يقولون: الاعتراف بالخطأ فضيلة، فماذا لو نعترف بأوجه النقص في حياتنا لنبادر إلى إصلاحها. إن حاجتنا إلى صياغة جديدة للحياة الإسلامية يتميز فيها أمران، الأول هو أن نحقق ما يصبح به الإنسان إنساناً، وهذا أمر مشترك بين شعوب الأرض، وقد أخذت به الدول التي سبقتنا في الحياة المعاصرة إلى التقدم مثل اليابان وكوريا شرقاً، والعالم الجديد (أمريكا) غرباً. وأول هذا حسن إعداد الأجيال للحياة في نظرة متكاملة تكفل كرامة الفرد والمجتمع.- والأمر الثاني ما يكون به المسلم مسلماً من عقيدة وخلق وثقافة، ذلك لأن أكبر عقبة في سبيل احترام الإسلام كحضارة عالمية مايمارسه المسلمون في واقع حياتهم من حروب داخلية وصراعات وتخريب لديارهم وثرواتهم، مما يصرفهم عن حسن إعداد الجيل الجديد لحياة خصبة مثمرة، وليس من العدل في شيء أن نلقي اللوم على غيرنا،ونكتفي بإدانة الاستعمار وأعداء الإسلام.- ثم يأتي المناخ الفكري الذي تنبغي صياغته للمسلمين، وكيف نفهم حضارتنا في شمولها وتكاملها ومسارها؟ وكيف نعرضها على أبنائنا بحيث لا تكون مجرد سرد للأمجاد، كأننا تراجمة في متحف؟ علينا أن نبرز نقاط القوة لتزيدها قوة، ونقاط الضعف حتى نحاول بقدر استطاعتنا تجنبها فلا شك أن نقاط الضعف عميقة الجذور، كأنها أمراض متوطنة، تحتاج إلى معالجة وصبر وممارسة دائبة، ومن أبرزها طبيعة المعايير بين الأجهزة الحاكمة والشعوب.- نريد أن تكون دعائمها الثقة المتبادلة والمسؤولية المشتركة، ولنصبر على تكوينها بحيث نستطيع التغلب على النزوات العابرة نريد احترام الوقت فهو الحياة، نريد حب العمل والعلم والإبداع بحيث يصبح العمل سعادة، والسعادة في رؤية الإنجاز نريد أن ندعم روح الفريق الجماعة.- أليس من التناقض أن نؤمن في الدين أن صلاة الجماعة تفضل عن صلاة الفرد، بينما يحيا الأفراد وهم يقدمون مصالحهم فرادى على مصالح الجماعة؟متى نعيد صياغة حياتنا بجدية لنحيا حياة كريمة نستحقها، ونجدد شباب حضارتنا الإسلامية ما استطعنا إليه سبيلاً ، عملاً بقول الله تعالى: «لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم
|
تقارير
أين النقد والتقييم في حياتنا؟
أخبار متعلقة