غضون
- بيانات التنديد والاستنكار والإدانة لذلك الهجوم الإرهابي الذي نفذه أحد عناصر تنظيم القاعدة في سيئون لاتزال تصدر تباعاً.. الحكومة ومجلس الشورى والحزب الحاكم وأحزاب المعارضة والأحزاب الموالية والمنظمات غير الحكومية وخطباء مساجد وبعض رجال الدين.. الجميع يندد ويستنكر ويدين، وهذا مطلوب وهو جيد أيضاً.. لكن ما هو عملي هو المفيد دائماً.. فكل هذه البيانات والخطب لا تضر الإرهابيين في شيء ولن تدفعهم حتى للخجل من أفعالهم، ولن تحول دون بقاء البنى الأساسية للإرهاب قائمة.- هذه البيانات كلها لا تساوي ما قام به شخص واحد.. هو الجندي نبيل جعيم الذي استشهد عند بوابة مقر إدارة الأمن بسيئون في سبيل منع الإرهابي أحمد المشجري من تحقيق هدف تنظيم القاعدة في قتل أكبر عدد من الناس من خلال ذلك الهجوم.- تقول الرواية إن الانتحاري الذي كان يقود السيارة المفخخة ماركة كيا موديل 2003م بسرعة عالية كان يحاول اختراق الحاجز الأول للوصول إلى الداخل وقتل أكبر عدد من الجنود والمواطنين وإلحاق دمار هائل، لكن الجندي نبيل أطلق النار على الانتحاري، فسارع هذا الأخير إلى تفجير السيارة للقبول بما هو ممكن بدلاً من الموت انتحاراً دون أن يذهب إلى الجحيم صفر اليدين من الأرواح، وبذلك قلل الجندي من الخسائر في الأرواح والأموال، واستشهد رحمه الله ولعن قاتله.- نحتاج إلى مواقف عملية مثل موقف نبيل وعندها سنغلب الإرهابيين بسهولة وبسرعة، والمواقف العملية تكمن في العمل كل من جهته وميدانه على تجفيف منابع الإرهاب.. المنابع الثقافية.. المصادر المالية.. حرمانهم من الملاذ الآمن.. التعاون مع سلطات الأمن لكشف ظهور ووجوه وعورات الإرهابيين.. تصوروا أن عرابي تنظيم القاعدة استطاعوا اقناع طالب في كلية الطب هو هذا المشجري، أقنعوه بأن عليه أن ينتحر ويأخذ معه أرواح أبرياء بزعم الثأر لشخص اسمه عبدالله الناشري.. وقد حدثتكم قبل أيام عن هذا الناشري، فهو قاتل المتطوعات الثلاث العاملات في دار المسنات بالحديدة، وقد أدانه القضاء بارتكاب جريمة قتل عمد وحكم عليه بالموت.. وهاهم يقنعون المشجري أن يثأر لمجرم.. ألا يكفي هذا للاقتناع بأننا في مواجهة تنظيم يضم مجموعة من القتلة.. وأن علينا أن نقدم بالحركة والفعل والفكرة ما يتوجب علينا في هذه المواجهة.