صباح الخير
* روحانية هذا الشهر تتجلى بعمق عند المسلم المؤمن الذي يخلص لربه في قيام وصيام هذا الشهر الفضيل.. العبادة تتميز في رمضان لأن هناك تحدياً للنفس والروح والرغبة الدنيوية.. حيث يترك المسلم طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى.. فيتعلم من الشهر الصبر وصدق التعلم ورزانة العقل وياريت أن يستمر هذا التوازن حتى بعد شهر رمضان الكريم لأن الإنسان يكون نظيفاً طاهراً من خارج وداخل الجسد طاهراً من خلال تكرار الوضوء للخمس صلوات وطاهراً من خلال ترك الدنيا وما فيها من الملذات .. فيتحمل مرارة الجوع وقساوة الظمأ مما يدفعه ذلك الإحساس بالرحمة والرأفة بفقراء الوطن أبناء جلدته وأهله وناسه وهذه الأمور تحفزه إلى فعل الخير ومساعدة من يستحق المساعدة فيرحم الفقير ويرأف على اليتيم ويتصدق للمحتاج مما يدخل الفرحة والسعادة لقلوب الفقراء والمساعدين. * ودرس فعل الخير من الدروس التي نتعلمها في هذا الشهر الكريم.. وهي دعوة لأهل الخير والمقتدرين من أبناء الوطن إلى أن يستغلوا هذه الفرص التي تمنح برمضان الكريم (وما نقص مال من صدقة) إن الحسنة بعشر أمثالها ولن يستطيع صاحب المال أن يشتري بماله حسنات خارج إطار فعل الخير والصدقة والزكاة.. التي تنفعه يوم لاينفع مال ولابنون .. والفقير في نظر ديننا الإسلامي هو من لا دين له نعم هذا الفقير، إما البائس وقليل المال فتغنيه عفته وقناعته بأنه غني بحبه لإسلامه وتمسكه بدينه وإخلاصه لعبادة الله، فالله هو الرازق وهو العطي وما الإنسان إلا مسخر بإرادة الله لفعل الخير إذا أحبه الله. علينا أن نواسي المحتاج ونمسح على رأس اليتيم ورمضان هو الشهر الذي فيه كل وسائل الوصول إلى رضى رب العالمين (إرحموا ترحموا) ولا تنسوا صلة الرحم تواصلوا معهم وانسوا كل الأخطاء إن تواجدت (فخير الخطائين التوابون) ولاتنسوا بعض الأسر العفيفة التي تعز ان تمد يدها للناس.. اسألوا عن الجار فقد أوصى به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. تصدقوا على أرواح الوالدين عيشوا النعمة والحياة السعيدة التي يمنها الله عليكم في الشهر الفضيل رمضان المبارك ، فمن ينقضي عليه الشهر دون الخروج بنتيجة الرحمة والمغفرة فهو الخسران ولن تعوضه أمواله تلك الخسارة.. رمضان أعده الله رحمة ورأفة بكل عاص ولكل مسلم للاستفغار والتوبة (نسأل الله لنا ولكم أن يساعدنا على صيامه وقيامه) وعلى أن نتراحم ونحب ونشفق على بعضنا (اللهم آمين).