إعداد/ زكي الذبحاني أمر يبعث على الاطمئنان والراحة منظر فرق التحصين في الميدان وهي تعمل بحماس، ذلك لما يقومون به من عمل يسهمون من خلاله في صون أطفالنا من الإصابة بشلل الأطفال. وكلنا أمل ألا تذهب هذه الجهود سدى وأن تكلل بالنجاح التام من اجل بلوغ الغاية المرجوة، الا وهي استئصال الفيروس المسبب لهذا المرض والقضاء عليه قضاء مبرماً، فلا يبقى له أثر على أرضنا الحبيبة. إن ما يمكن أن تواجهه بعض فرق التطعيم في الميدان من صعوبات شتى، كصعوبة التنقل في المسالك والطرق الجبلية الشديدة الانحدار والأدوية الوعرة والقفار الواسعة وتردي المناخ والأحوال الجوية، وما إلى ذلك من عراقيل تعيق أحياناً خط سيرها ، فلا تألو جاهدة عند بذل كل ما في وسعها لأداء المهام بها على أكمل وجه وفق خطة وبرنامج العمل اليومي لعملها في الحملة. وأسوا ما تواجهة الفرق من صعوبات وعراقيل تعيق كثيراً خط سيرها، ما يبديه بعض الأهالي من مخاوف من اللقاح. فبتخوفهم هذا يضطرون إلى إخفاء أطفالهم والتنكر بالقول: (ليس لدينا أطفال)ز إلى ذلك التعرض في بعض القرى لبعض المضايقات الكلامية، بما ينم عن استهتار من يطلقون العبارات الفارغة التي هي في الأساس مذمة لمن يتلفظ بها، مردودة عليه. ومن الصعوبات أيضاً عند وصول فريق التطعيم إلى بيت ما يظل اصحابه يماطلون ، كقولهم لفريق التطعيم : ليس الآن.. عودوا بعد الظهر أو بعد العصر أو بعد ساعة أو ساعتين .. فهذا يسبب للفريق بعض الإرباك ويؤخرهم عن تغطية أعمالهم كما يجب ، وبدلاً من أن يسير في مسار معين يضطر بسببه إلى التأخر وتعديل خط السير. نحن نعول على خطباء المساجد ونعول على مديري المدارس والمدرسين وعلى المجالس المحلية والمشايخ والأعيان في جميع محافظات الجمهورية بأن يسهموا بفاعلية في توعية الناس بالعدول عن التصرفات غير المسؤولة، مادين يد العون لمن يحصنون أطفالهم، مذللين الكثير من الصعوبات التي تواجه مقدمي خدمة التحصين ، وأن يدعموا الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال التي تستهدف بلا استثناء كافة الأطفال دون الخامسة من العمر في سائر محافظات الجمهورية، حيث تقرر تنفيذها ، في الفترة من ( 17 - 19 نوفمبر 2008م). وإني لأؤكد لجميع المواطنين ممن تدور في أذهانهم بعض الأسئلة عن اللقاحات ، بأنها سليمة جداً، ليس لها تأثيرات جانبية أو مضاعفات أو أي ضرر .. هذا بشكل عام وليس فقط لقاح شلل الأطفال ، إذ تصل جميع اللقاحات إلى البرنامج الوطني للتحصين الموسع، وعبر آلية معينة تحفظ تحت درجة ثابتة، من ( 2 - 8 درجات مئوية) بداخل ثلاجات خاصة. وإذا ما وصلت إلى مطار صنعاء، فهناك ثلاجات خاصة لحفظ اللقاح، وهناك من يتولون القيام بهذا الجانب، ولم يحصل نهائياً أن وصلت وانتظرت في المطار إلا في بعض الحالات الطارئة، ولا مشكلة في هذا، فهناك في الطوارئ ثلاجات خاصة. أما الشاحنات التي تنقل اللقاحات، فهي عبارة عن شاحنات مخصصة لهذا الأمر محملة بثلاجات خاصة ليتم بواسطتها نقل اللقاحات مباشرة إلى الثلاجات المركزية الموجودة في مخازن التحصين الموسع، ومن ثم نقلها إلى المحافظات عبر شاحنات وسيارات مزودة بثلاجات كبيرة مخصصة لنقل اللقاحات. وأريد أن أطمئن الجميع أن لكل لقاح مؤشراً للون، وهو فاتح اللون بشكل اعتيادي ، وأن تحوله إلى اللون الداكن دليل على تلف اللقاح وأنه غير صالح للاستخدام ، كقطرة ماء لا تنفع ولا تضر. كما لاتسلم أي لقاحات ليتم استخدامها إلا بعد خضوعها للفحص الدقيق والتأكيد من جميع العينات الواصلة للبلاد بأنها سليمة ومضمونة ، لانقول تأثر جزء منها أو نقول إن العملية تسير جزافاً .. قطعاً لا. إذن على الجميع التعاون مع مقدمي خدمة التحصين خلال الحملة الوطنية الحالية بشكل كبير ، بتسهيل مهام فرق التطعيم وتحركها من منزل إلى منزل .. هذا ماهو مأمول من الأسر والأهالي ، وليثقوا بأن القائمين على التحصين ومن يقدمون هذه الخدمة حريصون جداً على صحة وسلامة أطفالهم تماماً كحرصهم وخوفهم عليهم، ولا يجعلوا من الشائعات التي يرددها المغرضون ضد التحصين تؤثر عليهم. فإذا كان ثمة أم، أو ، أب لطفل أو لطفلين وكل منهما مسؤول عن طفله، فإن وزارة الصحة العامة والسكان والبرنامج الوطني للتحصين الموسع مسؤولون عن صحة سائر المستهدفين من الأطفال. وختاماً .. رسالتنا إلى كل أب و أم وكل مواطن في يمننا الحبيب .. نقول لهم أنتم مسؤولون عن نجاح حملة التحصين الحالية ضد شلل الأطفال، فكونوا يداً واحدة تسعى للحفاظ على صحة وسلامة أطفالنا، صوناً لهم من داء الشلل وتبعات الإصابة به، وأن طفلاً واحداً غير مطعم ضد داء الشلل من الممكن أن يشكل بؤرة عدوى ومصدراً لإصابة آخرين بالفيروس، يكفي لإصابة ونقل العدوى إلى ألف شخص آخر.ولا داعي للقلق الذي يبديه بعض الأهالي لدى عدم وصول فريق التطعيم في اليوم الأول لحملة التحصين أو إذا لم يصلوا في اليوم الثاني منها، ففريق التطعيم يسير وفق خطة سير، وقد يصل إليهم في اليوم الأخير لتنفيذ الحملة، وما عليهم إلا ترقب وصوله. [c1]* من كوادر المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان[/c]
|
تقارير
الحملة الوطنية ضد شلل الأطفال .. وتطلعات الاستئصال
أخبار متعلقة