الحوثي نسخة أسوأ من الإمامة.. وسبتمبر وأكتوبر مشروع وطني مستمر

- منابر المساجد مطالبة بالتذكير بأن الكهنوت يسقط بالإرادة الشعبية وأن قيم الثورة لا تزال حية
- نؤمن أن الثورة في وجه المشاريع الهدامة مستمرة وتواجه تحديات جديدة
- رسالتي للشباب: تذكروا تضحيات أجدادكم في سبتمبر وأكتوبر ليمنحوكم وطنًا حرًا
14 أكتوبر / خاص:
حاوره/ نجيب الكمالي:
في الذكرى الوطنية الخالدة لثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر، تبدو معاني الثورة أكثر حضورًا من أي وقت مضى، في ظل مواجهة اليمنيين لمشروع الإمامة الحوثية المدعوم من إيران، الذي يسعى لطمس مكتسبات عقود من النضال الوطني.
وفي هذا السياق، التقت الصحيفة بوكيل وزارة الأوقاف والإرشاد، الدكتور مختار بن الخضر الرباش، الذي فتح قلبه للقراء متحدثًا عن دور الوزارة في إحياء قيم الثورتين، وعن إرثه النضالي كابن لأحد أبطال ثورة 14 أكتوبر، وعن تجربته القيادية في المقاومة الجنوبية خلال معركة تحرير عدن، وصولًا إلى رؤيته لدور المؤسسات الدينية في ترسيخ الوعي الوطني ومواجهة المشروع الحوثي.
وزارة الأوقاف وتجديد معاني الثورتين
• دكتور مختار، أصدرت وزارة الأوقاف والإرشاد تعميمًا يقضي بتخصيص خطب الجمعة والأنشطة الدعوية لإحياء معاني ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، كيف تقيّمون أهمية هذا التوجه في ترسيخ قيم الثورتين لدى الأجيال الجديدة؟
ثورتا سبتمبر وأكتوبر هما بوابة الحرية لليمنيين، ولهذا فإن استحضارهما اليوم بات ضرورة وجودية.
التعميم الذي أصدرته الوزارة جاء ليعيد وضع الثورة في موقعها الطبيعي كهوية جامعة لليمنيين، لاسيما ونحن نواجه نسخة أشد بشاعة من الإمامة التي ثرنا عليها في 26 سبتمبر، ممثلة في مليشيات الحوثي الإرهابية التي تمثل المشروع الإيراني في اليمن.
منابر المساجد اليوم مطالبة بأن تعيد التذكير بأن الكهنوت لا يسقط إلا بإرادة شعبية، وأن قيم الثورة لا تزال حية في وجدان كل يمني.
خطة عملية لإحياء قيم سبتمبر وأكتوبر
• ما البرامج والأنشطة التي اعتمدتها الوزارة لتنفيذ هذا التعميم ميدانيًا، وهل هناك تنسيق مع المؤسسات الأخرى لضمان وحدة الخطاب الوطني في هذه المناسبة؟
وضعنا خطة شاملة تقوم على توجيهات موحدة ودروس دعوية تركز على معاني الحرية والسيادة، إلى جانب ندوات فكرية وبرامج إعلامية مشتركة. والتنسيق قائم مع وزارات الإعلام والتربية والتعليم والثقافة، حتى يكون خطاب الدولة موحدًا في مواجهة المشروع الحوثي.
نحن نؤمن أن الثورة في وجه المشاريع الهدامة مشروع مستمر يواجه اليوم تحديًا جديدًا، هدفه أن يمنع عودة الإمامة بثوب إيراني.
إرث عائلي يزرع روح المقاومة
•أنتم نجل أحد أبطال ثورة 14 أكتوبر، كيف انعكس هذا الإرث النضالي على مسيرتكم الوطنية؟ وما أبرز الدروس التي ورثتموها من تجربة والدكم في مواجهة الاحتلال البريطاني؟
أن تولد في بيت مقاوم يعني أن تعيش مع الثورة قبل أن تتعلم القراءة والكتابة. والدي ترك لنا إرثًا نضاليًا يتمثل في أن الوطن لا يحرره إلا أبناؤه، وأن الاستبداد مهما طال لا بد أن يسقط.
هذا الإرث جعلني أرى الحوثي اليوم كاحتلال داخلي يستند إلى أجندة خارجية والمفارقة أن الحوثي أخطر من الاستعمار البريطاني، لأنه يستغل الدين غطاءً، ويستمد قوته من دعم إيراني يحاول سلخ اليمن عن هويته العربية والإسلامية الأصيلة.
بين الاحتلال البريطاني والإمامة الحوثية
•كيف تقيمون العلاقة بين أهداف ثورة 14 أكتوبر في مقاومة الاستعمار البريطاني، والمقاومة الجارية اليوم ضد المليشيات الحوثية؟
المحتل البريطاني حاول أن يفرض سيطرته على الأرض، والإمام في الشمال فرض سطوته على رقاب الناس بقداسة مزعومة.
اليوم، الحوثي جمع بين الاثنين: استبداد داخلي مدعوم بمشروع خارجي تقوده إيران. ولذلك ثورة أكتوبر كانت ثورة ضد الاحتلال، وسبتمبر كانت ثورة ضد الإمامة، والمقاومة اليوم ثورة ثالثة ضد الإمامة الحوثية التي تريد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، لكنها لن تنجح لأن الشعب اليمني تعلّم أن الحرية لا تُسترد إلا بالتضحيات.
تحرير عدن.. لحظة فاصلة
•في إطار دوركم القيادي ضمن المقاومة الجنوبية، ما التحديات الكبرى التي واجهتموها خلال معركة تحرير عدن؟ وكيف تمكنتم من تجاوزها وتوحيد الصفوف وصولًا إلى النصر؟
معركة عدن كانت اختبارًا للكرامة الوطنية، واجهنا مليشيا مدججة بالسلاح الإيراني، بينما لم يكن بحوزتنا إلا إيماننا بالحق ووحدة الموقف، وأكبر التحديات كانت في الإمكانات، لكن تلاحم أبناء عدن الأبطال جعل المستحيل ممكنًا، تمامًا كما توحد اليمنيون في سبتمبر ضد الإمام، وكما توحد أبناء الجنوب في أكتوبر ضد الاحتلال، توحد أبناء عدن والمقاومة ضد الحوثي، وكان النصر حليفنا لأن الهدف كان واحدًا: الدفاع عن الحرية والكرامة.
المؤسسات الدينية وبناء وعي وطني
•انطلاقًا من موقعكم في وزارة الأوقاف، كيف يمكن للمؤسسات الدينية أن تسهم في تعزيز القيم الوطنية والدينية التي حملتها الثورات والانتصارات؟
المسجد كان ولا يزال منبر الوعي الوطني، فحينما انطلقت شرارة ثورة 26 سبتمبر وقف العلماء مع الشعب ضد الإمامة، واليوم عليهم أن يقفوا ضد الإمامة الحوثية التي تحاول أن تحتكر الدين وتوظفه لخدمة مشروع خارجي، ودور المؤسسات الدينية هو إعادة الاعتبار لقيم الإسلام الحقيقية: العدل، والمساواة، وحرية الإنسان. وعندما نربط هذه القيم بمعاني الثورة، فإننا نحصن الشباب من أي محاولة لاختطاف وعيهم.
رسالة إلى شباب اليمن
• ما رسالتكم لقراء الصحيفة بشأن أهمية التمسك بالمبادئ الدينية والوطنية كركيزة لبناء مستقبل اليمن؟
رسالتي أن يتذكروا أن أجدادهم في سبتمبر وأكتوبر ضحوا بدمائهم ليمنحوهم وطنًا حرًا.
اليوم، الحوثي يحاول أن يعيد الإمامة بثوب أشد ظلامًا، مدعومًا من إيران ، وإذا فرط الشباب بمبادئ الثورة، فإنهم يفرطون بمستقبلهم.
اليمن يحتاج جيلًا يتمسك بالحرية والكرامة والعدل، جيلًا يرى أن الدين والوطن متكاملان لبناء دولة قوية تحمي شعبها وتعيد لليمن مكانته الطبيعية في محيطه العربي والإسلامي.