لدى اختتام ندوة «ثقافة التسامح» :
صنعاء/متابعات: أكد المشاركون في ختام الندوة الوطنية حول ثقافة التسامح الديني والسياسي في اليمن المنعقدة في العاصمة صنعاء على ضرورة نبذ العنف والتطرف وتكريس ثقافة التسامح الديني والسياسي في اليمن مع مد المجتمع لجسور ثقافة الحوار والقبول بالرأي الأخر كأساس ومنطلق لتدعيم الأمن والاستقرار السياسي والديني وهو ما يوفر البيئة الخصبة للتنمية الشاملة في اليمن.وقد بدأت الندوة في يومها الثاني والأخير بالعديد من أوراق العمل المقدمة من الإخوة المشاركين.أكد الاستاذ نصر طه مصطفي نقيب الصحفيين اليمنيين في ورقة عمله على النهج ألتسامحي في سلوك الرئيس علي عبدالله صالح الذي لم يكن نابعاً من ضعف أو اصطناع أو مداهنة بل عن قناعة و إيمان وسلوك أصيل. مستعرضاً في سياق حديثه الحركات المناهضة التي شنت العديد من المعارك من قبل المجموعات اليسارية في المناطق الوسطي وما صاحب حقبة الثمانينات من فرص ناصعة للتعددية المعلنة وصدور عدد من الصحف التي تمثل الأحزاب الرئيسية والتي دلت على الرؤية الثاقبة لإدراك حقائق الواقع. وكذا مرت به عملية الانفصال من إصدار العفو العام عن جميع العناصر المتورطة في حرب الانفصال والغاء الأحكام الصادرة بحق ما عرف بمجموعة (الست عشر) وقيام فخامته بأجراء تعديلات على قانون الصحافة بما يكفل إلغاء عقوبة الحبس ضد الصحفيين ليؤكد منهجية التسامح كقيمة سياسية وأخلاقية ظلت ثابتة لم تتغير طوال أكثر من ربع قرن .من جانبه قدم الدكتور عبد الرحمن السالم رئيس مجلة «التسامح» العمانية ورقة كانت مقدمة الندوة تناولت الظروف والمناخات التي أدت إلى توسيع الأفاق الرحبة في الحريات الدينية في اليمن وتعايش اليمنيين وتسامحهم مع الأديان الأخرى منذ القدم والذي أعطى لليمن صفة الديمقراطية التسامحية . كما أوضح الدكتور علوي عبد الله طاهر أستاذ في جامعة عدن الحاضرين في ورقته آن المعلومات المدلاة من قبله في الندوة ليست مدونة وإنما هي منتقاة من أفواه كبار السن تطرح موضوع التسامح الديني في اليمن وأوجه ذلك في احتكاك اليمانيين في المهجر منذ القدم في إشاعتها بين الحضارات الأخرى كبريطانيا وجنوب آسيا والهند في حين أكد الاستاذ عبدالله هاشم السياني في ورقة عمله أن ثقافة التسامح تفاعل جمعي وليس فردياً وأنها لم تكن حالة معينة أو فترة عابرة وإنما امتداد لأزمنة عابرة مازالت بصماتها حاضرة للعيان حتى اليوم. وقام السياني بسرد مبسط لمبدأ التسامح في اليمن منذ بدء الرسالات السماوية بدءاً بالديانة اليهودية والحكمة اليمانية المتجذرة بالتسامح الديني الذي مثلته ملكة سبأ أثناء الدخول في ديانة سليمان عليه السلام والديانة التطرفية في اليمن وأحداث الـ70 سنة مع دخول الأحباش اليمن وكان نصارى نجران أول من استجاب للنداء الإسلامي كمؤشر لثقافة التسامح الديني لدى اليمنيين في مواجهة الدين الإسلامي آنذاك. هذا وقد وجه المشاركون في الندوة بالإجماع نداءً عاجلاً تحت عنوان«دعوة للتسامح» تضمنت عدداً من النقاط تتناول إشاعة روح التنافس الهادف كان من أهم بنودها إحياء الحوار بين الأديان وان يتخذ عنوان جديد يتبنى حواراً بين المرجعيات الدينية والعمل على فض الاشتباك السياسي والديني وعدم فرض وصف معين من البعض على البعض الأخر مع التأكيد على أن التطرف لا أهل له ولا دين ولا وطن وكذا مراجعة بعض المفاهيم التي لا تتطابق مع بعض المفاهيم ودعوة كافة الفعاليات من المنظمات والأحزاب والهيئات الشعبية بصورة مباشرة وغير مباشرة لتشكيل الرأي العام إلى التعايش السلمي الذي يخدم التعايش السلمي الاجتماعي المحلي والعالمي وقد ألقيت العديد من المداخلات من قبل المشاركين شخصت واقع الصراعات في الحاضر القديم وعكست المشاكل والصعوبات والجزئيات المتراكمة والمؤثرة في تنامي المصادر السيئة من تلك الصراعات وسبل شرحها في المجتمع وتفكيكها للوصول إلى ثقافة التسامح الديني السياسي المنشود في اليمن.