
فقد خرجت حرائر عدن من بيوتهن الى ساحة الحرية (ساحة العروض) لاستعادة حقوق سلبت من المواطن (البسيط) من قبل القائمين على قيادة دفة أمورنا الحاكمة سواء بتعمد او غير ذلك، وفي الاخير المتضرر هو المواطن الذي لا يملك سوى قوت يومه فقط.. ويظل منتظراً للفرج الذي طال انتظاره.. في حين لاشيء يلوح بالافق مبشراً بالانفراج غير هرطقات اعلامية من هنا او هناك.
ان الفعالية النسوية المطالبة بالحقوق الخدمية والكرامة والعدالة في العيش السوي.. ليست بجديد على المرأة الجنوبية، فقد سبقتهن امهاتهن من حرائر الجنوب للوقوف في الصفوف الاولى لمجابهة الاستعمار البريطاني وقيادتهن للمسيرات الطلابية والنسائية، وقد تخطى ذلك بحمل السلاح وتهريبه الى اشقائهن بالنضال في فترة زمنية غابرة.. وهاهو اليوم يتكرر المشهد بالخروج السلمي الواعي والمنظم، الأمر الذي يجب ان نرفع لهن القبعات والانحناء تقديرا واحتراما لكافة بناتنا واخواتنا منظمات الفعالية والمشاركات فيها.. اللواتي خرجن منضبطات متآزرات الى ساحة التعبير السلمي في خورمكسر.. فلم يقطعن طريقا ولا رفعن شعارات معادية.. وانما كان الاسلوب حضاري في رفع الصوت والتعبير عن معاناة شعب مكلوم بكل رقي وثقافة واقتدار.. فحاولن ان يمنعن تسييس الفعالية، والنزول بنسيج اجتماعي وشعبي واحد يحمل معاناة واحدة يعاني منها الجنوبيون عامة وعدن خاصة.. مع احترامنا لاخواتنا في كل محافظات الجنوب.
فكانت الفعالية ناجحة بكل مقابيس النجاح.. ففيهن المتحزبات والمناصرات والناشطات ولكنهن خلعن كل مشاربهن واتجاهاتهن لينضوين تحت راية واحدة (المعاناة تجمعنا وارضنا الحبيبة عدن تحتضننا) باسم عدن وليس تحت راية او حزب معين.. رغم محاولة جر الفعالية من مطالب حقوقية الى التسييس ضد حزب او احزاب اخرى.. لاثارة الفتنة بين حرائر عدن وتمزيق النسيج المجتمعي المتجانس في عدن.. ولكن الحرائر المنظمات للفعالية كُنّ يدركن ان هناك من يحاول تعكير التجمع النسوي الكبير وجره الى فتنة بين شقيقات الدم الواحد.. فتمكنَّ من احتواء الاشكاليات بوعي وادراك ينم عن ثقافة وحضارة هذه المدينة العريقة.
فلاننسى هنا دور رجال امن عدن والاجهزة الامنية التي تعاملت مع الفعالية بكل جدارة واقتدار وضبط نفس.. مما عكس وعياً وادراكاً لحساسية الاحتقان الشعبي وأن الفعالية سلمية فهؤلاء اخواتهم وامهاتم.. فهم ايضا جزء اساسي من الشعب الجنوبي.. فنقول لهم شكرا ألف شكر لحمايتكم هذه الفعالية.
في الاخير نقول لاخواتنا وبناتنا: الف الف مبروك نجاح فعاليتكن في ايصال الصوت الى المحيط الاقليمي والداخلي والدولي.. لا سكوت على الظلم والجور بعد اليوم وليراجع الجميع حساباته.