
فكيف لرياح الأفواه أن تقفل باب حصن الكرم اليوم؟
أناشدك اليوم أم أشكرك يا نجاشي؟!
فكل ما سأقوله لك سيثمر ناشدتك أو شكرتك..
فالأرض الخصبة تنبت حتى في جدرانها العشب، فما بالك بالحب على ترابها الخصب.
وحدك يا سيدي من أنقذت فضيلة الكرم في الزمن القحط، انتشلته من المزاجية والازدواجية ومن براثن السياسة..
رسمت للكرم طريقاً واحداً لم يمشه أحد سواك، ومعنى فريدا يتجسد في ذاكرتي من قبل وذاكرة كل مهاجر يمني قصد أرضك
يوم أثبتت لنا أفعالك معناه الخالد والنادر.
الكرم يشبه الحب، وليس بين الكرم والحب حتى ذلك الخط الذي أشار له النجاشي ما بين دينه ودين محمد أمام أصحاب رسول الله.
مازالت جراح كل يمني مفتوحة تنزف، ووحدك الطبيب الذي بجهده الملموس مازلت للآن تقطبه بكرم وحب.
حاشاك يا سيدي الطبيب، حاشاك أن تقبل هدية الكتاب نجاشي العصر ولم نحصل على مقابلتك. فمقابلتك كانت تعطيني دفعا في كتابة الجزء الثاني، والجزء الثاني يتطلب أن أحصل على مراجع، فكنت تصدر أمرك للجهات المعنية بتسهيل الصعاب والتعاون.. وأنت بلسم لجراحنا..
إنك يا سيدي أكرمت الكرام فملكتهم..
إن الذي فعلته مع اليمنيين لا يتوقف أن يكتب عنك كتاب فقط، لا بد أن يجسد بأكثر من كتب، فيلم وثائقي، مسلسلات، نصب..
يجسد بذاكرة، ويجسد بالتاريخ.