
“افتهان المشهري” كانت شخصية بارزةً في المجتمع المحلي، عُرفت بجهودها الكبيرة في تحسين المدينة وخدمة المجتمع، وكانت رمزا للمرأة المكافحة.. واغتيالها يُعدّ انتهاكا صارما لحقوق الإنسان وسيادة القانون، ويُظهر مدى الاستهتار بأرواح البشر، خاصة وأنها “امرأة” تم اغتيالها، في ظاهرة تعتبر من العيب الأخلاقي، واعتراض سير طريق امرأة في أعرافنا وتقاليدنا وديننا الحنيف جرم أخلاقي.
الدوافع وراء اغتيال “افتهان المشهري” ما زالت غير واضحة تمامًا، لكن هناك إشارات إلى أن هناك تواطؤا بين القتلة وملفات فساد متشعبة وقفت “افتهان” في وجهها بكل شجاعة، خاصة بعد أن كشفت وثائق رسمية عن تلقي “المشهري” لتهديدات مباشرة قبل أكثر من شهر من قبل أحدهم.
جهود السلطة المحلية في الكشف عن الجناة وحفظ الأمن بالمحافظة كانت حازمة في هذه القضية حتى الآن. وعلى الرغم من الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي دعت إلى محاسبة القتلة ما زال هناك قلق بشأن عدم فعالية الجهود الرامية إلى الكشف عن الحقيقة ومحاسبة المتورطين في الجريمة الذين استطاعت الأجهزة الامنية القبض على عدد منهم.
حقيقية كان دور المجتمع في الوقوف ضد هذه الجريمة الشنعاء بارزًا. التظاهرات المطالبة بمحاسبة الجناة اجتذبت آلافاً مؤلفة من الأشخاص الذين رفعوا صوتهم من أجل العدالة والمساواة. رقي تعاملات المجتمع في هذه الأثناء يُظهر مدى التضامن والتواصل بين أفراد المجتمع، مطالبين بمواجهة الجريمة والفساد.
وأمام ذلك، فإن جريمة اغتيال “افتهان” تعكس مدى التحديات الأمنية والاجتماعية التي تواجهها المدينة الحالمة، وسلطتها المحلية، التي يجب عليها أن تقوم بجهود حثيثة لكشف الحقيقة ومحاسبة المتورطين، وتعزيز الأمن والاستقرار، وتقديم الجناة للعدالة، في مجتمع قبلي معقد في تركيبته.
هنا هل يمكننا القول إن ما جرى قد يحفز الجهات الأمنية على الاستفادة من هذه الفرصة، في ظل هذا الزخم الشعبي المطالب بضرورة الضرب بيد من حديد، والاستفادة من وقوف الجماهير مع كل الخطوات الإيجابية التي تقوم بها السلطة المحلية والأمنية، لتخليص المدينة من العصابات التي تسيطر وتجول وتعبث بمقدرات الدولة والمواطن؟
المهمة بالطبع شاقة وصعبة في ظل ظروف الحرب التي تشهدها البلاد، ولكن ليس هناك مستحيل في تحقيق العدالة متى وجدت الإرادة السياسية الحقيقية، للانتصار لروح الشهيدة “افتهان المشهري”.