وجدت المدير العقيد نصر حيدرة في حالة يرثى لها وهو بين أكوام الأوراق للتوقيع على المعاملات والاستمارات لاستخراج بطاقة الهوية. منظر غير مألوف تشاهده وأنت تدلف مقر الأحوال المدنية بلحج الكائن بجانب مكتب الزراعة في مديرية تبن.. الناس من طالبي البطائق الشخصية أكوام هائلة من البشر، كل يريد أن ينجز ما جاء من أجله بالحصول على البطاقة الشخصية. لم تصدق عيناي هذا الكم الكبير من الناس الباحثين عن البطاقة.. أين كانوا من قبل؟!
يقول مدير الأحوال المدنية العقيد نصر: نحن ومعنا منتسبو مكتب الأحوال المدنية بلحج كل يوم نستقبل هذه الأفواج من الناس ليعاملوا لاستخراج بطاقة الهوية (البطاقة الشخصية). ويضيف: نحن نعمل على مدار اليوم لنتمكن من تنفيذ مهامنا الوطنية والإنسانية خدمة لأبناء المحافظة رغم الظروف الصعبة التي نعاني منها.. مكتبنا بحاجة إلى توفير الإمكانيات اللازمة والضرورية. نحن لا نطلب إلا الضرورية المساعدة لتنفيذ المهام الملقاة على عاتقنا، لا نريد الناس أن تتعب وتعاني، نريد أن نساعد المواطنين في حصولهم على البطاقة بكل يسر وسهولة.. لكن ظروفنا أحيانا لا تسمح، فنحن نعمل بإخلاص وتفان وحب... الكل هنا في المكتب - العاملون والعاملات - يعملون بهمة عالية دون كلل أو ملل، ويهمهم إنجاز معاملات الناس.
وأخيرا، أتمنى من المواطنين الذين جاؤوا للحصول على البطاقة الشخصية أن يتعاونوا مع عاملي وعاملات الأحوال المدنية بلحج، في الالتزام بالطوابير وعدم إثارة الفوضى، وأن يقدروا الظروف لهذا المكتب الحيوي في محافظة لحج. رغم ما نسمع من أن بعض الإجراءات مبالغ فيها، وما نسمعه من أن بعض العمال يأخذون مبالغ أكثر من المطلوبة، وهنا ندعو للتأكد قبل الاتهام الباطل، ونتمنى عدم الإساءة للعاملين الذين يعملون دون كلل.
نشيد بكل العاملين والعاملات في الأحوال المدنية بلحج وبقيادتهم نصر حيدرة الذي رأيناه يؤدي واجبه الوطني مبتسما لا ينتظر من أحد جزاء ولا شكورا.
تحية واحترام لهذه الوجوه الشاحبة من عاملي الأحوال المدنية بلحج، وأتمنى تذليل الصعوبات التي يعانون منها ليتمكن المواطنون من استكمال معاملاتهم بكل يسر.. فهل تسمع الجهات المسؤولة نداءنا؟ نتمنى ذلك، وأن يتم في أقصى سرعة.

