
كما عرف الإنسان وفهم وحفظ هذه الكلمة من خلال الكتب والمراجع والابحاث المختلفة والجداريات والشواهد الأثرية الضاربة في جذور التاريخ الإنساني القديم مثل انقراض حيوانات ضخمة وعملاقة كالديناصور الذي ترك اثراً بالغاً ومثيراً ومحيراً لا يزال صداه يصدح بالأقاويل والتباينات التاريخية والوجودية المحيرة التي تجسدت من خلال أعمال سينمائية وروايات أسهبت في تفسير حقيقة وجود هذا الكائن المثير للدهشة حقاً.
أما أن تنقرض كلية طويلة عريضة مسبعة مربعة مثل كلية التربية جامعة عدن بين عشية وضحاها بأقسامها العلمية والأدبية ومكانتها السامية والعريقة والتاريخية لتتوقف معها روح وجسد ونبض وشرايين المدينة العظيمة الخالدة في وريد وأعماق أفئدتنا فهذا هو الجنون بعينه والسقوط الكامل بكل صوره وملامحه يا سادة القوم وولاة الأمر.. أيها الناس يا عالم يا هووو ما الذي يحدث بحق الله.. ما الذي يحدث.. إلى أين تمضي سفينة حياتنا المثقوبة؟ إلى أين؟.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة.. ما الذي أوصل الأمور إلى هذه المواصيل المخيفة والغريبة حقاً؟ أقول وبثقة مطلقة أيها السادة إنها الزمبلة والتسيب والاتكالية التي تعود عليها مسؤولونا العباقرة فهناك قوافل من (الخريجيين الغلابة) الذين تخرجوا بشق الأنفس رغم الظروف الصعبة والقاهرة والمريرة ولم يتحصلوا على الوظيفة العامة.
الأمر الذي تسبب بإحباط شديد عكس نفسه على حياة الناس والمجتمع وعلى رأسهم شبيبة الوطن الأكاديميون المحترمون الذين استسلموا لكل ما هو سلبي ومدمر ومحطم لآمالهم العريضة التي رسموها في مخيلتهم بأحرف من نور وذهب وجسدوها بعرقهم وكدهم وسهر الليالي المضني لتكون محصلة كل هذا العناء والصبر والاجتهاد والمثابرة الغرق المؤلم أيما ألم في مستنقع (البطالة المميتة).
علينا جميعاً أن ندرك تمام الإدراك أن كلية التربية هي أهم الكليات على الإطلاق في أي دولة تنشد العلم والتطور والتقدم الحقيقي المسؤول وأن الاهتمام بكوادرها الخريجين هي الأرضية الصلبة للنهوض بالمجتمع في مختلف مجالات الحياة.. إنهم الشموع والقناديل التي تضيء وتحترق من أجلنا جميعاً.
لن تقوم لنا قائمة أيها السادة.. يا حمران العيون الأشاوس اسم النبي حافظكم وصاينكم من العين ولن نلج أبداً إلى واحات التطور والنماء والسؤود إلا بتوظيف طلاب وطالبات كلية التربية في مختلف محافظات الجمهورية وعلى رأسها عدن.
لتشرق شمس كلية التربية (نواة تطور) أي مجتمع وهو أمر يعرفه ويفهم قيمته حتى الناس البسطاء الذين لم يتعلموا يا عباقرة آخر الزمن الأغبر بحضوركم الأدبر الميمون.. اهتموا بخريج كلية التربية المعني الأول حتى بتعليم أولادكم وبناتكم قبل عامة الناس وإلا فانكم ستضطرون في المستقبل الى استيراد معلمين ومعلمات من دول شقيقة وبالعملة الصعبة.. كفاية اتكالية وزمبلة.
لابد من معالجة كل الأخطاء الجسيمة في هذه المساقات الأكاديمية من الألف وحتى الياء، خفضوا الرسوم إلى أقصى حد ممكن ليعود طلاب هذه الجامعة العريقة، وفروا وسائل للمواصلات وتنقل الطلاب والطالبات بأريحية حتى يعودوا إلى فصول التعليم الجامعي الذي أصبح حكراً على ميسوري الحال وأصحاب الكروش والهبارين والخفافيش وطيور الظلام والفساد والإفساد الذين نسفوا قيم ومفاهيم وأبجديات وأهداف الثورة المباركة والدستور والقانون الذي ينص على حق التعليم المجاني لكل ابناء الشعب بعيداً عن هذه السمسرة الرعناء والهشة والمقيتة التي أعادتنا قروناً إلى الوراء.