السعودية تستنكر بشدة وعمان تصف الضربات بالتصعيد الخطر وتحذيرات من الإمارات وقطر والبحرين ومصر والأردن وشكوى عراقية لمجلس الأمن

عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
توالت ردود الفعل العربية اليوم الجمعة بعد سلسلة ضربات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة في إيران، مما أدى إلى 78 قتيلاً و329 جريحاً، وفق طهران.
وأعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه إيران التي تمس سيادتها وأمنها وتمثل انتهاكاً ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية.
وقالت الخارجية السعودية في بيان، "وإذ ندين هذه الاعتداءات الشنيعة، نؤكد أن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري".
الوسيط العماني
عدت سلطنة عمان التي تتوسط في محادثات الملف النووي بين إيران والولايات المتحدة، "هذا العمل تصعيداً خطراً ومتهوراً يشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، ويمثل سلوكاً عدوانياً مرفوضاً ومستمراً يقوض أسس الاستقرار في المنطقة".
وأضافت الخارجية العمانية، "إذ تحمل سلطنة عمان إسرائيل المسؤولية عن هذا التصعيد وتداعياته، فإنها تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم لوقف هذا النهج الخطر، الذي يهدد بإقصاء الحلول الدبلوماسية وتقويض أمن واستقرار المنطقة".
رفض كويتي للتصعيد
بدوره أجرى وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني عباس عراقجي عبر خلاله عن تضامن دولة الكويت مع إيران في ظل التطورات الإقليمية الراهنة جراء العدوان الإسرائيلي السافر.
وجدد اليحيا موقف الكويت الرافض لكل صور التصعيد والعنف، مشدداً على أهمية تضافر الجهود الدبلوماسية والسياسية لتهدئة الأوضاع والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
تحذير بحريني
أعربت وزارة الخارجية البحرينية عن إدانة المملكة للهجوم الإسرائيلي، محذرة من تداعياته الخطرة على الأمن والاستقرار الإقليمي، وتدعو إلى التهدئة وضبط النفس وخفض حدة التوتر.
ودعت الخارجية البحرينية إلى وقف التصعيد العسكري فوراً لتجنيب المنطقة وشعوبها من انعكاساته على الاستقرار الإقليمي والأمن والسلم الدوليين، مؤكدة موقف المملكة الثابت والداعي إلى حل الأزمات عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية، وضرورة مواصلة المفاوضات الأميركية - الإيرانية في شأن الملف النووي الإيراني، وأهمية إنهاء هذا الصراع الاقليمي لمصلحة جميع شعوب المنطقة.
مطالب إماراتية بالحوار
دانت دولة الإمارات بأشد العبارات الاستهداف العسكري الإسرائيلي الذي تعرضت له إيران، معربة عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكدت الخارجية الإماراتية في بيان لها اليوم أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب الأخطار وتوسيع رقعة الصراع، مجددة تأكيد إيمان دولة الإمارات بأن تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة.
وشددت الإمارات على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية، بعيداً من لغة المواجهة والتصعيد، داعية مجلس الأمن إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لوقف إطلاق النار وإرساء الأمن والسلم الدوليين.
قلق قطري
وأعربت دولة قطر عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي الإيرانية، معتبرة إياه انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران وأمنها وخرقاً واضحاً لقواعد ومبادئ القانون الدولي.
وعبرت قطر عن بالغ قلقها إزاء هذا التصعيد الخطر الذي يأتي في سياق نمط متكرر من السياسات العدوانية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتعرقل الجهود الرامية إلى خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية.
وشددت على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته القانونية والأخلاقية لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية بصورة عاجلة.
مطلب أردني
أكد العاهل الأردني الملك عبدﷲ الثاني خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة ضرورة التحرك الفوري والعاجل لوقف التصعيد الخطر الدائر في المنطقة.
وحذر العاهل الأردني من تبعات هذا التصعيد الذي سيدفع بالمنطقة إلى مزيد من التوتر وتوسيع الصراع، مشدداً على ضرورة تكثيف العمل لتحقيق الاستقرار في المنطقة وحماية شعوبها. كما حذر من انعكاسات الهجوم الإسرائيلي على إيران، على أمن الإقليم.
وتمسك بأن الأردن لن يكون ساحة حرب لأي صراع، ولن يسمح بتهديد أمنه واستقراره وسلامة مواطنيه.
إدانة مصرية
بدورها دانت الخارجية المصرية الهجمات العسكرية التي شنتها إسرائيل على إيران، معتبرة إياها تمثل تصعيداً إقليمياً سافراً بالغ الخطورة.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي اليوم إن أوهام القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل، ولا يوجد أي حلول عسكرية للأزمات الراهنة بالمنطقة. ونقلت عنه "العربية" قوله إن الجهود مستمرة لوقف التصعيد في المنطقة واحتواء الموقف، بخاصة أن الوضع لا يتحمل أزمات جديدة.
وأضاف أنه أجرى اتصالات مكثفة مع وزراء خارجية السعودية وقطر وإيران على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية على طهران. وأكدت هذه الاتصالات على أهمية العمل على خفض التصعيد وعدم انزلاق المنطقة بأكملها إلى فوضى شاملة وتوسيع رقعة الصراع.
شكوى عراقية
إلى ذلك أعلن العراق اليوم عن رفع شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل التي اتهمها باستخدام أجوائه في ضرب إيران، فيما وصفه بأنه "تجاوز لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
ودانت الخارجية العراقية في بيان، "قيام الكيان الإسرائيلي بخرق الأجواء العراقية واستخدامها في تنفيذ اعتداءات عسكرية في المنطقة"، مطالبة "مجلس الأمن باستخدام صلاحياته لردع الكيان الإسرائيلي ومنعه من تكرار مثل هذه الانتهاكات".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية قولها إن ثلاثة صواريخ وقعت منذ الفجر في العراق، أحدها في محافظة ديالى (وسط) لم ينفجر فيما تسبب الاثنان الآخران في محافظة ذي قار (جنوب) بحفرة عمقها أربعة أمتار.
الجامعة العربية
دانت جامعة الدول العربية الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، مؤكدة أنها تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
ودعت الأمانة العامة للجامعة في بيان اليوم إلى تدخل حاسم وفوري من المجتمع الدولي لوقف هذه الهجمات التي تهدد بإشعال المنطقة، مشددة على ضرورة احتواء التصعيد وعدم ترك الأمور تخرج عن السيطرة.
وواصلت إسرائيل استهدافها مراكز نووية إيرانية، وأطلقت على هجومها اسم "الأسد الصاعد"، وأكدت أنها استهدفت فجر اليوم قادة إيرانيين ومصانع صواريخ، وأعلنت حالة الطوارئ تحسباً لهجمات صاروخية وطائرات مسيرة انتقامية من طهران.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "نمر بلحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، وأضاف أن إسرائيل استهدفت علماء إيرانيين يعملون على إنتاج قنبلة نووية، وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ومنشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم، في عملية ستستمر لأيام.
إيرانياً قال المرشد الأعلى علي خامنئي إن إسرائيل ستلقى "عقاباً قاسياً"، في وقت شددت طهران على "حقها القانوني والمشروع" في الرد على الضربات الإسرائيلية، وقالت وزارة الخارجية إن "الرد على هذا العدوان هو الحق القانوني والمشروع لإيران بناء على البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة".