الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف منصات إطلاق صواريخ غرب إيران






طهران / تل أبيب / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
شنت إيران، اليوم الثلاثاء، هجوما صاروخيا جديدا على إسرائيل، شمل إطلاق مجموعة من الصواريخ. وأكد التلفزيون الإيراني إطلاق 8 صواريخ على إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جانبه رصد الصواريخ، وانطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب.
ودوت صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب وأجزاء من شمال إسرائيل، الثلاثاء، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي، وذلك بعد تحذير من وابل جديد من الصواريخ القادمة من إيران، بحسب "فرانس برس".
وجاء في بيان للجيش: "قبل وقت قصير، دوت صفارات الإنذار في عدة مناطق في أنحاء إسرائيل بعد رصد صواريخ أُطلقت من إيران باتجاه دولة إسرائيل"، وطُلب من السكان في منطقة تل أبيب والمناطق الشمالية التوجه إلى الملاجئ واتباع التعليمات.
وأفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية في وقت لاحق بإمكانية خروج الإسرائيليين من الملاجئ بعد زوال التهديد.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه "اعترض معظم الصواريخ التي أطلقتها إيران في الساعة الأخيرة".
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، الثلاثاء، إن إيران أطلقت حوالي 400 صاروخ ومئات المسيرات على إسرائيل منذ يوم الجمعة الماضي، فيما تعرضت إسرائيل لعشرات الضربات، لكن وتيرة الهجمات انخفضت في اليومين الأخيرين، نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تدمير عشرات الصواريخ الإيرانية، وأكثر من ثلث قاذفات صواريخ سطح- سطح.
وأقر مسؤولون عسكريون إسرائيليون بأنه قد تكون هناك عوامل أخرى غير محددة لها دور، لكن انخفاض الهجمات الإيرانية ربما جاء نتيجة للعمليات الإسرائيلية.
وبرغم هدوء الأجواء مؤخرا، فإنه من المرتقب أن تشن إيران هجمات صاروخية كثيفة. وأفاد مسؤولون عسكريون بأن إسرائيل تواصل ضرباتها على أهداف في إيران.
وتركزت الهجمات الإسرائيلية على منشآت نووية ومواقع عسكرية من بينها الدفاعات الجوية الإيرانية. واستهدفت الضربات الأولى مواقع نووية بارزة وقادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين في إيران.
ورد الحرس الثوري الإيراني بشن هجمات على إسرائيل بالصواريخ والمسيرات.

ووفقا لتقديرات إسرائيلية، قتل 20شخصا، وأصيب نحو 390، فيما أفادت بيانات إيرانية بمقتل 220 شخصا.
في اطرف الأخر قال الجيش الإسرائيلي، إنه استهدف عدة مواقع في غرب إيران، وذلك بحسب بيان عسكري.
وجاء في البيان "قبل وقت قصير، أنهى سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الغارات في غرب إيران. وكجزء من هذه الغارات، تم استهداف عدد من المواقع، وعشرات منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض".
وسمع دوي انفجارين قويين، اليوم الثلاثاء، في وسط طهران وشمالها، في اليوم الخامس من التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل.
ولم ترد أي معلومات في الوقت الحاضر حول موقع الانفجارين. وفي وقت سابق من اليوم، كانت وسائل إعلام إيرانية رسمية قد أعلنت أنه تم تفعيل الدفاعات الجوية في غرب طهران.

من جهة أخرى، اندلع حريق اليوم في مقر التلفزيون الإيراني الرسمي في طهران، على ما قالت هيئة البث، وذلك غداة استهدافه بضربة إسرائيلية ألحقت أضراراً بأحد مبانيه، وأودت بحياة ثلاثة أشخاص. وقال التلفزيون "يمكن مشاهدة الدخان في مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني بسبب حريق أججته الرياح".
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تشن في هذه الأثناء هجمات على غرب إيران.
وفي وقت سابق من اليوم، كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه يواصل قصف عدة أهداف في إيران، وسط التصعيد المستمر منذ فجر يوم الجمعة بين البلدين.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "هاجمنا منصات صواريخ أرض أرض ومستودعات صواريخ في إيران".
وتابع المتحدث: "نواصل قصف كافة المنشآت النووية الإيرانية.. لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي".
كما أوضح أن الجيش الإسرائيلي قصف التلفزيون الإيراني "لأنه تابع للجيش" الإيراني، بحسب المتحدث.
كما كرر الجيش الإسرائيلي تأكيده أنه قتل من أسماه بـ"القائد العسكري الإيراني الكبير" علي شادماني وذلك "في عملية دقيقة".

في سياق آخر، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن إيران استدعت جميع الأطباء والممرضين من إجازاتهم، وسط استمرار القصف الإسرائيلي الذي يطالها.
من جهته أعلن معاون محافظ أصفهان عن إسقاط مسيّرة إسرائيلية قرب منشأة نطنز النووية. وأفادت وكالة "تسنيم" للأنباء بأن معاون محافظ أصفهان أعلن عن "إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية في منطقة كاشان، بواسطة منظومة الدفاع الجوي سوم خرداد التابعة لقوات الجو-فضاء في الحرس الثوري".
وأوضح المسؤول أن "عملية الاعتراض جرت في إحدى حلقات الدفاع الجوي المحيطة بموقع نطنز النووي"، مؤكدا "تدمير الطائرة المُعادية بالكامل".
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت اليوم الثلاثاء، امتلاكها أدلة جديدة تؤكد تعرض الجزء السفلي من مفاعل نطنز النووي في إيران لأضرار مباشرة.
وأوضحت الوكالة أنها رصدت "عوامل إضافية تشير إلى تأثيرات مباشرة على غرف تخصيب اليورانيوم تحت الأرض" في منشأة نطنز.
وشددت على أن الضربات الإسرائيلية كانت لها "تأثيرات مباشرة" على قاعات أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في منشأة نطنز.

أما بالنسبة لمنشأتي أصفهان وفوردو النوويتين في إيران، فقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه "لا يوجد تغيير ليتم إعلانه" بشأنهما.
وهذه هي المرة الأولى التي تجري فيها الوكالة التابعة للأمم المتحدة تقييما للأضرار الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية على منشأة نطنز التي تقع تحت الأرض، وهي المنشأة الرئيسية لبرنامج إيران النووي.
وقالت الوكالة: "استناداً إلى التحليل المستمر لصور الأقمار الصناعية عالية الدقة التي تم جمعها عقب الهجمات التي شنت، الجمعة الماضي، حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى حدوث تأثيرات مباشرة على قاعات التخصيب تحت الأرض في منشأة نطنز".
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، قد قال أمس الاثنين، إن أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز قد تكون دُمّرت نتيجة للهجمات الإسرائيلية.
وأوضح غروسي، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية، أن الأجهزة "تعرّضت على الأرجح لأضرار جسيمة، إن لم تكن قد دُمّرت بالكامل"، وذلك نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي الناجم عن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة.
وخلال جلسة خاصة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، الاثنين، أفاد غروسي بأن منشأة نطنز المتضررة بشدة لم تتعرض لمزيد من التدمير منذ الهجمات الأولى. وأشار إلى أن القسم الواقع تحت الأرض في نطنز لم يُصب مباشرة، إلا أن المعدات المثبّتة هناك قد تكون تضررت أيضاً بسبب انقطاع الكهرباء.
وحذر غروسي من أن التلوث الإشعاعي داخل المنشأة يعد خطراً، في حين أن مستويات الإشعاع خارج الموقع المستهدف لا تزال طبيعية.

وأضاف أن القسم العلوي من منشأة نطنز، حيث يُخصّب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 بالمئة، قد دُمر في الهجوم الذي وقع يوم الجمعة، كما تضررت أربعة مبان في موقع أصفهان، في حين لم ترد تقارير عن أضرار في منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض.
وكانت إسرائيل قد أكدت أن هجماتها تهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي، في حين تصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية بحتة.
وحذر غروسي خلال حديثه في فيينا من أن التصعيد العسكري يعرقل "العمل الجوهري للتوصل إلى حل دبلوماسي يضمن على المدى الطويل ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً".