مجتمعنا يحتاج إلى وعي غذائي



عدن/14 أكتوبر/ خاص:
لقاء/ أشجان المقطري
في اليمن نجد المجتمع يفتقر الى الوعي الصحي وخاصة التغذية والاهتمام بها، ففي خضم تسارع وتيرة الحياة العصرية اصبحت العناية بالصحة الجسدية والنفسية اكثر اهمية من اي وقت مضى، وتعد التغذية السليمة حجر الزاوية في هذا المسعى، فهي ليست مجرد وسيلة لسد الجوع بل هي وقود الجسم والعقل واساس الوقاية من العديد من الامراض. ان نشر الوعي حول اساسيات التغذية الصحية المتوازنة هو خطوة جوهرية نحو بناء مجتمع اكثر صحة ونشاطا .. فكما يقال إن صحتك تبدأ من طبقك فهذا الطبق لابد أن يكون صحياً حتى لا تتعرض للضرر فيما بعد .

انتشار أمراض العصر سببه التغذية السيئة

الوجبات السريعة جعلت الأمراض تفتك بصحتنا
الدكتورة/ تيماء عامر بامدهف - اختصاصية تغذية علاجية وحميات في محافظة عدن، تقول عن هذا الموضوع :” في زحمة الحياة اليومية وسرعة الوجبات الجاهزة، ننسى أن ما نأكله لا يؤثر فقط على أجسادنا، بل يترك أثرًا عميقًا في صحة مجتمعاتنا، وسلوك أفرادها. التغذية ليست مجرد طعام نأكله، بل أسلوب حياة يرتبط بصحة العقل والجسد معًا”.
مجتمعنا اليوم يواجه أمراضا كثيرة
واضافت قائلة”: مجتمعنا اليوم يواجه أمراضًا كثيرة مرتبطة بسوء التغذية مثل السمنة، السكري، فقر الدم، والضغط.. والسبب؟ نمط أكل سريع، مليء بالمقليات والسكريات، وفقير بالخضار والفواكه والماء.. وكلها مرتبطة بسوء التغذية ومع انتشار مطاعم الوجبات السريعة، أصبح من الضروري أن نتوقف ونسأل أنفسنا: هل ما نأكله يبنينا أم يهدمنا !
المطلوب ليس نظامًا قاسيًا، بل أن نعلم أطفالنا حب الخضروات والفواكه، وأن نعيد الاعتبار لوجباتنا المنزلية التي كانت مليئة بالقيمة الغذائية، أن نختار بذكاء، ونفكر قبل أن نضع شيئًا في أطباقنا.”
التغذية الجيدة ليست رفاهية
وأوضحت قائلة: «التغذية الجيدة ليست رفاهية، بل ضرورة. مجتمعنا يحتاج إلى وعي غذائي يبني جيلًا قويًا، خاليًا من الأمراض، ومليئًا بالحيوية . فلنبدأ من أطباقنا... فهناك يبدأ التغيير”.
ركيزة رئيسية
واستطردت قائلة: “التغذية ليست فقط مسألة أكل وشرب، بل هي ركيزة رئيسية في تكوين الصحة الجسدية والنفسية. ما نأكله ينعكس على طاقتنا، مزاجنا، مناعتنا، قدرتنا على التركيز، وحتى نومنا، بل تتعدى التغذية حدود الفرد لتؤثر على المجتمع ككل.. فالمجتمعات التي تعاني من سوء التغذية تنتشر فيها الأمراض المزمنة مثل السمنة، السكري، أمراض القلب، فقر الدم، ومشاكل النمو لدى الأطفال.”
أين المشكلة؟
وتقول الدكتورة/ تيماء بامدهف: المشكلة ليست فقط في الطعام نفسه، بل في ثقافة الأكل التي تغيرت، لم نعد نأكل لنغذي أنفسنا، بل نأكل لنملأ وقت الفراغ، لنخفف التوتر، أو لمجرد التسلية. تُهمَل الخضروات والفواكه لصالح المقليات والسكريات، ننسى شرب الماء ونستبدله بالمشروبات الغازية..
وأضافت بالقول: «الأسوأ من ذلك، أننا نربي أطفالنا على هذا النمط دون وعي.»