كتبت /د.زينب حزام:من المعروف أن الأهل يترقبون فصاحة النطق عند أولادهم ،والتعبير عن مشاعرهم بالكلام الرائع الذي يسعد قلوب الآباء والأمهات ،وكلنا يعرف أن الكلام هو ابرز الحاجات الإنسانية لتحقيق مطالبنا والتواصل مع أفراد المجتمع ،ويحدث الخلط عند عامة الناس غالبا بين الكلام واللغة ،حيث يستخدم المصطلحان كمترادفين فيما هما في الواقع مصطلحان تحكمهما علاقة الكل والجزء ،فالكلام جزء أو صورة واحدة من صور اللغة والتي هي مفهوم اشمل وأوسع وفيما يلي عرض مبسط لما يعنيه كل منهما .اللغة: هي طريقة تواصلنا مع من حولنا وذلك لطلب حاجاتنا وعلمنا وتبادل ذلك مع الآخرين .واللغة تجعلنا نعطي صوراً وأفكاراً عما نسمع ونرى ونحس، أي هي الصورة الذهنية للعالم الذي يحيط بنا والذي نعيش ونتعامل معه.واللغة هي طريقة تعبيرنا عن أنفسنا وعما فهمناه ممايدور حولنا من قضايا الخير وقضايا الشر ونعبر ذلك بالكلام أو الاشارة أو الرسم أو الحركة والكتابة .ونحن نسعد كثيرا عندما نجد أطفالنا يتكلمون بطلاقة وهم في سن مبكرة ونقلق كثيرا عندما نجدهم يتأخرون في النطق ونذهب بهم عند الأطباء والأخصائيين والنفسانيين ،اعرف طفلة ظلت سنوات عديدة لاتنطق وقد ظن أهلها أنها لاتجيد النطق أي الكلام وذهبوا بها إلى الأطباء ولم يجدوا فيها أي مرض وبلغت سن العاشرة من عمرها وهي تنطق بصعوبة بالغة ،وظل أهلها يساعدوها في نطق الكلمات فترة من الزمن حتى يأسوا من حالتها ،وعندما بلغت هذه الطفلة سن المراهقة ،أصبحت تنطق بطريقة صحيحة أذهلت الجميع بفصحة لسانها وعذوبة كلامها .وهناك العديد من الاضطرابات التي تعتري احد مسارات عملية التواصل فتؤثر فيها سلبا وسأحاول هنا التركيز على وسيلة واحدة من وسائل التواصل وهي أشهرها وأكثرها استخداما وهي الكلام .ولكن قبل ذلك لابد أن نشرح معنى أو مفهوم الكلام ،وهو يحمل معنى فكره أو حاجة أو شعور ما ،ونحن عندما ندرب أطفالنا الكلام ،نعلمهم النطق الصحيح للحرف ثم الكلمة ثم الجملة المفيدة ويتم اكتساب اللغة والكلام بطريقة تدريجية عند الطفل جدولا أو ترتيبا عاما في اكتساب المهارات وتكون هناك فروق فردية بين طفل وأخر ،ولكن هناك مؤشرات عامة يمكن الاستدلال منها على مثل هذه الاختلافات وهي السبب مشكلة أخرى ينبغي استدراكها مبكرا كلما أمكن ،لمحاولة تفادي أو تقليل حجمها أو تفادي تأثيرها في غرض اللغة والكلام وهو التواصل والتفاعل الاجتماعي الذي هو أهم أسباب النجاح في الحياة .
والطفل يتأثر بالمجتمع الذي يحيط به ،فكلما كانت الأسرة تعطي اهتماما بطفلها وتدرسه على النطق وهو في سن مبكر جدا وزراعة السعادة في قلبه وقدمت له العناية الصحية والنفسية ساعدت هذا الطفل على النطق المبكر والتعبير عن ارائة حول المجتمع الذي يحيط به.ويمكن أن يحدث اختلاف أو تأخر طفل عن الأطفال الآخرين ،ويكون هذا التأخر طبيعيا نتيجة انعزال هذا الطفل عن المحيط به من الناس ويصبح هذا الطفل منزويا وقليل الخبرة في الحياة ،بينما نجد طفلا أخرا طليق اللسان لأنه يمارس حياته الطبيعية في المجتمع الذي يحيط به .فمثلا قد لا يبدأ الطفل بطلب حاجاته لفظيا «كلاميا»ويبقى على استخدام الوسيلة الأقل تطورا وهي البكاء ،وعند البحث الدقيق نجد إن الأهل لايعطون الطفل فرصة لتطوير مهارة الطلب حيث يستجيبون مباشرة للبكاء بتحقيق طلبات الطفل وعدم تدريبه على النطق في طلب مايريده أو مايدور في مخيلته.ومثال آخر نجد الأطفال في سن الرابعة أو الخامسة يميلوا إلى اللعب بالكرة ولكن خوف الأهل عليهم من الاصابه تمنعهم من التمتع بهذه اللعبة المسلية والتي كثيرا مايستخدم فيها الأطفال الصراخ وتبادل الكلمات السعيدة بالنصر مثل كلمة «جول»والذي يسمعوها من الكبار .وأثناء اللعب بالكره تبرز كلمات كثيرة يتبادلها الأطفال وتقوي لديهم الكلام .اوكد مره أخرى إن تأخر في المهارات يتجاوز فيه الفرق بين مستوى الطفل والمستوى الطبيعي يجب إلا يتجاوز «12-6»شهرا ،فبعد ذلك تصبح مشكلة يجب التنبه إليها وخاصة عندما يتأخر النطق عندما يبلغ سن الطفل أربع سنوات ،وهذه بعض الأمثلة على ذلك ،الطفل الذي لايلتفت إلى مصدر الصوت أو لا يجفل بهذا لأي صوت بشري قد يكون في الواقع لايسمع هذه الأصوات ولذلك لايستجيب لها .أما إذا وصل الطفل مثلا لعمر سنتين أو أكثر ولا يزال يستخدم كلمات منفردة أو متقاطعة في الحديث ،يجب على الأهل تدريبه على نطق الجمل القصيرة والمعبرة نطقا صحيحا ،لأننا نجد في الأسرة اليمنية بالذات نجد الجدة أو الأم الغير متعلمة تدرب الطفل كلمات غير صحيحة مثل«لايوجد»تقول له«بابح».إن هذه الكلمات تعرقل النطق الصحيح عند الطفل ،وتؤدي إلى عدم وضوح الكلام عند الأطفال.وهناك أطفال توجد لديهم وهم في سن الخامسة عدم وضوح الكلام فقد تكون دلالة على مشكلة عدم تناسق الكلمات ،ورغم أن مشكلة تدعى عدم تناسق الجمل عند الأطفال تتطلب التدريب المبكر ومساعدة الطفل على الاستماع للاغاني والموسيقى ومشاهدة مسرح العرائس حيث يستمع الطفل إلى الحيوانات التي تنطق الكلمات الصحيحة فتساعده على النطق ،ومن البرامج التلفزيونية المشهورة والتي توقفت حاليا (برنامج افتح ياسمسم )هذا البرنامج المشهور الذي كان يساعد الأطفال على النطق الصحيح ،نتمنى إعادة هذا البرنامج وتقديم برامج شبيهة له.وأحب أن اشرير هنا إلى وجود مشاكل كبيرة في النطق وتلعب الموسيقى والأغنية دورا هاما في حياة الأطفال خاصة في تدريبهم على الكلمات العذبة التي تشرح صدر المستمع لها.