كانت جميع الامور تسير على ما يرام بالنسبة لنادي هامبورج الالماني لكرة القدم. فقد أقام النادي معسكر إعداد ناجح للموسم الجديد وبعده فاز في أولى مبارياته بالدوري الالماني لهذا الموسم أمام مضيفه هانوفر 1/ صفر. وبعد ما مر به هامبورج في الموسم الماضي من محاولات شاقة لتجنب الهبوط وقائمة طويلة من اللاعبين المصابين وإقالة المدرب توماس دول فقد كان لدى الفريق في بداية هذا الموسم كل الاسباب للتفاؤل بقدوم أوقات أفضل قريبا.ولكن بعد مرور أيام قليلة على انطلاق الموسم الحالي تغير كل هذا. فقد أصيب نادي هامبورج بزلزال مدو عندما تقدم نجمه الهولندي رافاييل فان دير فارت بطلب للانتقال فورا لنادي بلنسية الاسباني. وأثار فان دير فارت /24 عاما/ صانع ألعاب هامبورج دهشة وغضب جماهير هامبورج بعدما أفصح عن رغبته في الرحيل بعد أيام قليلة من انطلاق الموسم الجديد من الدوري الالماني.والغريب أن فان دير فارت لا يربطه مع هامبورج عقد يمتد لعام 2010م وحسب وإنما اللاعب نفسه دأب على إعطاء انطباع للجميع بأنه لديه طموح إحراز لقب الدوري الالماني مع الفريق الذي انضم إليه قبل عامين. ولا شك من أن فان دير فارت وزوجته عارضة الازياء سيلفي كانا أشهر ثنائي في مسابقة دوري الدرجة الاولى الالماني (بوندسليجا).ولم يكل فان دير فارت وزوجته التي كانت تعمل مقدمة برامج في قناة "إم تي في" الغنائية بهولندا أو يملان من ترديد كم يشعران بأنهما في وطنهما تماما وهما في المدينة الالمانية الشمالية.وانقلبت جماهير هامبورج حاليا تماما ضد اللاعب الذي طالما اعتبرته نجمها المفضل. وحتى مع اختلاف عالم كرة القدم اليوم والذي لم يعد للولاء قيمة كبيرة فيه أمام سطوة المال فقد كانت رغبة فان دير فارت المفاجئة في الرحيل صدمة كبيرة لهامبورج وجماهيره.وامتلأت الصحف الالمانية برسائل القراء الذين وصفوا فان دير فارت بأنه "مرتزق" و"خائن" بعدما أثبت أنه لا يهتم بمصلحة النادي أو بجماهيره. أما فان دير فارت فلطالما أعرب عن رغبته في الانتقال لاسبانيا في مرحلة ما من مشواره الرياضي إذا تلقى عرضا من نادي أسباني كبير. واتهم فان دير فارت هامبورج بالعجرفة لفشله حتى الان في تلبية طلبه بالرحيل فورا عن صفوفه.وقال فان دير فارت الاسبوع الماضي :"لقد تحطم حلمي .. لقد تلقيت وعدا من النادي بأنه سيفكر في الامر إذا ما تلقى عرضا مماثلا. ولكن النادي رفض العرض على الفور. وهذا موقف متعجرف".ولكن المعلقين والنقاد الرياضيين لا يتفهمون موقف فان دير فارت. فهم لم يظنوا أن بلنسية يمكن أن يكون ذلك النادي الاسباني الكبير الذي كان يفكر فيه اللاعب ولا أن مبلغ الـ14 مليون يورو (8ر18 مليون دولار) يمكن أن يكون العرض المغري بالنسبة للاعب يساوي أكثر من ذلك بكثير عند هامبورج.واتخذت أحداث قضية فان دير فارت منعطفا جديدا قبل مباراة هامبورج مع فريق هونفيد بودابست المجري أمس الاول الخميس في ذهاب الدور التمهيدي الثاني لبطولة كأس الاتحاد الاوروبي عندما بدا أن فان دير فارت أصيب بالتواء في ظهره بينما كان يرفع ابنه داميان البالغ من العمر 14 شهرا في المنزل.وكانت هذه الاصابة سواء كانت حقيقة أم مجرد ادعاء سببا في عدم مشاركة فان دير فارت في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي بالمجر. ولكنه بالتأكيد سيكون قادرا على اللعب مع بلنسية في البطولة الاوروبية إذا ما تمت صفقة الانتقال.ومازال هذا هو السؤال الاكبر حاليا .. فبلنسية وجد أن عرضه رفض على الفور من هامبورج الذي أكد بدوره يوم الجمعة أنه أرسل خطابا إلى النادي الاسباني يحذره من اتخاذ أي خطوات للاتصال باللاعب.وأرسل هامبورج نسخة من هذا الخطاب إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حيث يريد النادي الالماني تدخل الفيفا إذا ما خرق بلنسية لوائح الاتحاد التي تمنع الاندية المنافسة من اتخاذ أي إجراءات قد تؤدي إلى فسخ عقد لاعب مع ناديه.من ناحية أخرى أشارت صحيفة "بيلد" الالمانية واسعة الانتشار إلى أن سيلفي فان دير فان باتت قلقة على سلامة ابنها بعدما تلقى مدير أعمال اللاعب رسائل إلكترونية تحمل الضغينة. ولطالما كانت عارضة الازياء الجذابة ينظر إليها على أنها شديدة الارتباط هي الاخرى بهامبورج خاصة بعدما ظهرت كفتاة غلاف لهذا العام لشركة "أوتو" النمساوية البريدية العملاقة التي تتخذ من هامبورج مقرا لها.ويبدو أن علاقة الحب الكبير التي جمعت بين هامبورج والثنائي الشهير قد انتهت الان. ويمكن لفان دير فارت أن يتوقع استقبالا جافا من الجماهير عندما يلتقي هامبورج مع باير ليفركوزن في منافسات الاسبوع الثاني من الدوري الالماني غدا الاحد هذا إذا قرر هوب ستيفنز مدرب هامبورجالاستعانة به من الاساس.ويتمنى العديد من جماهير هامبورج والنقاد الرياضيين كذلك سحب شارة القيادة من فان دير فارت ونفي اللاعب إلى المدرجات التي عادة ما تجلس فيها زوجته لتشاهده في كل مباراة تجرى بهامبورج.