هكذا قاعدة تواصلية إلهية اضحت معدومة بين البشر ومدراء مصالح حياتهم اليومية من بني جلدتهم فمثلاً ان أردت ان تقابل أدنى مسؤول من مدراء مصلحة الأحوال المدنية ـ مسؤول في المركز ـ أو مسؤولا صغيرا في فرع من فروع مراكز المديريات حينها ستصاب بصدمات تجعلك تندب يوم ولدت وعشت على هذه الباسطة من أرض الله جراء ما سوف تكابده من مكابح ومهانة واذلال ومواجع اجارك الله اياها خاصة ان كنت من فئة الضباحة أو من جار عليهم الزمن أمثالي، ولعل رغبة جامحة تكتنفي لأسرد على مسامعكم ما لحق بي من فواجع، ففي صبيحة يوم الاثنين توجهت باكراً إلى منطقة العريش لاصل إلى مكتب مصلحة الأحوال المدنية مزوداً بل محصناً بتوصية من الأستاذ/ محمد باشراحيل رئيس مجلس الادارة ـ رئيس التحرير بغية تسهيل مهمتي لاستبدال بطاقتي الشخصية القديمة ببطاقة جديدة لنج اليكترونية .. كنت واثقاً بأن اموري باتكون تمام التمام وان الأمور باتنجز بلحظة وغمضة عين خاصة وان مدير صرف البطائق في خورمكسر الصديق القديم جداً جداً محمد صديق الصوفي هو الذي صرف لي البطاقة القديمة عندما كان مسؤولاً عن صرف البطائق في منطقة التواهي زمااان ولم يدر بخلدي انني سوف اتجرع مكابد يشيب لها شعر رأس الطفل وليست صلعة الكهل بعمري.
منذ الوهلة الأولى لوصولي إلى باحة المبنى وجدته محشوداً بمئات البشر من كلا الجنسين ومن لهجاتهم تدرك ان جلهم ليسوا من أبناء المحافظات الجنوبية، ضف إلى هؤلاء طابور من السماسرة من أهل الحظوة وكثير منهم من كبار الموظفين في اطار مصلحة الأحوال المدنية يمارسون مناكرهم على اعتبار انها وساطات على مرأى ومسمع من الجميع وعلى عينك يا ضبحان، وبمشقة وصلت إلى أمام باب المسؤول الصوفي. أمام الباب كان هنالك حشد من النساء والرجال وما ان طلبت من الحارس الشاب الصغير ليس الدخول بل ادخال رسالة مرفقي إلى الصديق المدير الصوفي سرعان ما صرخ الحارس في وجهي وكأن أفعى قد لسعته ممنوووع .. ممنوووع، اليوم الدخول للنساء فقط.
ـ طيب وهؤلاء الرجال الداخلين الخارجين.
ـ مش شغلك وخلي اللوك قلنا بكرة خاص للرجال .. طيب أنا ما اشتيش أدخل بس يا ابني لو سمحت دخل لي الورقة فقط .. قلنا لك بطل لوك تعال بكرة واقرع بليس.
يا ساتر .. غادرت وامري لله وفي اليوم التالي عدت متفائلاً طرقت الباب .. خرج الحارس الشاب الصغير المكتوب على بزته العسكرية حراسة الشخصيات والمنشآت، وما ان شاهدني حتى رقعني بعباراته النارية انت مالكش دخلة .. طيب وهذول كيف تسمح لهم بالدخول رد علي بصرخة حادة حادة قدهم مسجلين من زمان روح وبطل بعسسة.
طيب باروح وامري لله والبطاقة لك وللجن .. ها فهمتوها يا ذوي الشأن.
ترى إلى متى سنظل نصاب ببلوى من لا يخافك ويتقيك أما الضباحة أمثالي لهم انت يا منصف الغلابة.. أمين.
