عن المسرح السياسييلعب المسرح السياسي دوراً تثقيفياً كبيراً ومهماً في حياة أي شعب، لما له من تأثير بالغ في نسيج فكر ووعي الجماهير وحركة ارتباطها بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على كافة الأصعدة والمحاور.المسرح السياسي اليمني شأنه شأن كل الاتجاهات المسرحية يعيش موتاً سريرياً إن لم يكن قد غادر دنيانا الفانية (وما دايم إلا وجه الله) .. نتمنى من الجهات المسؤولة أن تبدأ بداية حقيقية مشرقة في هذا السياق لتعيد عملية توازن المجتمع ذهنياً ونفسياً وروحياً.تثقيف المجتمع التزام أدبي وأخلاقي ودستوري ينبغي ألا نقفز عليه حتى لا نقع في مطبات يصعب تجاوزها في ما بعد .. وأجزم أن الثقافة المسرحية السياسية هي العمود الفقري لمفاصل العقلية الإنسانية وهي المحدد الأبرز لوعي المجتمعات وهويتها الحضارية والفكرية والوطنية، ذلك أن المسرح عموماً هو الأب الحقيقي لكل الفنون وهو الأستاذ والمعلم الأبرز في نسيج الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية سيراً نحو أفق العطاء الإبداعي الخلاق في هذا المجال أو ذاك .. نحو مساحة إنسانية حقيقية تحترم رغبات وتطلعات وقناعات الفرد في المجتمع وحقه في المشاركة في الرأي والطرح السياسي لتحديد معالم الواقع وبنية التطور المستقبلي لحركة وعي الجماهير.[c1]المثقف المتطرف[/c]لا يختلف اثنان على أن المثقف المتطرف هو وباء حقيقي في حياة هذا الشعب أو ذاك، فهو لا يرى إلا نفسه (المريضة) في مرآة الحياة ولا يحترم إلا (عقليته الضيقة) في زقاق روحه الرمادية (البليدة).. وهو ما ينبغي التصدي له بكل الوسائل الحضارية الممكنة وفي إطار اللعبة الديمقراطية لترسيخ مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر.كلنا بشر قد نصيب وقد نخطئ، المهم ألا نتجاوز مساحة الود والاحترام في ما بيننا لأن هذا التجاوز الأرعن يدفع ثمنه الشعب والوطن فهل ندرك ذلك؟![c1]التطرف يولد من رحم الثقافة[/c]يقيناً إن التطرف والغلو والإرهاب هي آفات اجتماعية وسياسية ومذهبية ونفسية نعاني منها منذ فجر الحياة الإنسانية وإن كانت قد شهدت تنامياً مخيفاً في أيامنا الغبراء هذه، هذه الآفة هي نتاج طبيعي لعملية تثقيف وتعبئة فكرية خاطئة.لذلك ينبغي شن (حرب فكرية وثقافية) حقيقية تستحضر قيم ومفاهيم وأدبيات النهج المعتدل في حياتنا، وينبغي التركيز على دور المساحة الثقافية في واقعنا من خلال آلياتها المختلفة (كتب، صحف ومجلات، فضائيات، إذاعات، نشرات داخلية، تربية وتعليم، أندية ثقافية، خطباء مساجد ودعاة دين، منابر دينية وفكرية). وتنقية هذه الاتجاهات الثقافية والفكرية والتربوية من شوائب التخلف والتطرف هو ما ينبغي القيام به وبصورة عاجلة لا تقبل المماطلة والسير السلحفائي المزمن في حياتنا .. علينا أن نمعن النظر ونطيل التفكير في روح وجسد هذه المساقات وفضاءاتها المعقدة التي رسمت هذا المشهد الثقافي والإنساني المقيت في واقعنا المبلل بسيول الخوف والترقب مما هو قادم، ولله الأمر من قبل ومن بعد وهو الستار الحليم جل جلاله في سمواته العلا.[c1]مسرحيون نائمون في العسل[/c]عرفت مدينة عدن المسرح قبل حوالي 106 أعوام .. وخلال هذه العقود الطويلة لعب المسرح دوراً عظيماً في الارتقاء بالمشهد الثقافي والحضاري للمدينة والوطن عموماً وكان بحق أرضية صلبة لتعميق الروابط السياسية والوطنية وتنمية جذور الروابط الثقافية والتاريخية بين أبناء الوطن.حقاً .. لقد شهد المسرح في عدن لعقود طويلة من القرن الماضي ازدهارا حقيقياً وحركة مد ثقافي وإبداعي غير عادية رسخت من خلال آفاقها التنويرية قيم شعبنا الأصلية ومفاهيمه الثورية والكفاحية كآلية حية ومؤثرة في بنية المجتمع الإنساني عموماً.أما اليوم فلسان حال المسرح دمعي سال .. حتى الخصم يرثالي) هذا هو واقع (أبو الفنون) وسيد المشهد الإبداعي اليمني .. مع اعتذاري الشديد للمبدع الجميل الكبير (العزاني) والسبب يا سادة .. وببساطة شديدة أن نجوم المسرح اليمني عتاولة الأمس الفني البهي أصبحوا (موالعة) نائمون في العسل مع احترامي وتقديري للبعض.
|
ثقافة
محطات ثقافية
أخبار متعلقة