تكلفة مشروع الميناء الجديد تبلغ (40) مليون دولار
صنعاء/سبأ: تجرى حاليا في وزارة النقل الترتيبات والاستعدادات للبدء بتنفيذ الأعمال الإنشائية لإقامة ميناء تجاري جديد بجزيرة سقطرى في محافظة حضرموت بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 40 مليون دولار بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية . ذكرت ذلك وكالة الأنباء اليمنية/ سبأ/ نقلا عن تصريح صحفي ادلى به وزير النقل الاخ خالد ابراهيم الوزير، وقال فيه :” ان إنشاء ميناء سقطرى التجاري يأتي في إطار توجهات الحكومة الهادفة الى رفع كفاءة الموانئ اليمنية وتشغيلها بشكل اقتصادي أفضل” ، موضحا ان الأعمال الإنشائية للميناء يتوقع ان تبدأ خلال العام الجاري .واشار الى ان الجهات المختصة بوزارة النقل تعمل حالياً على استكمال الإجراءات والترتيبات النهائية لإنزال مناقصة دولية امام الشركات العالمية تتعلق بإنشاء الميناء ، مبينا ان هذه المناقصة سيتم إنزالها خلال النصف الأول من العام الجاري 2009م.واكد وزير النقل ، ان الدراسات والتصاميم الهندسية والفنية الخاصة بتنفيذ الأعمال الإنشائية للميناء قد تم استكمالها من قبل الجهات المعنية في وزارة النقل ، موضحا ان ميناء سقطرى التجاري يعد الأول من نوعه ، وأحد المشروعات الإستراتيجية التي ستنفذ في الجزيرة ، حيث يعول عليه كثيراً لإحداث نهضة استثمارية كبيرة نظراً لموقعه الهام الذي يربط اليمن مع بلدان المنطقة والعالم ، الى جانب تطوير البنية التحتية في سقطرى وتحسين مستوى الدخل لسكانها. تجدر الاشارة الى ان مجلس الوزراء وافق مؤخراً على مشروع القرار المقدم من وزير النقل بشأن حجز المساحة المطلوبة لإنشاء الميناء في منطقة قرمة بإجمالي مساحة قدرها مليون و280 ألف متر مربع في البر، وكذا المساحات المائية المقابلة المخصصة للأرصفة وممر الدخول وحوض الاستدارة وغاطس الميناء.كما وافق المجلس على حجز وتخصيص مساحة الميناء القديم الحالي في منطقة حولاف بجزيرة سقطرى لمهامه الحالية وللمشاريع التطويرية له بما في ذلك استخدامه لليخوت والقطع البحرية الصغيرة بإجمالي مساحة برية قدرها 60 ألف متر مربع. ويحد الميناء الجديد في سقطرى من الشمال وادي معونة والبحر العربي ومن الشرق حرمة وربوه ومن الجنوب الطريق الإسفلتي ووادي ديمحض ومن الغرب قرية ديمحض والبحر العربي ، ويتضمن مشروع الميناء إقامة الرصيف واللسان البحري والمساحات الخرسانية وغيرها من المنشآت ورفدها بالتجهيزات والمعدات الملاحية الحديثة الخاصة بالمناولة للبضائع وكذا التجهيزات المدنية والميكانيكية الكهربائية الخاصة بالميناء وكذا تجهيز قناة ملاحية وحوض دوران للسفن ، خدمة لأبناء الجزيرة وبما يسهم في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية فيها. ومن المقرر أن تشرف على عملية إنشاء الميناء الجديد ، مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية الحكومية ، وسيخصص للتبادل التجاري الحر نظراً لموقعة الإستراتيجي الواقع بين المحيط الهندي والبحر العربي وخليج عدن مما يجعله نقطة تواصل تجاري هام مع معظم مناطق العالم. ومن شأن الميناء التجاري الجديد بجزيرة سقطرى أن يوفر فرص عمل جديدة بمختلف المجالات كما سيسهم في تعزيز التنمية وزيادة معدل النمو بالمنطقة الجنوبية الشرقية وتسهيل عملية التصدير والاستيراد . ويأتي انشاء الميناء في إطار التخطيط الجاد للنهوض بمدن الموانئ في اليمن من خلال إنشاء موانئ تجارية جديدة ضخمة في عدد من المحافظات الساحلية أبرزها ميناء حضرموت الجديد في منطقة بروم بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 240 مليون دولار للمرحلة الأولى ، وإنشاء ميناء خلفوت بمحافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان ، ومشروع تطويري وتأهيلي لميناء المخا والذي يعد أقدم ميناء في اليمن ، بهدف زيادة طاقته الاستيعابية لاستقبال ورسو السفن والبواخر التجارية الكبيرة وكذا تنفيذ عمليات التصدير والاستيراد لمختلف أنواع البضائع . وتعتبر جزيرة سقطرى من أكبر الجزر اليمنية ، حيث يضم أرخبيل سقطرى مجموعة من الجزر الصغيرة الأخرى ، وتقع على البحر العربي وفي شمال غرب المحيط الهندي ، بالقرب من خليج عدن وتبعد عن السواحل اليمنية حوالي 510 كيلومترات وتبلغ مساحتها حوالي 3650 كيلومترا ،. وتحظى الجزيرة التي يطلق عليها (عذراء اليمن الفاتنة) باهتمام دولي كبير نظرا لتنوعها الحيوي الفريد خصوصا بعد إعلان انضمامها رسمياً لقائمة التراث العالمي في يوليو الماضي من قبل لجنة التراث العالمي التابعة للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) ضمن 40 موقعاً جديدا ضم إلى قائمة التراث العالمي ، وهي التي جذبت إليها الأنظار بما تمتلكه من مقومات طبيعية وبيئية ساحرة ونادرة تستحق الاهتمام والتأمل. وتجلى هذا الاهتمام في إدراج أرخبيل جزيرة سقطرى ضمن قائمة المحميات الطبيعية العالمية ، بعد ان كان قد أدرج من قبل ضمن الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي الذي تم إقراره من قبل برنامج الإنسان والمحيط الحيوي MAB التابع لليونسكو. يذكر ان اليمن تشرف على ملتقى الطرق التجارية الدولية التي تربط الشرق بالغرب ، كإشرافها المباشر على مضيق باب المندب وإطلالها على البحر الأحمر من الغرب والبحر العربي والمحيط الهندي من الجنوب ، كما تمتدّ شواطئها الصالحة للملاحة إلى أكثر من 2500 كيلو متر فضلاً عن المزايا الطبيعية التي تتمتَّع بها الموانئ اليمنية مثل الحماية من الرياح وارتفاع أعماق المياه ، كما تمتلك اليمن ستة موانئ تجارية على امتداد السواحل اليمنية وهي: (عدن ، الحديدة ، المخا ، الصليف ، المكلا ونشطون) إلى جانب عدد من الألسن والمنصَّات البحرية.