
غزة / 14 أكتوبر / متابعات:
شنت الطائرات الإسرائيلية -اليوم الاثنين- غارات عنيفة على مدينة غزة أوقعت 20 شهيدا، وفي الوقت نفسه وسّعت قوات الاحتلال وتيرة التدمير عبر قصف أو نسف المباني، ووجّهت تهديدات جديدة للسكان، وذلك في إطار خطة لتهجير مئات الآلاف منهم.
وقالت مصادر طبية إن 25 استشهدوا جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم، بينهم 20 في مدينة غزة.
وفي إطار القصف المكثف على أحياء مدينة غزة، استهدفت طائرات الاحتلال اليوم برج الغفري في منطقة الميناء غربي المدينة ودمرته بالكامل.
وجاء القصف بعد دقائق من تهديد الجيش الإسرائيلي باستهداف البرج وتوجيه إنذار للسكان بإخلائه.
كما أنذر جيش الاحتلال السكان المتبقين في منطقة ميناء غزة وحي الرمال غربي مدينة غزة بإخلائهما.
وتستمر الغارات العنيفة على غزة وسط توغل لقوات الاحتلال في أطراف بعض الأحياء على غرار الزيتون (جنوب شرق) والشيخ رضوان (شمال) في إطار ما يقول جيش الاحتلال إنه تمهيد لبدء عملية "عربات جدعون 2" لاحتلال المدينة.
وفي أحدث التطورات، استشهد 3 فلسطينيين إثر استهداف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.
كما استشهد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على منطقة الكرامة شمالي المدينة.
وفجر اليوم، استشهد 10 فلسطينيين في غارات على منزلين في شارع الجلاء بمدينة غزة.

كما استشهد 6، بينهم أطفال، في قصف إسرائيلي على خيمة نازحين بحي الرمال غربي المدينة.
وبالتوازي مع الغارات الجوية، قصفت مدفعية الاحتلال عدة مناطق بينها منطقة الكرامة شمالي المدينة وحي الشجاعية شرقيها.
وبالتزامن مع القصف الجوي والمدفعي نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف واسعة للمباني في تل الهوا وفي حي الشيخ رضوان الذي يقع إلى الشمال من قلب مدينة غزة.
وقالت الأنباء إن "الجيش الإسرائيلي دمر أمس 16 مبنى بينها 4 أبراج سكنية في مدينة غزة".
وبين المباني المرتفعة التي تم استهدافها وتدميرها برجا الجندي المجهول والكوثر في حي الرمال الجنوبي، وبرج مهنا وعمارة الربيع في تل الهوا.
وفي وسط القطاع، أفاد مصدر طبي بمستشفى العودة باستشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في منطقة المغراقة، وأصيب آخرون بالرصاص قرب ما يعرف بمحور نتساريم الذي يفصل جنوب القطاع عن شماله.
وتعرضت دير البلح القريبة لغارات جوية، في حين استهدفت المدفعية شمال مخيم النصيرات.

وفي جنوب القطاع، أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 4 أشخاص -بينهم سيدة من ذوي الإعاقة- برصاص قوات الاحتلال في منطقة المواصي جنوب غرب خان يونس.
كما استشهد اثنان من المجوّعين بنيران قوات الاحتلال جنوب مدينة خان يونس أثناء محاولتهم الحصول على الطعام قرب مركز للتحكم بالمساعدات تديره ما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية.
وتعرضت خان يونس في وقت مبكر اليوم لقصف جوي ومدفعي، كما استهدفت غارة شرق أبراج حمد بالتزامن مع إطلاق قنابل إنارة في سماء المنطقة.
في غضون ذلك، تستمر حركة النزوح من مدينة غزة على وقع القصف الإسرائيلي المكثف للأبراج والمباني واشتداد وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ويشهد شارع الرشيد حركة نزوح جماعي لمئات العائلات الفلسطينية نحو مناطق وسط وجنوب قطاع غزة التي يزعم الاحتلال الإسرائيلي أنها آمنة.
وفي مشهد تكرر مرات منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، يجد الفلسطينيون أنفسهم مجددا في مواجهة المجهول في ظل ظروف معيشية بالغة القسوة.
وقالت مسؤولة الاتصال في الصليب الأحمر الدولي بغزة إن أعدادا كبيرة من الناس هُجّروا من مدينة غزة وانتقلوا إلى الجنوب خلال الأيام الأخيرة مع تصاعد الضربات الإسرائيلية.
وأضافت أن المساحات التي يلجأ إليها النازحون ضيقة، وسط انعدام للأمن، وأن الخدمات الأساسية لا تكفي، وتابعت أن بعض العائلات تضطر للنوم في الشوارع ليالي عدة، مؤكدة أن مستوى الاحتياج بين المدنيين هائل.
وادعى جيش الاحتلال أمس نزوح 250 ألف فلسطيني من مدينة غزة، لكن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أعلن أن 68 ألف فقط نزحوا حتى الآن نحو وسط وجنوب القطاع، في حين عاد 20 ألفا إلى المدينة، مؤكدا أن 1.3 مليون فلسطيني ما زالوا في مدينة غزة وشمالها ويرفضون النزوح.
وقال المكتب -في بيان- إن الاحتلال هجّر 350 ألف فلسطيني من شرق مدينة غزة إلى وسطها وغربها منذ بدء عملياته العسكرية في مدينة غزة قبل حوالي شهر.

وأضاف أن قوات الاحتلال دمرت منذ مطلع الشهر الجاري 190 برجا وبناية سكنية بشكل كلي أو جزئي، كما دمرت 3500 خيمة، مشيرا إلى أن الأبراج والعمارات السكنية المستهدفة كان يقطنها ما يزيد عن 50 ألف شخص، في حين كانت الخيام تؤوي أكثر من 52 ألف نازح، وبذلك دمّر الاحتلال مساكن وخياما كانت تؤوي أكثر من مئة ألف فلسطيني.
وتتعرض غزة منذ عامين تقريبا لحرب إبادة وتجويع أسفرت حتى الآن عن استشهاد نحو 65 ألفا وإصابة 164 ألفا آخرين.