:”ما تحقق في الساحة الوطنية شيء رائع علي المستوى التنموي في ظل الأمواج المتلاطمة والولاءات الخارجية والفساد السياسي الموجود ، وما يهم في الأمر ان يكون الصحافيين في السلطة او المعارضة حصيفين في تلقي المعلومات الصحيحة ونقلها بشكل صادق وصحيح والابتعاد عن تزييف الحقائق وخلق الفرقة والمناطقية والعصبية القبلية الممقوتة ومواجهة هذا بالكلمة الصادقة التي تخدم الوطن ووحدته” .واضاف فخامة رئيس الجمهورية “ بعد اعادة وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو بدأ الإعلام الحزبي والمستقل والحكومي وكانت ضجة في الشارع على الاعلام والكلمة على الرغم من أنه كانت توجد مساحة قبل اعلان الوحدة المباركة للرأي والرأي الآخر والنقد” .واضاف فخامته “رغم إننا أفسحنا مساحة للتعبير عن الرأي والرأي الآخر إلا ان صدور الناس بدأت تضيق من النقد في الصحافة خصوصاً إذا كان النقد يمسهم بحيث إذا كانت الكلمة لا تخص الشخص فهو مرتاح للإعلام أما إذا انتقدوه فإنه يرى أن الاعلام فاسد ومتعصب في حين أذا ابتعد عن النقد فهو إعلام حر .. مشيراً الى ان الهوة بدأت تضيق شيئاً فشيئاً خلال الـ17 سنة من بعد اعلان الوحدة وبدأ الناس يتقبلون الرأي والرأي الآخر .وحث فخامته الإعلام الحزبي على توخي الدقة وصحة المعلومات وان لا ينخر في جسد الوحدة الوطنية ، وقال: “ان هذه السفينة هي سفينتنا جميعا وعلينا ان نبحر بها إلى شاطئ الأمان واي خلل في السفينة خلل على الجميع ومن يصب الزيت على النار هو أول من يحترق بها .واضاف فخامة رئيس الجمهورية” الصفقات السياسية و الابتزاز السياسي مرفوض و غير مقبول و على الجميع الالتزام بالدستور و القانون مشيراً إلى أن “دولة مثل بريطانيا العظمى لايوجد لديها دستور مكتوب ولكنها تشرع قوانين وتلتزم بها” لافتا الى دور الاعلام في تلمس هموم الجماهير وتعريفهم بما تم انجازه من مشاريع تنموية في هذا الوطن منذ قيام الثورة و حتى اليوم .و اشار فخامته الى ان الشباب يعتبرون انجازا من انجازات الثورة والجمهورية مضيفا “ إن الشباب المتواجدين في القاعة هم ثمرة من ثمار الثورة .. نحن لا نتحدث عن الجسور والطرق ومشاريع المياه ولا عن الجامعات بل نتحدث عنكم عن هذا المثقف والكاتب والأديب والصحافي الذي يمثل انجازا من منجزات الثورة و الجمهورية “.وأوضح فخامته أنه أستمع باهتمام للكلمات التي ألقيت في اللقاء وقال:” سمعت كلمات معبرة لم يملها أحد عليهم, كلمات تدل على فكر وثقافة وحرية تعبير متاحة ، فانتم أحرار ولدتكم أمهاتكم أحرارا ولستم عبيدا لحزب سياسي .وأعرب عن أمله أن يتحرر الشباب من عبودية الحزبية المقيتة التي عفا عليها الزمن ، وقال : “الكذب عيب وما أحد يغطي على أعين الشباب كل شيء أمام الجميع اذهب لزيارة حضرموت أو المهرة ، زر وطنك قبل ما تزور باريس أو المانيا أو فرنسا أو دبي تعرف على وطنك وتقاليد مجتمعك ، تعرف على أبنائك وإخوانك تعرف على الثقافة الجميلة وتعرف على الجهل والتخلف الباقي من عهود الإمامة والاستعمار والتشطير “.وأضاف:” لا نقول أننا حزنا الكمال أبداً مازال هناك جهل ، وتخلف ، وما حدث في صعدة تخلف وعمل رجعي مقيت وخبيث ومحاولات يائسة من قبل البعض لإرجاع عجلة التاريخ إلى الوراء” .
وقال:” إن مسئوليتنا كصحافة ومسئوليتنا كإعلام أن نتحرك في أوساط الجماهير لنوعيهم ونجنبهم الوقوع في شرك الدجل والكذب ، نحن ندعو الى الوسطية والاعتدال ، لا مكانة للتطرف لا في اقصى اليسار ولا في اقصى اليمين ، فالوسطية والاعتدال هما الأساس في الخطاب الإعلامي الناضج والمقبول فلا يكتفي الصحفي بكتابة عمود أو مقال بحجة انه أغنى الشارع بمقاله,بل عليه الاستمرار في الكتابة بما يفيد الناس ، واجبك تكتب وتقرأ وتتعلم كل يوم لأنك تعلم أجيال وتوعيهم”.وقال فخامة رئيس الجمهورية : “ أمامنا استحقاق ديمقراطي قادم وهو انتخابات مجلس النواب وأدعو كافة القوى السياسية في الساحة الوطنية إلى المشاركة في العملية السياسية” معبرا عن أسفه لتخلف أحزاب اللقاء المشترك في جلسة مجلس النواب أمس عن التصويت على مشروع تعديل قانون الانتخابات بعد طول انتظار .وقال : “ لا يوجد لدينا مشكلة حول قانون الانتخابات السابق نحن شرعنا معهم ونحن شركاء في قانون الانتخابات ولكنهم أصروا على تعديل القانون وتجاوبنا معهم وأستمرينا في المناقشة لمدة شهرين حتى وصلنا الى الصيغة النهائية لتعديل قانون الانتخابات وكان من المفترض أن يتم يوم امس التصويت على القانون ويقدموا أسماء اعضاء اللجنة العليا للانتخابات إلا انهم للأسف لم يحضروا ولم يقدموا تلك الأسماء ، فاضطر المجلس للتصويت بأغلبيته على القانون النافذ.وأشار فخامته الى ان من حق كل حزب سياسي أن يسعى للأغلبية لا ان يخشى الآخرين وقال : “انا عندي برنامج انتخابي طرحته للشعب ، والشعب هو الذي اختارني وهو الذي سيصوت لي وأنا من حقي أن أصوت ، وقد صوت مجلس النواب يوم أمس على القانون النافذ وعلى قائمة اللجنة العليا للانتخابات المرشحة المكونة من 15 شخصا عندما لم يقدمها ممثلو المعارضة ,ومن حق رئيس الدولة أن يختار منها تسعة ، فإن قبلوا أهلا وسهلا سنكون شركاء وإن لم يقبلوا فليتحملوا مسئولية قرارهم” .واشار إلى أن من حق المعارضة إعلان معارضتها في ظل الديمقراطية التي تمنح الحق في المشاركة والامتناع والاحتجاج باعتبار ذلك حق شرعي ،وقال فخامته:” البعض منهم يقول فرصة انها ما تمت الحكاية نبدأ نشغل الشارع ونعمل ضجة ، ولكن لأن حجمهم لدى الشارع متواضع فهو بعيد عنهم ، والشعب يعرف الفاسدين ويعرف من هم الذين يتسكعون على أبواب الخارج لطلب المال الحرام المدنس”.ووجه فخامته الحكومة الاهتمام بالكادر الإعلامي قائلا : “ أوجه الحكومة بالاهتمام بالكادر الإعلامي ورعايتهم وأحث الحكومة وألزم الأمانة العامة للمؤتمر ان تتابع هذا الأمر مع الحكومة ، وسأوجه الحكومة والأمانة العامة للمؤتمر الاهتمام بمخرجات هذا اللقاء التشاوري”. وخاطب فخامة الرئيس الحاضرين بقوله:” يجب ان لا تخرجوا من هذه القاعة إلا بعد ان تتفقوا على كل ما يجب ان يعطى للكادر الإعلامي الرسمي والحزبي والعاملين في الأحزاب المناصرة وأحزاب المعارضة ندعوهم أن يكونوا معنا أن يكونوا مع الوطن لأننا كلنا مع الوطن”.ولفت فخامته إلى ما تتبناه بعض الأطراف السياسية من توجهات هدامة تحت شعار الدفاع عن الوطن وقال:” تجد البعض يلقي الخطابات التي تتحدث عن إنقاذ الوطن وسلامته في الوقت هو يفتعل الأزمات وعندما ينظمون إعتصامات في ظل الديمقراطية يدعون فيها الى الانفصال”.واضاف “ المساس بالوحدة الوطنية بالنسبة لهؤلاء أبعد من عين الشمس فهذا الشباب الواعي وكل فئات المجتمع حريصون على حماية مقدساتنا وكرامتنا وعقيدتنا ووطننا ومبادئنا مهما كلف الثمن ، ونحن لسنا دعاة حرب ولكن لن نسمح لأحد المساس بالوحدة الوطنية وبأمن واستقرار الوطن او الثورة او الجمهورية ولن نسمح لأحد بتخريب الوطن لان الوطن ليس ملكا لأحد ولا أحد يمتلك حق الوصاية على الشمال او الجنوب فنحن امة واحدة”.وتحدث فخامته عن توجيهه بالإفراج عن السجناء السياسيين ، موضحا انه تم التوجيه بالإفراج عن السجناء على ذمة قضايا سياسية فقط وليس قضايا جنائية ، وقال:” أن من يقوم بالاعتصام في محطة الهاشمي او ساحة العروض في عدن ورفع العلم الشطري وينادى بجنوب عربي سيحبس بجرم جنائي وسيحاكم ، ومن لديه رأي حول الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية فأهلا به وسهلا ونحن نقبل الرأي المخالف عندما يجري التعبير عنه بالوسائل الديمقراطية سواء كان صوبا أم خطأ”وأكد فخامة رئيس الجمهورية أن لا وصاية لأحد على الوطن مشيرا إلى أن الاستفتاء على الدستور ونتائج الانتخابات وضعت حدا لكل دعاة الوصاية وكرست الشرعية في البلاد ، وقال: “ رغم ان بعض القوى عارضت الدستور وهي الآن تتحالف مع من يدعو للانفصال ، ومن يقودون الحراك أو( العراك) السياسي يقتلون الشرطة والأمن ويقطعون الطريق هذا كلام غير مسؤول وسلوك غير وطني .وأكد فخامة الاخ رئيس الجمهورية ان ثورة (الرابع عشر من اكتوبر) أنهت السلطنات والمشيخات معتبراً ذلك من مميزات ثورة (14 أكتوبر) والتي هي امتداد لثورة (26 سبتمبر) واللتين حققتا انجازات عظيمة في حياة الشعب اليمني ، مشيراً الى انه ليس من المقبول ان يأتي البعض للترويج للأفكار التشطيرية في اي جزء من أجزاء الوطن اليمني بعد 47 عاماً على ثورتي الرابع عشر من اكتوبر و26 سبتمبر المجيدتين وتحقيق وحدة الوطن .وطالب فخامة رئيس الجمهورية وسائل الاعلام ان تلعب دوراً ايجابياً مثلها مثل الأوقاف التربية والتعليم في توجيه الناس التوجيه السليم ، وقال:”يجب على المثقف والشاعر الأديب ان يقوم بدوره في توعية المجتمع وتنمية الروح الوطنية ، وعلى الاعلام التابع لأحزاب المعارضة الى توخي الدقة والانسجام مع اخوانهم الصحفيين والترويج للكلمة الصادقة التي تبني ولا تهدم وتعمق الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي وليس الترويج لما يسهم في هدم الوطن” ، متمنياً لهذا اللقاء التشاوري التوفيق والنجاح ولكل الاعلاميين والصحفيين الشباب في المؤتمر والاعلام المؤتمري والاعلام الحكومي والاعلام المستقل والاعلام المناصر التوفيق وإيصال رسالة الاعلام الصادقة والدقيقة كما يجب.وفي اللقاء الذي حضره رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني تحدث الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام لقطاع الفكر والثقافة والإعلام والتوجيه والإرشاد الدكتور احمد عبيد بن دغر عن النجاحات التي تحققت للمؤسسات الإعلامية خلال الفترات الماضية وما شهدته من نقلة نوعية في مختلف الاتجاهات .. منوهاً بان تقديم المعلومة الصحيحة وكشف الحقائق للمواطنين مثل نهجا واضحا واتجاها ثابتا للوسائل الإعلامية. وقال “ لقد لعبت المؤسسات الإعلامية دورا بارزا في تكوين المواقف والقناعات السياسية وترجمتها إلى سلوك وممارسات تأييدا ودعما للمؤتمر الشعبي العام وسياساته وبرامجه وأبرزها البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية السابقة “ .وأضاف “ أن الوسائل الإعلامية وأصحاب الأقلام النظيفة يتصدون للشائعات المغرضة التي تخلق حالاً من الخوف والقلق والتوتر بهدف إضعاف ثقة المجتمع في المؤسسات الوطنية وعلى وجه الخصوص السيادية منها وإلحاق الضرر بها كمدخل لإضعاف المجتمع وتفتيت وحدته الوطنية باعتبار ذلك واجبا وطنيا مقدسا “.وشدد على ضرورة التمسك بمحددات الخطاب الإعلامي الذي يقوم على الأيمان بالمبادئ العامة للثورة اليمنية والدفاع عن الوحدة الوطنية وتعميد النهج الديمقراطي منوها بدور مؤسسات الإعلام الرسمية التي كانت دوما في مقدمة المدافعين عن الثوابت الوطنية والتي استطاعت الحفاظ على مصداقيتها وعلاقتها مع الجمهور المتلقي لشائعات المعارضة .. ومقنعا ومواكبا للحدث على الدوام. وألقيت كلمات عن الصحافة المكتوبة ألقاها الصحافي عبد العزيز الهياجم وعن الصحافة الالكترونية ألقاها الصحافي أمين الوائلي وعن الإعلام المرئي والمسموع ألقتها المذيعة سونيا المريسي وكلمة عن مسئولي الفكر والثقافة والإعلام بالمحافظات ألقاها الدكتور حسين باسلامة أكدت في مجملها على ضرورة انجاز التوصيف الوظيفي للإعلاميين وإعادة النظر في التأمين الصحي للعاملين في المؤسسات الإعلامية.وأشارت الكلمات إلى أهمية وجود إستراتيجية للخطاب الإعلامي الوطني تمكن من كسب الرهانات القادمة ومواجهة تحديات الخطاب غير المسؤول الذي يستغل مناخات حرية الإعلام والصحافة لزعزعة الاستقرار والأمن وخلق حالة من القلق المجتمعي وإحداث شرخ في جدار الوحدة الوطنية .ونوهت بضرورة صدور قانون الصحافة الجديد وإسقاط عقوبة حبس الصحفي وانجاز الآليات القانونية والتنفيذية للكادر الصحفي للانتقال بأداء العاملين في الحقل الإعلامي من الهم المعيشي إلى دائرة الهم الوطني والتفرغ لدور فاعل في خدمة المجتمع وأهداف التنمية والبناء وإعادة النظر في واقع المؤسسات الإعلامية بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم للمؤسسات الإعلامية حتى يتسنى لها الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الوطن والمجتمع.وأكدت الكلمات “ إن الإعلام الالكتروني بات الآن واجهة أساسية وفاعلا مؤثرا وأن التوسع الكمي والعددي في مجال النشر والصحافة الالكترونية ينبغي أن لا يأتي على حساب الجودة والتميز والخدمة النوعية والرسالة المتوخاة من هذه الوسائل “ .. وأكدت الكلمات ايضا إن الواقع الإعلامي اليوم يستدعي الابتعاد عن الرتابة والجمود والتكرار الذي يخلو من ملامح ومضامين الإبداع المتجدد والقدرة على الإيقاع بالقارئ واستقطاب الجمهور.واعتبرت انعقاد اللقاء ألتشاوري الإعلامي الموسع انطلاقة نوعية جديدة هدفها الأساسي تعزيز روح الاتصال والتواصل بين القيادات الإعلامية لما من شأنه الارتقاء بالرسالة الإعلامية النبيلة التي تعمق روح الوفاء والإخلاص للوطن.تخلل اللقاء الذي حضره القائم بأعمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام عبد الرحمن محمد الاكوع قصيدة شعرية نالت إعجاب الحاضرين.وصدر عن اللقاء ألتشاوري الإعلامي الموسع بيان أشار إلى أن هذا اللقاء يشكل محطة هامة لبلورة وصياغة الاستراتيجيات والأهداف المرحلية التي تضبط إيقاع الخطاب الإعلامي بما يجعله أكثر ملامسة لآمال وآلام جماهير الشعب بهدف خلق رسالة إعلامية تنظيمية وطنية متوازنة ومسئولة تلبي حاجات مختلف شرائح المجتمع.كما أنها تنمي روح التسامح والوسطية والاعتدال وتنشر المحبة والسلام والوئام الاجتماعي وتخدم مسيرة التنمية والديمقراطية وتنافح عن المكتسبات الوطنية الكبرى في ظل الثورة والجمهورية والوحدة وتعزز قيم الولاء الوطني وتساهم في بناء وتنمية دولة المؤسسات الدستورية.ودعا المشاركون في اللقاء إلى تعزيز الاستحقاقات الديمقراطية الدستورية والقانونية والنقابية لما من شأنه ترسيخ القيم المهنية والأخلاقية والعمل الجاد من اجل تطوير قانون الصحافة والمطبوعات بما يستوعب المستجدات والتطورات التكنولوجية وبما ينظم العلاقة بين أطراف العملية الاتصالية .. مشددين على ضرورة التمسك بروح المهنية والحرفية المسؤولة في العمل الصحافي.وطالبوا العاملين في المهنة الابتعاد عن الخطاب المأزوم الذي يسعى إلى هدم العملية الديمقراطية والإضرار بالتنمية وتقويض مؤسسات الدولة ومحاولة جر البلاد إلى الفوضى والعمل خارج الدستور والقانون.وأكدوا أن خطابا مثل هذا النوع إنما يكرس ثقافة الكراهية والعنف وينفخ في نار الفتنة الاجتماعية ويذكي النعرات المناطقية والطائفية والسلالية ويتخذ من لغة التحريض والتأليب والإثارة وسائل لإقلاق السكينة العامة والإضرار بالوحدة الوطنية لخدمة مصالح حزبية وفئوية ضيقة تحقيقا لأجندة خارجية.وأشاروا إلى أن ذلك يتنافى مع روح التعددية الديمقراطية البناءة ويتجاوز الثوابت الوطنية الأمر الذي يحتم على كافة وسائل الإعلام والصحافة التصدي بجدية وعقلانية للخطاب المأزوم باعتبار ذلك واجبا دينيا ووطنيا مقدسا.