الحركة تعلن انفتاحها على أي مقترحات تحقق وقفا دائما لإطلاق النار وإسرائيليون يدعون ترمب إلى التدخل






بروكسل / غزة / 14 أكتوبر / متابعات:
قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الأحد إن الحرب في قطاع غزة يمكن أن تنتهي إذا أطلقت حركة "حماس" سراح الرهائن وتخلت عن سلاحها.
وأدلى ساعر بتلك التصريحات خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية الدنمارك في القدس بعد يوم من تكرار "حماس" لموقفها القائم منذ فترة طويلة وهو أنها ستطلق سراح جميع الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل صباح الأحد، تم اعتراض إحداهما.

وقال المتحدث بالعربية باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس"، "متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة غلاف غزة وبلدة نتيفوت فالحديث عن إطلاق قذيفتين صاروخيتين من وسط قطاع غزة حيث تم اعتراض إحداهما بينما سقطت الثانية في منطقة مفتوحة".
وهذه المرة الأولى منذ أشهر التي تهدد عمليات إطلاق صواريخ من غزة بلدة نتيفوت التي تعد نحو 50 ألف نسمة وتقع على بعد نحو 10 كيلومترات عن القطاع.
ويأتي الهجوم على وقع تكثيف إسرائيل عملياتها في محيط مدينة غزة التي قال الجيش إنه ينوي السيطرة عليها لهزم "حماس" وإعادة الرهائن الذين خطفوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023.
ونفذ الجيش السبت ضربة سوت بالأرض برجاً في المدينة كان الثاني خلال يومين فيما ألقى آلاف المنشورات على الأحياء الغربية تدعو السكان إلى إخلائها، بحسب ما أفاد شهود ومراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.
وجددت حركة "حماس" مساء أمس السبت التزامها وتمسكها بالمقترح الأخير الذي قدمه الوسطاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي أعلنت موافقتها عليه في أغسطس الماضي. وأكدت في بيان انفتاحها على أي أفكار أو مقترحات تحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاباً شاملاً للجيش الإسرائيلي من القطاع. وكانت الحركة أعلنت عن استعدادها للذهاب إلى صفقة شاملة لإنهاء الحرب يتم بموجبها إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.
وأضافت الحركة في بيان أن استعدادها للصفقة الشاملة يأتي "ضمن اتفاق ينهي الحرب على قطاع غزة وانسحاب كافة قوات الاحتلال من كامل القطاع، وفتح المعابر لإدخال احتياجات القطاع كافة وبدء عملية الإعمار". كما جددت تأكيد موافقتها على تشكيل إدارة وطنية مستقلة من التكنوقراط لإدارة شؤون القطاع كافة، وتحمل مسؤولياتها فوراً في كل المجالات.

وكان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أجرى خلال الساعات الماضية اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي حول الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق.
من جهتها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رون ديرمر، الوزير المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يستعد لزيارة الولايات المتحدة للقاء مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في ظل استمرار العملية العسكرية في غزة والمفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى. وأضافت أن مصر والولايات المتحدة وقطر تقود حالياً جهوداً مشتركة لطرح مقترح جديد للتهدئة، يتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقربين من نتنياهو قولهم إن الحكومة قد توقف العمليات العسكرية من أجل صفقة شاملة، لكنها "لن توافق على اتفاقات جزئية"، مؤكدة أن أي وقف لإطلاق النار لن يتم ما لم يتوفر إطار كامل يمكن تنفيذه خلال أيام.
وكان الجيش الإسرائيلي قد دمَّر أمس السبت برجاً سكنياً ثانياً في مدينة غزة، ودعا سكان المدينة إلى مغادرتها والانتقال إلى منطقة المواصي جنوباً، مع استعداده المستمر لتنفيذ هجوم بري على المدينة.

وتحدث الدفاع المدني في غزة عن مقتل 46 شخصاً أمس السبت بنيران إسرائيلية بينهم عدد كبير في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية لم يشأ الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات.
وألقت طائرات إسرائيلية أمس السبت آلاف المناشير فوق الأحياء الغربية في مدينة غزة، طالبة من السكان إخلاءها. ولاحقاً، أعلن الجيش عن أنه قصف برجاً ثانياً أفاد شهود بأنه برج "السوسي"، غداة قصفه برج "مشتهى". وحذر الجيش أول من أمس الجمعة من أنه سيستهدف "بنى تحتية إرهابية" في المدينة، وخصوصاً الأبراج السكنية، متهماً حركة "حماس" باستخدامها.
من جهتها، اتهمت "حماس" الجيش الإسرائيلي بارتكاب "جريمة (...) النزوح القسري بحق الشعب الفلسطيني".

وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرت أخيراً خطة للسيطرة على غزة في شمال القطاع الذي تسيطر القوات الإسرائيلية على نحو 75 في المئة من مساحته. وأكد الجيش الاستعداد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة التي يتكدس فيها نحوى مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة التي حذرت من "كارثة".
وتواصل إسرائيل عمليات التدمير غداة إعلان الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة "منخرطة في مفاوضات معمقة جداً مع (حماس)". وتطرق ترمب إلى موضوع الرهائن قائلاً "أفرجوا عنهم جميعاً الآن، أفرجوا عنهم جميعاً"، مشيراً إلى احتمال وفاة عدد أكبر منهم. وقام القائد الجديد للقيادة المركزية للجيش الأميركي الأميرال براد كوبر بزيارته الأولى لإسرائيل إثر توليه منصبه.
احتشد الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب مناشدين الرئيس الأميركي لفرض إنهاء الحرب على غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن.
وتجمع المتظاهرون في ميدان عام خارج مقر الجيش، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية، ورافعين لافتات بصور الرهائن. ورفع بعضهم لافتات كتب على إحداها "استمرار الحرب على غزة ينتقص من هيبة ترمب". وكتب على لافتة أخرى "أيها الرئيس ترمب. أنقذ الرهائن الآن!".
وقال بوعز، وهو من سكان تل أبيب يبلغ من العمر 40 سنة، "نعتقد أن ترمب هو الرجل الوحيد في العالم الذي لديه نفوذ على بيبي، والذي يمكنه إجبار بيبي على فعل ذلك"، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي.
يتزايد الإحباط لدى كثير من الإسرائيليين من نتنياهو الذي أمر الجيش بالسيطرة على مركز حضري رئيس قد يكون الرهائن محتجزين فيه.

وتخشى أسر الرهائن وداعمون لها من أن يعرض الهجوم على مدينة غزة الرهائن للخطر، ويقول مسؤولون إسرائيليون إن هذا التخوف تشاركهم فيه القيادة العسكرية أيضاً.
واتهمت أورنا نيوترا والدة جندي إسرائيلي قتل في السابع من أكتوبر 2023 ويحتجز مسلحون جثته في غزة، الحكومة بالتخلي عن رعاياها. وقالت خلال التجمع "نأمل حقاً أن تدفع الولايات المتحدة كلا الجانبين للتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق شامل يعيدهم إلى الوطن". ويحمل ابنها عمر الجنسية الأميركية أيضاً.
وتشهد تل أبيب تظاهرات أسبوعية يتزايد حجمها مع تزايد أعداد الذين يطالبون الحكومة بالتوصل إلى وقف إطلاق النار مع "حماس" من أجل إطلاق سراح الرهائن. وقال المنظمون إن تظاهرة أمس السبت شارك فيها عشرات الآلاف، كما نظمت تظاهرة كبيرة في القدس.