غضون
*قرأت للسيد / ديمتروف مدير مكتب المعهد الديمقراطي الأمريكي في صنعاء كلاماً لم أقرأ أو أسمع بمثله أو أن يكون قد صدر كلام قريب منه على لسان أحد في اليمن منذ عام .. قال لصحيفة «الوسط» ما مؤداه : إن الأحزاب تختلف عادة في السياسات, ولكن بالنسبة للمصالح الوطنية أو العامة تكون متضامنة وتتفق حول قضايا أو مصالح مثل حماية الوطن والنظام السياسي للبلاد .. وأن المعارضة في اليمن يتعين أن يكون لها موقف من التمرد ودعوات الانفصال والاعتداء على أفراد الجيش والشرطة, فمخاطر مثل هذه تدعو ال» التضامن السياسي وقال إن البلاد ليس ملكاً لحزب واحد بل ملك للجميع, ومؤسسة الأمن والدفاع هي مؤسسة الجميع .. وأن المعارضة التي تعمل على إضعاف وطنها وتضامنها تضعف نفسها, وحينما تحمل معادل هدم تبدو كأنها تقول للناس ليس هناك أمل لا فينا ولا في الآخرين.* لم يرق لي هذا الكلام كونه يتضمن نقداً للمعارضة من مسؤول دولي طالما تذرعت بكلامه وخاطبت وده, بل لأنه ينطوي على حكمة تعنينا جميعاً في هذه البلاد .. فنحن نختلف دائماً حول الأمور الكبيرة والشؤون الصغيرة, ولكن اختلاف المعارضة مع السلطة ينبغي أن يحدث حول ما اعتدنا على تسميته ثوابت وطنية كالوحدة أو انتهاك مبدأ التغيير بالطرق السلمية أو مهادنة قوى عنف تحاول إحداث زلزلة في المجتمع لمجرد أن هذه القوى عدوة للسلطة .. فهذه القوى هي عدوة للجميع وليس للسلطة الحاكمة .. أليس قوى التمرد في صعدة مفاخرة بالجهاد الذي تقوم لنقض النظام الذي على أساسه استمدت الأحزاب شرعية وجودها؟ إذا لماذا نداهن أو نهادن أو نتشفى بما يصيب السلطة بينما نعرف أن ذلك يخدم قوى تريد نقض مقوماتنا السياسية والتشريعية من الأساس؟.تنويه :*شكراً لأستاذنا / عباس غالب الذي أمتدح أمس هذا العمود .. وشكراً لنصيحته بشأن إعادة ترتيبه فنياً, غير أن ذلك ليس بيدي بل بيد رئيس التحرير ومخرج هذه الصفحة.*شكراً للقارئ اليافعي الذي أتصل ينبهني إلى خطأ ورد في عمود أمس الأحد .. فقد ذكرت أن المتهم بالقتل هو عبدالناصر عبدالكريم, والصواب إن عبدالناصر اختفى لأنه كان قد ضمن على أخيه المتهم بالقتل وأيضاً لأن حكم المحكمين جوز لأولياء الدم قتله بجريرة أنه شقيق القاتل.