
تعز/ أصيل البريهي:
خيم الحزن العميق على مدينة تعز، إثر مقتل الأستاذة افتهان المشهري مديرة صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة، في جريمة غادرة هزت الشارع المحلي وأثارت استنكاراً واسعاً من مختلف الأوساط الرسمية والشعبية.
المشهري التي كرّست حياتها لخدمة المدينة وحرصت على إبقاء شوارعها نظيفة رغم قسوة الظروف وشحة الإمكانيات، رحلت غدراً برصاص القتلة، لتفقد تعز واحدة من أنبل نسائها وأكثرهن إخلاصاً في العمل العام.
امرأة بحجم مدينة
لم تكن الأستاذة افتهان مجرد موظفة حكومية، بل كانت أماً للعمال وأختاً للمدينة، تنزل إلى الشوارع بنفسها تتفقد سير العمل، وتشارك العاملين معاناتهم. عُرفت بإنسانيتها وابتسامتها الصادقة، وحرصها على أن يبقى صندوق النظافة مؤسسة حية تخدم الناس رغم كل الأزمات.
الغدر يطفئ شمعة مضيئة
رحيلها على أيدي الغدر لم يكن خسارة لأسرتها وزملائها فقط، بل خسارة لتعز كلها، المدينةً التي أنهكتها الحرب، ووجدت في شخصيتها نموذجاً للأمل والصمود.
فيما عبّر زملاؤها في الصندوق عن صدمتهم العميقة، مؤكدين أن دماء المشهري لن تذهب هدراً، وأن ذكراها ستظل حاضرة في كل شارع وكل حي ساهمت في تجميله.
دعوات لتحقيق العدالة
الجريمة البشعة فجّرت موجة غضب عارمة في أوساط المجتمع المحلي، حيث طالب أبناء تعز بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، مؤكدين أن السكوت على مثل هذه الجرائم يفتح الباب لمزيد من الفوضى والدمار.
رحيل موجع وإرث باقِ
رحلت الأستاذة افتهان المشهري، لكن بصماتها ستبقى حاضرة في وجدان المدينة، شاهدة على امرأة أخلصت لوظيفتها وعاشت من أجل مجتمعها، ورحلت ضحية الغدر والرصاص.
اليوم تنحني تعز حزناً وتبكي واحدة من أنبل بناتها، فيما يظل السؤال المؤلم يطارد الجميع: من سيحمي المخلصين من غدر القتلة؟