إعداد/زكي الذبحانيللكزاز تاريخ طويل حافل بمآس وآلام ،بل وحتى عصرنا الحالي في بعض المجتمعات لغياب الممارسات الصحية النظيفة أثناءالتوليد والعزوف عن تحصين النساء،وكذا صغار الأطفال بالجرعات الروتينية.فلا يزال لهذا المرض القاتل علاقة قوية بزيادة وفيات حديثي الولادة بدرجة أساسية ولن نذهب بعيداً فابسط مايمكن تقديمه من مثال على هذا الوضع الأليم ماهو حاصل عندنا في اليمن .حيث معدل الوفيات بين المواليد هو الأعلى في المنطقة،إذ يصل إلى (37) لكل ألف ولادة حية تقريباً.وللعدوى بهذا المرض أسبابها ودواعيها.فعند الولادة يبدو الوليد المتلقي لعدوى الكزاز طبيعياً ،وتظهر عليه أعراض المرض مباشرة،بل بعد عدة أيام على الإصابة-من(8-3أيام)من تلقيه للعدوى-بسبب الممارسات الخاطئة غيرالصحية أثناءالتوليد،كأن تتم الولادة على سطح غير نظيف أوبسبب عدم غسل المولدة يديها جيداً بالماء والصابون أو قطع الحبل السري بمادة ليست نظيفة ولامعقمة،مثل السكين أوشفرة الحلاقة المستعملة أوالمقص ،أو ربطه بخيط غير معقم أو وضع قطعة من قماش أوشاش على سُرة الوليد. أيضاًمداواة الحبل السري بعد القطع بمواد ملوثة،كالتراب والرماد أوالسمن أوالكحل ،وأي من هذه الممارسات والعادات السلبية غير النظيفة عند التوليد وقطع الحبل السري وحتى أثناء الختان.إذ تتميزجراثيم الكزاز بقدرتها على العيش والتكاثرفي الأماكن اللاهوائية وعلى مقاومة الجفاف وارتفاع درجة الحرارة لفترة من الزمن ومستودعها هو أمعاء الانسان والحيوانات،كالأبقار والخيول،لا ضررتسببه وهي في الأمعاء، فإذا ماخرجت مع الروث والبراز،فإنها تصبح خطرة.وبالتالي يمكنها العيش في هذه المخلفات والمواد المتحللة والمتعفنة والتربة والرماد والشوك والمسامير وقطع والزجاج المتناثرة على الأرض ..الخ كذلك على سطح الجلد المتشقق على النسيج الميت منه،كما تعلق بالأشياء والأدوات الأخرى أوحتى باليدين عند ملامستها للمواد الملوثة بهذه الجراثيم الضارية ولاشك أن الممارسات غيرالصحية-التي ذكرتها-المرتبة بالولادة وقطع الحبل السري والختان،الطريق الأسهل لانتقال المرض عبر موضع القطع أوالجرح أو لنشر جراثيم الكزاز سمومها في الجسم وصولاًالى جهازه العصبي،بعد أيام قليلة من العدوى،لتبدأ الأعراض بالظهور مابين(اليوم الثالث والثامن) على الولادة بالنسبة للوليد.عندها يصعب عليه الرضاعة لتصلب عضلات الفم والوجه،وبعدها تتصلب الرقبة،ثم يمتد التصلب في الجسم كله،وترتفع درجة حرارة (الحمى)،ومع زيادة تدهور الحالة يصاب المريض بنوبات من التشنج والاهتزاز ،بشكل يفقدمعه القدرة على فتح فمه والرضاعة..حتى البكاءيعجزعنه،وغالباً ماتكون النتيجة الطبيعة لمثل هذا التدهور هي الوفاة. وما من حلٍ لوقف سطوة هذا المرض البشع على الأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم بأفضل من الوقاية وتدابيرها. فهناك طريقتان متلازمتان للوقاية لايمكن الفصل بينهما،أولها:الولادة الصحية والنظيفة التي يجب أن تتم من خلال الأشراف من قبل طبيب أوطبيبة أو من خلال قابلة ماهرة أوجده مدربة،لضمان اتباع الممارسات الصحية النظيفة والآمنة عند التوليد،عبر : -غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل البدء بالتوليد.- تهيئة مكان نظيف ومناسب للتوليد بما في ذلك الفراش النظيف وقطع القماش النظيفة .-قطع الحبل السري بأداة مناسبة ومعقمة كموس حلاقة جديد أومقص نظيف ومعقم،وربطه بخيط نظيف وجديد بعد غليه مع أداة قطع الحبل السري في الماء لمدة (30دقيقة) على الأقل.-تجنب وضع مواد ملوثة،كالكحل أوالرمادأوالسمن وغيرها من الموادغيرالملوثة على سُرةالوليد.وهي تدابير مطلوبة كذلك عند عملية الختان..نأتي إلى الشق الثاني المكمل للوقاية من الكزاز،وهو تحصين سائر الفتيات والنساء ضمن الفئة العمرية من(45-15عاماً)ضدمرض الكزازالوليدي،بالجرعات الخمس من اللقاح المضادلهذاالمرض.فجرعة واحدة منه لاتكفي لتأمين الوقاية الكاملة لهن من الكزاز الوليدي مدى الحياة،إلى جانب أنها ضرورية جدا ًلوقاية المواليد القادمين،وكذا المؤمل إطلالتهم على الحياة مستقبلاً،بوقايته لهم لفترة وجيزة تمتد إلى شهرين على ولادتهم.علماً بأن جرعة لقاح الكزازلاتُعادإذاتاخرموعدالحصول عليها،ولكن من المهم أن تستكمل بقية الجرعات تبعاً لمواعيدها،على النحو المبين في جدول كرت التطعيم.وبالمناسبة..تتواصل هذه الايام تنفيدالجولة الثانية من حملة التحصين للتخلص من مرض الكزازالوليدي والتي سبق وأن نفدت جولتها الأولى في الفترة من(12-17أبريل 2008م).وسيستغرق تنفيذ الجولة الحالية ستة أيام خلال الفترة من ( 7 - 12 - 2008م) ابتداءً من السبت القادم، مستهدفة تحصين الإناث في عمر (45-15 عاماً ) على عامتهن بلا استثناء في المديريات المستهدفة بمحافظات ( الحديدة- الضالع- أب -لحج).فالجميع من الفتيات والنساء مستهدفات بالتحصين في هذه الحملة ما دمن ينتمين إلى الفئة العمرية من (45-15 عاماً) حتى غير المتزوجات والحوامل في الأشهر الأولى أو الأخيرة من الحمل ولا مانع من التطعيم مادام اللقاح آمناً سليماً وليس له أي تأثير سلبي البتة.
|
تقارير
لماذا تحصن كل النساء في عمر(45-15عاماً)ضدالكزاز الوليدي ؟
أخبار متعلقة