غضون
كان حزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن حزباً واحداً وهو من أقدم الأحزاب في اليمن، وكان أقواها في الماضي ولأن القيادات الحزبية في بلادنا اعتادت على السيطرة وتعتبر نفسها هي الحزب كله، تشظت هذه الأحزاب وتوزعت يمنة ويسرة .. ولهذا السبب صار الناصريون موزعين على أربعة أحزاب وأربع طوائف والمسمى واحد وكل طائفة ترى نفسها الحق والأصل . ولحق البعث بالموكب وتشظى إلى ثلاث طوائف ثم غابت طائفة وأصبح لدينا حزب البعث العربي الاشتراكي وحزب البعث القومي والآن صار ثلاث طوائف بعد أن أنقسم البعث الاشتراكي إلى طائفتين إحداهما يقودها الذهب والأخرى عبد الوهاب محمود.الانقسام الذي حدث مؤخراً لا يعترف به الطرفان .. فالقسم الذي أنخرط في التحالف الوطني الديمقراطي في نهاية الأسبوع الماضي يعتبر نفسه حزب البعث الأصلي، ولاحقاً أعلن عبد الوهاب محمود أنضمام الحزب إلى “المشترك “ ويعتبر نفسه حزب البعث الأصلي جداً. و يوم أمس انعقدت اللجنة المركزية للحزب وأكدت أنها هي الحزب وأن انضمامها للتحالف الوطني الديمقراطي قرار نهائي، وأن ما فعله محمود محاولة لشق الحزب . عموماً الانشقاق صار أمراً واقعاً، ولا جدوى من إلقاء اللوم على هذه الطائفة أو تلك.. فالأخطاء التي صنعت الانقسام هي ماركة مسجلة باسم قيادات الطوائف حصرياً .. ولما أقول حصرياً فذلك يعني أن “السلطة “ ليست مسؤولة عن الانقسام في حزب البعث وفي غيره المسؤولية تقع على تلك القيادات وحدها، فهل السلطة هي التي دفعت عبد الوهاب محمود ليشق البعث ويذهب بجزء منه إلى الجهة الأخرى ؟ بالمناسبة لا يوجد حزب في اليمن نشأ نتاج انقسام في الرأي حول كيفية إدارة هذا الشأن أو ذاك.. أي نتاج خلاف حول قضايا وطنية أو محلية، فكل حزب هو عبارة عن فرع أو وكيل معتمد للحزب الأصلي الموجود في الخارج وحتى لا نظلم المؤتمر الشعبي نعيد التذكير هنا إنه الحزب الوحيد الذي نشأ كاستجابة لحاجة وطنية .. فهو الأصل وليس الفرع.. وهو لا يهتم بالايدولوجيا بل يهتم بالقضايا المطلبية .. وينبغي أن يبقى كذلك.