غضون
- لدى الحزب الحاكم في بلادنا أخطاء كثيرة, بحكم أنه يتولى مسؤوليات واسعة وكبيرة ابتداءً برئاسة الدولة والحكومة مروراً بأغلبية في مجلس النواب وانتهاءً بأغلبية المحافظين, ولكن أغلبية المواطنين يفضلون هؤلاء المخطئين دائماً, كونهم أفضل من الذين يرتكبون أخطاء بالجملة وهم لا يزالون بعيدين عن الحكم .. فقد رزق الله المؤتمر الشعبي الحاكم بأحزاب معارضة تتصرف بوصفها مجموعة من الناس الهزليين وغير الجادين, ويظهرون أنفسهم للناس بمظهر من لا يوثق به في إدارة سوق قات فما بالك بإدارة شؤون دولة!- المعارضة في كل بلاد الدنيا ترشد السلطة وتستغل ضعف أفكارها وبرامجها وأدائها وتقدم بدائل أفضل لكي تقنع المواطنين أنها بديل أفضل, وعندنا تتولى المعارضة وظيفة إعاقة الحكومة وإحصاء أخطائها لمجرد المتاجرة بها وليس لتصويبها, وترتكب أخطاء يومية أكثر من السلطة, ولا تقدم رؤية جديدة ولا أفكاراً يمكن الاستفادة منها, ولم تحاول مرة أن تفعل شيئاً تتفوق به على السلطة .. فهل مثل هذه المعارضة يمكن أن تكون بديلاً للحاكمين في يوم من الأيام, وهي تجهد نفسها في إثبات قدرتها على إثارة الفزع لدى الناس, وهي تجاهر برفض القانون وهي تصر على تعكير السلم الاجتماعي؟- الأمين العام المساعد للحزب الحاكم / صادق أمين أبوراس, قال أمس أن المعارضة أو قل قيادتها تحصل على امتيازات وأموال من السلطة التنفيذية أكثر من تلك التي تحصل عليها قيادات الحزب الحاكم, وبالنسبة لي ليس هذا الكلام مفاجئاً ولا جديداً, وهو بالمناسبة صحيح وصدر عن إنسان جاد وسلوكه مثل اسمه وخبير إداري وسياسي أيضاً, وقيادات المعارضة التي تتذرع دوماً بأن الحزب الحاكم يفوز في الانتخابات بأموال ومقدرات الدولة, وهذا له جزء من الصحة طبعاً - عليها أن تتعفف, وعليها أن تترك الابتزاز, وأن تنتقل إلى طابور المطالبين بحماية المال العام «من صدق وصداقة, فكيف تريد الحكومة أن تغل يدها إلى عنقها بينما هذه المعارضة في كل حركاتها وسكناتها تهدف إلى الحصول على امتيازات وأموال في الصباح, وبعد الظهر تمثل أمام الشعب دور المعارضة؟.