
.jpg)


الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
قالت مصادر عسكرية سودانية إن الجيش و"القوات المشتركة" الحليفة تصدوا لهجومين متزامنين على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور من الناحيتين الغربية والجنوبية من قوات "الدعم السريع" هدفا إلى التقدم نحو وسط المدينة ومقر قيادة الفرقة السادسة مشاة للجيش، في وقت بدأت فيه قوات الجيش عملية برية واسعة في إقليم كردفان مسنودة بغطاء جوي كثيف، وتمكنت بعد معارك عنيفة مع "الدعم السريع" الثلاثاء من استعادة السيطرة على منطقتي رهيد النوبة والحجاب بطريق مدينة بارا بشمال كردفان.
وتقع منطقة رهيد النوبة على طريق الصادرات الغربي الرابط بين العاصمة السودانية وإقليم كردفان، مما يكسبها أهمية خاصة في سير العمليات الحربية.
وأوضحت مصادر ميدانية أن قوات الجيش بادرت إلى شن هجوم مباغت على "الدعم السريع" المتمركزة في المنطقة رهيد النوبة وأجبرتها على التراجع منها، تمهيداً للتحرك صوب السيطرة على منطقة جبرة الشيخ القريبة منها.
ويشهد محور شمال كردفان معارك مستمرة منذ أشهر عدة، تبادل خلالها الجانبان السيطرة على مدن عدة وبلدات النهود والخوي والدبيبات وكازقيل وأم اندرابة، لكن الجيش تمكن من استعادة بلدة أم اندرابة الاستراتيجية، التي تربط بين ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض والخرطوم.
وتتمركز قوات الجيش بصورة رئيسة في مدن الأبيض وأم روابة والرهد والسميح بشمال كردفان، بينما لا تزال قوات "الدعم السريع" تسيطر على مدينة بارا الحيوية إلى جانب مدن وبلدات الخوي والنهود وجبرة وحمرة الشيخ وكازقيل. ويسعى الجيش إلى استعادة مدينة بارا، إحدى أهم مدن شمال كردفان، بسبب أهميتها الاقتصادية واللوجستية بوقوعها على الطريق الرابط بين الخرطوم والأبيض.
وستمكن استعادة مدينة بارا الجيش من فتح طريق الصادرات الغربي الحيوي (بارا - أم درمان)، الذي أمنت به قوات "الدعم السريع" انسحابها من جنوب أم درمان عقب تحرير الخرطوم.
.jpg)
في الأثناء تابع الطيران الحربي غاراته الجوية في إقليم كردفان، مستهدفاً بالقصف تجمعات ومتحركات "الدعم السريع" في مناطق أبو زبد والدبكر بغرب كردفان.
كما استهدفت الغارات تجمعات أخرى شرق مدينة بارا بشمال كردفان أدت إلى تدمير عدد من العربات القتالية وتحييد ما لا يقل عن 16 مسلحاً، كما هاجم الطيران تجمعات للميليشيات في مدينة النهود بغرب الإقليم.
وفي شمال دارفور أكدت مصادر عسكرية أن الجيش و"القوات المشتركة" و"المقاومة الشعبية" تصدوا أمس الثلاثاء لهجومين متزامنين من المحورين الغربي والجنوبي، بهدف التقدم نحو وسط المدينة ومقر قيادة الجيش.
ودارت مواجهات ومعارك عنيفة بين الجانبين، استمرت من منتصف الليل الإثنين الـ28 من يوليو الجاري، حتى صباح أمس الثلاثاء، وتمكن خلالها الجيش وحلفاؤه من إحباط الهجومين، بينما قصف الطيران الحربي للجيش مواقع وتجمعات للميليشيات بمعسكر زمزم بالقرب من الفاشر، بحسب المصادر.
ويقع مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش وسط مدينة الفاشر، وأتى الهجومان ضمن سلسلة هجمات شنتها "الدعم السريع" للسيطرة على المدينة على مدى أكثر من عام، مع الحصار الخانق الذي تفرضه عليها من دون أن تتمكن من الوصول إلى قيادة الفرقة السادسة للجيش والسيطرة عليها.
واستمر القصف المدفعي المصاحب للهجومين على وسط الفاشر وشماله طوال يوم أمس، مما أسفر عن مقتل مواطن، فيما ردت مدفعية الجيش بقصف صاروخي مستهدفة تمركزات "الدعم السريع" شرق المدينة.
في المقابل قالت "الدعم السريع" على منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي إن قواتها خاضت معارك بمدينة الفاشر حققت فيها تقدماً كبيراً نحو آخر مناطق سيطرة الجيش و"القوات المشتركة" بالمدينة، واقتربت من محيط الفرقة السادسة مشاة، وإنها على وشك إعلان السيطرة الكاملة على الفاشر.
في هذا الوقت لا يزال شبح المجاعة يخيم على مخيمات النازحين والأحياء السكنية بسبب نفاد السلع الغذائية وارتفاع المتوفرة منها في المحال التجارية إلى أرقام جنونية، بينما يتسارع تفشي وباء الكوليرا في معظم معسكرات النازحين، أبرزها طويلة وكلمة وعطاش والسلام، وسط تلوث مياه الشرب وانعدام الصرف الصحي.
وحذرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين أمس الثلاثاء من أن الوضع الإنساني في دارفور عموماً والفاشر خصوصاً بلغ مرحلة الانهيار الكامل، وأن أي يوم يمر تزهق فيه مزيد من الأرواح.

وكشف المتحدث الرسمي باسم المنسقية آدم رجال عن أن معدل التفشي اليومي لوباء الكوليرا في منطقة طويلة وحدها يتراوح ما بين 100 إلى 200 حالة، إذ وصل العدد التراكمي الإصابات إلى 2145 حالة (حتى أمس) مع 40 حالة وفاة، و207 حالات في مراكز العزل، بينما سجلت منطقة قولو في جبل مرة 23 إصابة وسبع وفيات.
وطالب بيان للمنسقية الأطراف المتحاربة بالوقف الفوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية فورية، مناشداً المجتمع الدولي، بإسقاط جوي عاجل للمساعدات قبل أن تتحول المجاعة إلى إبادة جماعية صامتة.
وقال بيان مقتضب لتنسيقية لجان المقاومة بالفاشر إن "الجوع يفتك بالناس ولم يعد في البيوت طعام، وليس في الأسواق خبز ولا في الأجساد ما يكفي للصبر، والموت يحاصرنا من كل جانب".
وفي مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، يتكدس المواطنون لساعات طويلة أمام مراكز بيع الذرة الرفيعة، في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية والارتفاع المستمر لأسعار السلع الأساسية، في وقت تواصل فيه المدينة استقبال مزيد من النازحين من مدينة كادوقلي عاصمة الولاية، التي تشهد تدهوراً أمنياً وصحياً متزايداً. وكشف نازحون من العاصمة الولائية، عن تسارع نسبة النزوح من المدينة تحت ضغط الضائقة المعيشية وانعدام السلع.
وتعاني الدلنج ظروفاً إنسانية قاسية، تنعدم فيها السلع الأساسية بعد توقف الإمدادات التجارية من مدن الأبيض والخوي، بسبب إغلاق طريق "الأبيض – الدلنج – كادوقلي" من قوات "الحركة الشعبية - شمال" بقيادة عبدالعزيز الحلو و"الدعم السريع" المتحالفتين.
في شرق دارفور، توفي 13 طفلاً بمعسكر لقاوة للنازحين، بسبب سوء التغذية والنقص الحاد في الغذاء، إضافة إلى تعرض المعسكر إلى هجمات من جماعات مسلحة.

وأعربت "شبكة أطباء السودان" عن بالغ قلقها إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في معسكر "لقاوة" للنازحين بمدينة الضعين عاصمة الولاية، الذي يضم أكثر من 7 آلاف نازح، معظمهم من النساء والأطفال. وقالت الشبكة في بيان أمس إنه "بجانب نقص الغذاء يتعرض النازحون لهجمات متكررة من مجموعات مسلحة، مما يهدد أمن وسلامة سكانه ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية".
ودعت الشبكة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري، لتوفير الغذاء والرعاية الصحية الأساسية للنازحين مع تأمين المعسكر.