





تل أبيب / غزة / 14 أكتوبر / متابعات:
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، "تركيز" عملياته في مدينة غزة شمال القطاع الفلسطيني، إلى أن يتم "القضاء" على حركة "حماس"، بحسب ما أفاد رئيس أركانه إيال زامير.
وقال زامير في بيان "نُقر اليوم الخطة للمرحلة التالية في الحرب".
وأضاف "سنحافظ على الزخم الذي تحقق في (عربات جدعون) مع تركيز الجهد في مدينة غزة"، التي تعد الأكبر في القطاع، كما تشكل أحد آخر معاقل حركة "حماس"، وفق إسرائيل.
ورداً على ذلك، أكدت حركة "حماس" في بيان أن مصادقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "على خطط احتلال غزة هي إعلان عن موجة جديدة من الإبادة والتهجير الجماعي".
وأضافت أن هذه الخطط هي "جريمة حرب كبرى تعكس استهتار الاحتلال بالقوانين الدولية والإنسانية"، مشيرة إلى أن "دعم أميركا السياسي والعسكري يوفر الضوء الأخضر لاستمرار الاحتلال في جرائم الإبادة والتطهير العرقي".
ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد أن المتظاهرين الذين يطالبون بإنهاء الحرب في قطاع غزة "يعززون" موقف حركة "حماس".
وقال نتنياهو في مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعي بحسب بيان لمكتبه، "أولئك الذين يدعون اليوم إلى إنهاء الحرب من دون إلحاق الهزيمة بحركة (حماس)، لا يعززون موقفها ويؤخرون تحرير رهائننا وحسب، بل يضمنون أيضاً أن تتكرر مآسي السابع من أكتوبر "، في إشارة إلى هجوم "حماس" عام 2023 على إسرائيل، الذي أشعل فتيل الحرب في غزة.
من جانبها، قالت "حماس" اليوم إن خطط إسرائيل الجديدة لنقل السكان "موجة جديدة من الإبادة الوحشية وعمليات التهجير الإجرامي لمئات الآلاف من سكان مدينة غزة والنازحين إليها".
وأضافت الحركة "الحديث عن إدخال خيم إلى جنوب قطاع غزة تحت عناوين الترتيبات الإنسانية يعد تضليلاً مفضوحاً".

وتابعت في بيان "تترافق خطوات ومحاولات نتنياهو وحكومته لتهجير شعبنا واقتلاعه من أرضه مع الكشف الصريح عن نواياه الحقيقية بإقامة ما يسمى بإسرائيل الكبرى".
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم إقرار الخطة التي تتناول المرحلة التالية للحرب في قطاع غزة، مؤكداً التركيز على مدينة غزة بهدف "القضاء" على حركة "حماس".
ونقل بيان عسكري عن رئيس الأركان إيال زامير قوله "نُقر اليوم الخطة للمرحلة التالية في الحرب، سنحافظ على الزخم الذي تحقق في (عربات جدعون) مع تركيز الجهد في مدينة غزة، وسنواصل الهجوم حتى القضاء على (حماس)، والمختطفون أمام أعيننا" في إشارة إلى أن تحرير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة هو الأولوية.
و"عربات جدعون" هو الاسم الذي كانت إسرائيل أطلقته على عمليتها العسكرية البرية في غزة، التي أعلنتها منتصف مايو الماضي.
الأسبوع الماضي، وافق المجلس الوزاري الأمني في إسرائيل، على خطط للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات للاجئين في ظل حرب مدمرة وحصار مستمرين منذ 22 شهراً.
يومها، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الخطة هي "أفضل وسيلة لإنهاء الحرب"، متحدياً الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار، لكن من دون التطرق إلى عملية "عربات جدعون".
وبحسب زامير، فإن "عربات جدعون" حققت أهدافها، و"(حماس) لم تعد تملك القدرات التي كانت لديها قبل العملية، وقد ألحقنا بها أضراراً جسيمة".
وأضاف "المعركة الحالية ليست حدثاً موضعياً (آنياً)، بل هي حلقة أخرى في خطة طويلة الأمد ومدروسة، في إطار رؤية متعددة الجبهات تستهدف كل مكونات المحور وعلى رأسه إيران".
وجاء في البيان أيضاً أن الجيش سيعمل وفق "إستراتيجية ذكية، متوازنة ومسؤولة، وسيُشغّل كل قدراته في البر والجو والبحر من أجل توجيه ضربات قوية لـ(حماس)".
وأكد رئيس الأركان مواصلة "تغيير الواقع الأمني" كما حصل في كل من إيران واليمن ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.

وخرج متظاهرون اليوم الأحد إلى الشوارع في كل أنحاء إسرائيل مطالبين بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع، فيما تتحضر إسرائيل لعملية عسكرية جديدة للسيطرة على مدينة غزة.
وجاءت الاحتجاجات بعد أكثر من أسبوع من موافقة المجلس الأمني في إسرائيل على خطط للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات للاجئين في ظل حرب مدمرة وحصار مستمرين منذ 22 شهراً.
وفي ميدان الرهائن في تل أبيب الذي أصبح رمزاً للاحتجاجات خلال الحرب، رفع مساء السبت علم إسرائيلي ضخم وصور للرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وأغلق المتظاهرون طرقاً رئيسة في المدينة من بينها الطريق السريع الذي يربط تل أبيب بالقدس، وأشعلوا إطارات متسببين باختناقات مرورية وفقاً لوسائل إعلام محلية.
ودعا المتظاهرون ومنتدى عائلات الرهائن والمحتجزين إلى إضراب شامل في كل أنحاء إسرائيل.
وتواجه هذه التظاهرات معارضة اليمين المتطرف في إسرائيل لا سيما وزراء في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي ينظر إليها على أنها الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
وصباح اليوم الأحد، هاجم وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش التظاهرات، وقال "يستيقظ شعب إسرائيل هذا الصباح على حملة مشوهة وضارة تخدم مصالح ’حماس‘ التي تخفي الرهائن في الأنفاق وتسعى إلى دفع إسرائيل إلى الاستسلام لأعدائها وتعريض أمنها ومستقبلها للخطر".
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فرأى أن الدعوة إلى الإضراب "فشلت". وكتب في منشور عبر "تيليغرام" أن الإضراب "يقوي ’حماس‘ ويستبعد إمكان عودة الرهائن".
في المقابل، رفض زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد اتهامات الوزيرين وخاطبهما متسائلاً "ألا تخجلان؟ لا أحد عزز (من وجود) ’حماس‘ أكثر منكما". ورأى أن "الشيء الوحيد الذي سيضعف ’حماس‘ هو إسقاط هذه الحكومة الفاسدة والفاشلة".
وكان قرار إسرائيل توسيع عملياتها في الحرب قد واجه تنديداً دولياً ومعارضة داخلية أيضاً. وحذر متخصصون أمميون من الجوع الذي بدأ يتكشف في القطاع في ظل سماح إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية ببطء.
قتل 40 فلسطينياً بينهم أطفال، غالبيتهم من منتظري المساعدات، بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة، وفق ما ذكر الدفاع المدني ومصادر طبية، أمس السبت، مع تكثف العمليات العسكرية في حي الزيتون بشمال القطاع حيث تتواصل الحرب منذ 22 شهراً.
وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل، إن 37 شخصاً في الأقل قتلوا جراء إطلاق نار وضربات إسرائيلية في مناطق عدة من القطاع الفلسطيني المدمر.
وأشار إلى أن من هؤلاء 13 شخصاً قتلوا قرب مركزين لتوزيع المساعدات الإنسانية في شمال القطاع وجنوبه، وشخص قتل في غارة على مخيم النصيرات.

ورداً على وكالة "الصحافة الفرنسية"، شكك الجيش الإسرائيلي في حصيلة القتلى الصادرة عن المصادر الصحية والطبية في القطاع، قائلاً إن المؤسسات المعنية تقع "تحت سيطرة وإدارة حركة ’حماس’".
ورأى أن الأرقام تشمل "وفيات لا علاقة لها بالنزاع... ويشوبها عدم الاتساق والمغالطات" ولا تميز "بين القتلى من المدنيين والإرهابيين". وأضاف أنه يعمل على "تخفيف الضرر اللاحق بالمدنيين أثناء النشاط العملياتي بما يتوافق بشكل صارم مع القانون الدولي".
وكان بصل أفاد بأن الجيش نفذ ضربتين جويتين على مخيم البريج في وسط القطاع ومنطقة المواصي (جنوب)، مما تسبب بمقتل ستة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال.
وقال مستشفى العودة في مخيم النصيرات، إن خمسة من القتلى الذين استهدف منزلهم في البريج، هم "أب وأم وأطفالهما الثلاثة، وهناك جثث محترقة وأشلاء".
كما أفاد الدفاع المدني عن مقتل صياد فلسطيني، "بنيران زوارق الاحتلال قرب شاطئ بحر مدينة غزة فجراً".
إلى ذلك أكد بصل أن القصف الكثيف يتواصل منذ قرابة الأسبوع على حي الزيتون في مدينة غزة. وأوضح "تقديراتنا أنه لا يزال أكثر من 50 ألف مواطن يعيشون في حي الزيتون بمدينة غزة غالبيتهم من دون طعام ولا مياه"، مضيفاً "ما يجري في حي الزيتون عمليات تطهير عرقي وحرب إبادة حقيقية".
ونبه إلى وضع مماثل في منطقة تل الهوى في غزة، متابعاً أن فرق الدفاع المدني غير قادرة على الوصول إلى هذه المناطق لإجلاء المصابين.
وكان الجيش الإسرائيلي أكد، أول من أمس الجمعة، أن قواته البرية بدأت "العمل في منطقة الزيتون على أطراف مدينة غزة". وأضاف في بيان عسكري أن الجنود يعملون على "كشف العبوات الناسفة، والقضاء على المخربين، وتدمير البنى التحتية العسكرية فوق الأرض وتحتها".
ويأتي ذلك بعدما أقر المجلس الأمني الإسرائيلي في وقت سابق من أغسطس الجاري خطة للسيطرة على مدينة غزة.

وحذرت وزارة الداخلية في غزة من "أخطار تداعيات التصعيد في العدوان الإسرائيلي في مدينة غزة". وقال مصدر في الوزارة، إن العملية العسكرية البرية الإسرائيلية "متواصلة في منطقتي الزيتون وتل الهوى في جنوب مدينة غزة"، مشيراً إلى أن الجيش دمر "عشرات المنازل ويقوم بتجريف الطرق والمباني".
وفي بيان أمس السبت، قالت "حماس" إن "طائرات العدو الحربية والمدفعية والروبوتات المتفجرة منذ قرابة الأسبوع تعمل على تدمير ممنهج لحي الزيتون"، مشيرة إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تشن "هجوماً مستمراً على الأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة، ضمن حرب الإبادة الوحشية والمخطط الإجرامي الساعي لتدمير قطاع غزة وكل صور ووسائل الحياة فيه".
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه سيجري اعتباراً من اليوم الأحد "تجديد توفير الخيام ومعدات المأوى لسكان القطاع"، مضيفاً "سيجري نقل المعدات من طريق معبر كيرم شالوم (كرم أبوسالم) بواسطة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بعد خضوعها لتفتش دقيق" عند المعابر.
ووضع الجيش ذلك في إطار "تحضيرات... لنقل السكان المدنيين من مناطق القتال إلى جنوب قطاع عزة". وتزداد الأزمة الإنسانية تفاقماً يوماً بعد آخر في القطاع المحاصر.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، أنها سجلت "11 حالة وفاة بينهم طفل خلال الساعات الـ24 الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية"، لافتة إلى أن ذلك يرفع إلى "251 حالة وفاة، من بينهم 108 أطفال عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية".
وتحذر الأمم المتحدة من أن كل سكان القطاع مهددون بالمجاعة، فيما تنفي إسرائيل ذلك.
على صعيد متصل توفيت شابة فلسطينية تبلغ 20 سنة نقلت جواً من غزة إلى مستشفى في إيطاليا في حالة هزال شديد لتلقي العلاج، بحسب ما أعلن المستشفى السبت.

وصلت الشابة التي أفادت تقارير إيطالية بأنها مرح أبوزهري، إلى بيزا برحلة إنسانية نظمتها الحكومة الإيطالية ليل الأربعاء الخميس. وأفاد المستشفى بأن حالتها الصحية كانت "معقدة جداً" وفي حالة هزال شديد تحصل عندما يعاني شخص من فقدان كبير في الوزن وضمور في العضلات.
والجمعة، وبعد خضوعها لفحوص وبدء العلاج، توفيت بعدما أصيبت بأزمة تنفسية مفاجئة وسكتة قلبية.