تتوهم بعض الأحزاب السياسية خاصة أحزاب العجنة الغريبة (اللقاء المشترك) أن مقاطعتها للانتخابات النيابية القادمة المقرر أجراؤها دستورياً في نهاية إبريل العام القادم. سوف يفشل إجراءها أو كما تطالب هذه الأحزاب تأجيلها.القارئ للواقع السياسي في اليمن منذ إعادة توحيده في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م سيدرك دون عناء التركيز على مثل هذه الأوهام التي فشلت في أكثر من انتخابات سابقة (رئاسية، برلمانية ومحلية) بأن الانتخابات هي أهم ركيزة من ركائز الديمقراطية التي أختارها الشعب كخيار لاعودة عنه في تحقيق الوحدة وحمايتها، باعتبار الانتخابات شرط رئيسي للتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع يكون الشعب وحده هو من يملك الحق الدستوري عبرها باختيار من يقوده ويقود البلاد، والأحزاب ماهي إلا وسيلة وليست غاية فالشعب هو الذي سينتخب والمعني الأول بهذه الانتخابات، من هنا فإن تكرار دعوات (المشترك) بالمقاطعة لن تضر بالتجربة الديمقراطية على العكس فان المقاطعين سيكونون وحدهم هم الخاسرون وليس الانتخابات، ولعل تجربة مقاطعة الحزب الاشتراكي في الانتخابات النيابية عام 1979م خير دليل على مثل هذا الخسران، لأنه وكما قال فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ـ حفظة الله ورعاه ـ “ إن أنت قاطعت أنت تحكم على نفسك بالنهاية، إذا مالم تدخل اللعبة السياسية فهذا يعني أنك خرجت منها”. وهذا القول واضح وصريح يؤكد أن الانتخابات هي خيار الشعب وهو مالكها.من نافل القول فأننا ومن خلال تجربتنا السابقة مع هذه الأحزاب في الانتخابات السابقة فأنها لن تقاطع وكل مافي الأمر هو “الابتزاز” والتغطية المسبقة على الفشل الذي ستناله في صناديق الاقتراع لان الناخبين يمتلكون الوعي والتجربة والقراءة الصحيحة لتاريخ الأحزاب ويعرفون أن أصواتهم أمانة في اعناقهم لبناء الوطن.من هنا والكثير من الحقائق والشواهد التي يعرفها كل أبناء شعبنا، فأننا وكما دعا فخامة الرئيس كل الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني أن تمارس حقها الدستوري في اختيار طريق المستقبل بدلاً من أساليب الابتزاز والمراوغة التي لن تضر إلا الأحزاب نفسها فالانتخابات البرلمانية ستجري في موعدها ـ إن شاء الله ـ وكل الجهود المبذولة حالياً من قبل اللجنة العليا للانتخابات التي انتخبها الشعب عبر مجلس النواب تنصب في هذا الاتجاه ومامحاولات المهزومين والحاقدين على الوطن والوحدة والديمقراطية وحتى على أنفسهم في عرقلة الإجراءات الدستورية والديمقراطية لإجراء الانتخابات، سوف تنهزم كما هزمت محاولاتهم السابقة.. مع تحذيرنا بأن اللعب بالنار سيحرق اللاعبين وليس الانتخابات.
|
تقارير
الانتخابات للشعب..
أخبار متعلقة