بشيء من الإيجاز نستطيع أن نقول إنه خلال السنتين الماضيتين من بدء تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع سد حسان الاستراتيجي، المقرر تنفيذه في مدة ثلاث سنوات، تم إنجاز حوالي 62 في المئة من الأعمال الإنشائية للمرحلة الأولى من المشروع (CAO 1) المكونة من:
السد الرئيس بطول 500 متر خرساني، والسد القفل رقم 1 بطول 170 مترا، والسد القفل رقم 2 بطول 80 مترا، والسد القفل رقم 3 الذي صار شبه منجز، وحاجز ترابي بطول كيلومترين و 300 متر، وحواجز الحماية الترابية والأسمنتية ومصدات السيول التي تبلغ مساحتها نحو كيلو و 400 متر، إضافة الى شق طريق إسفلتي يربط موقع المشروع بالطريق العام قبيل منطقة الحصن (تم الانتهاء من عملية شق الطريق) الى موقع سد حسان ثم الى مفرق طريق مصنع الأسمنت بطول تسعة كيلو مترات تقريبا، وتبلغ كلفة هذه المرحلة الأولى من المشروع 78 مليون دولار، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية بدولة الإمارات العربية الشقيقة.
أما المرحلة الثانية من المشروع (2 CAO) فتتكون من:
4 سدود تحويلية، و60 كيلومتر قنوات ري وأعمال أخرى..
قال لي الأخ اللواء أبوبكر حسين سالم: سأخبرك بخبر أنت أول واحد تطلع عليه من غير الجهات ذات العلاقة..
قلت له: هات .
قال: خلال هذا الأسبوع سيتم تركيب الأعمال الإنشائية لإنتاج الأسفلت، وستكون هذه أول غلاية أسفلت تشهدها محافظة أبين، وهي من ضمن أعمال مشروع السد..
قلت له: وأين سيكون موقعها؟
قال: في الأرضية التابعة لمشروع سد حسان الواقعة في منطقة العلم ...
وضحكت في سري، لأن هذه الأرضية قد كتب عليها بعض الزملاء حكايات وحكايات وأدرجها ضمن تناولات عملية نهب الأراضي..
قال لي المحافظ: مالك سهيت؟
قلت له: لا.. لا مافيش حاجة إنما فكرت بأن هذه الغلاية يمكن أن تستفيد منها المحافظة لاحقا، أو ربما أثناء اشتغالها لصالح مشروع السد..
فهز المحافظ رأسه، وقال: طيب.. خذ أيضا هذه المعلومة: سيتم رصف طريق زراعي بالأحجار محاذٍ لقناة ميكلان من باتيس جسر رقم واحد الى حلمة الى كدمة السيد قاسم بمفرق طريق الدرجاج، وستكون هناك إنارة لهذا الطريق ولطريق سد حسان، وهذا مقر وسنبدأ تنفيذه قريبا..
الله ... الله إنها عملية متكاملة اقتصادية ومجتمعية وحضارية وسياحية!!!!
إذا شاء الله وأتم إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي العملاق والضخم، وسارت الأمور على ما يرام، فإنه سيكون فتحا عظيما ليس لدلتا أبين ومحافظة أبين فقط بل وللجنوب كله، ولليمن كلها، وسيظل الناس يكيلون الثناء والدعاء لعشرات بل ومئات السنين لصاحب الفضل (عيال زايد الخير) الذين لم يبخلوا علينا، ومدوا أيادي الدعم بسخاء لإنجاز المشروع، وتحويله من حلم الى حقيقة، كما سيظلون يذكرون بكل حب وتقدير واحترام كل من كانت له يد في تنفيذه وتأمين تنفيذه، ولم يتأخر في بذل الجهد في سبيل ذلك ابتداء من اللواء عيدروس الزبيدي والقائد أبو زرعة المحرّمي والمحافظ اللواء أبوبكر حسين سالم وانتهاء بمأمور خنفر مازن بالليل والشيخ حيدرة منصور العطوي، والمزارعين ملاك الأراضي التي وقعت في إطار منشآت المشروع، وآل الفليسي الذين تنازلوا عن أراضيهم وبعض مساكنهم التاريخية (كحصن الشيخ حيدرة عقيل الفليسي) الواقعة في إطار المشروع لوجه الله دون تعويض أو مقابل نقدي، وكذلك كل من أسهم بدور سواء بالعمل أو الكلمة قاصدا بذلك إنجاح إنجاز هذا المشروع وتبصير المجتمع بأهميته.
شكرا للواء أبوبكر حسين سالم محافظ أبين على دعوتي لمرافقته في هذه الرحلة الهامة الى مشروع سد حسان.