


تعز / 14 أكتوبر (خاص)
أشاد وكيل أول محافظة تعز، الدكتور عبدالقوي المخلافي، بمبادرة إنشاء "متحف الذاكرة" الذي يوثق معاناة المدينة جراء الحصار الذي فرضته مليشيات الحوثي الانقلابية لأكثر من عشر سنوات، مؤكداً أن هذا المتحف يمثل خطوة نوعية تسعى لحفظ ذاكرة الأجيال وترسيخ معاني الصمود والتضحية التي جسدها أبناء تعز في مواجهة المشروع الحوثي الإمامي.
جاء ذلك خلال زيارة الدكتور المخلافي للمتحف، يرافقه مدير مكتب الثقافة بالمحافظة عبدالله العليمي، ومدير فرع هيئة الآثار والمتاحف محبوب الجرادي، ومدير مكتب شؤون الحصار ماهر العبسي. حيث اطّلع على محتويات المتحف وما يتضمنه من لوحات فنية، وصور فوتوغرافية، وبقايا مقذوفات وأدوات دمار خلّفتها آلة الحرب الحوثية، فضلاً عن مشاهد مؤثرة تجسد المعاناة الإنسانية التي عاشها المواطنون تحت وطأة الحصار.

وأكد وكيل أول المحافظة أن المتحف ليس مجرد معرض للصور أو الأدوات، بل هو مبادرة إنسانية ووطنية توثق جرائم الحرب التي ارتكبتها المليشيات بحق تعز وأبنائها، مشيراً إلى أن تلك الجرائم لم تقتصر على قصف الأحياء السكنية واستهداف المدنيين، بل طالت المعالم التاريخية والمنشآت الخدمية والبنية التحتية للمدينة، في محاولة لطمس هويتها الثقافية والحضارية.
وثمّن الدكتور المخلافي جهود مكتب شؤون الحصار والجهات الداعمة والمشاركين في الإعداد والتنظيم، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل رسالة للأجيال القادمة بضرورة استذكار التضحيات الجسيمة التي قدّمها أبناء تعز من أجل الدفاع عن مدينتهم وعن قيم الحرية والجمهورية. كما أشار إلى رمزية افتتاح المتحف في هذا التوقيت، حيث يتزامن مع الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، التي أسقطت الحكم الإمامي الكهنوتي وفتحت الطريق أمام بناء الدولة اليمنية الحديثة.
وخلال الزيارة، استمع وكيل أول المحافظة إلى شرح تفصيلي من مدير مكتب شؤون الحصار، ماهر العبسي، حول أهداف إقامة المتحف، وما يتضمنه من لوحات وصور توثق سنوات الحصار، بما في ذلك المآسي الإنسانية والمعاناة المعيشية التي تكبدها أبناء المدينة نتيجة إغلاق المنافذ ومنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية.
وأوضح العبسي أن الهدف من "متحف الذاكرة" هو إبقاء تلك الجرائم في الوعي الجمعي لأبناء تعز، وتوثيقها كجزء من تاريخ المحافظة الذي لا ينبغي أن يُمحى من الذاكرة الوطنية، مشيراً إلى أن هذا العمل يهدف أيضاً إلى إيصال رسالة للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بضرورة الوقوف أمام انتهاكات المليشيات ومحاسبتها على جرائمها بحق المدنيين.
ويعد هذا المتحف الأول من نوعه في المحافظة، حيث جمع بين التوثيق التاريخي والفني والإنساني لمعاناة سكان تعز، ليكون بمثابة شاهد على صمود المدينة ورمز لإرادة أبنائها الذين واجهوا أعتى صور الحصار والحرب.

وعبّر عدد من الزوار والمواطنين الذين تجولوا في أروقة المتحف عن تقديرهم لهذه المبادرة التي أعادت إلى الذاكرة تفاصيل سنوات الحصار، مؤكدين أنها خطوة مهمة لحفظ التاريخ ونقل الحقيقة للأجيال القادمة. وأكدوا أن المتحف يمثل رسالة قوية بأن تعز، رغم الجراح، ما زالت متمسكة بحقها في الحياة والحرية والكرامة