الحب من أروع وأقدم القيم الإنسانية ،التي أسست للشراكة في نظام العلاقات ،ليس فقط بين البشر ، بل وبين كل الكائنات الحية كلها والحب هو سر البقاء والاستمرارية في الحياة في كل الحضارات والثقافات ، وما الكره والبغضاء والأحقاد إلا عوارض زائلة ، في مسار حياة البشر ،ولهذا كم نحن بحاجة إلى سياسة الحب كبديل لسياسة الحكومات والدول القائمة على افتعال التناقضات والنزاعات والحروب ،لتبقى هذه الحكومات جاثمة على صدور الناس إلى الأبد ، وهذا مسعى قائم للشعوب التواقة للحرية و الديمقراطية والمساواة والعدالة.وإذا كانت الأعياد الدينية والوطنية قد حددت بأيام معدودة من كل عام ، فأن عيد الحب نريده اوهو هكذا ينبغي أن يكون في كل لحظة وفي كل يوم ،وليس فقط في 14من فبراير من كل عام ،لتكون كل لحظات أيامنا أعياد حب ، باعتبار الحب هو إكسير الحياة الأزلية والأبدية ، فيه نقبل على عملنا مع زملائنا بحب وكذا مع زملائنا في الدراسة ، ومع كل الآخرين في نظام علاقاتنا الاجتماعية المختلفة ، وليس فقط مع من نعشق ونحب من النساء والرجال ،أوفي علاقة الذكور بالإناث من بقية الكائنات الحية ،فالحب يدعو إلى سياسة التعاون والتسامح والمشاركة وكذا التكامل بين الأطراف المشمولين بالحب .فالحب يقتضي المسؤولية المشتركة ، وينفي أي شكل من أشكال الوصاية والهيمنة والطغيان والإنفراد بالقرار أو الاستبداد بالرأي من قبل طرف تجاه الطرف الآخر ،سواء في إطار الجماعات الصغيرة كالأسرة أو المدرسة أو مرفق العمل ، أو في إطار المنظمات الاجتماعية الكبيرة كالنقابات والأحزاب أو على صعيد هيئات الدولة المختلفة ، فبهذا فقط نؤسس للنظام الاجتماعي الأمثل في كل مناطق عالمنا الجديد والمنشود، فهي مهمة مطروحة أمام البشرية قاطبة ولايمكن تجزئتها ، ولن نكتفي بقشور الاحتفاء بعيد الحب بلبس الأحمر وتبادل الورود أوشرب الأنخاب وممارسة الرقص مرة واحدة في العام فقط .إن نشر ثقافة الحب بين بني البشر هو المدخل التاريخي الوحيد لمطاردة الغزاة والمحتلين القدامى والجدد وأزلامهم وعملائهم ومرتزقتهم الذين يعكرون صفو حياتنا بأزيز الرصاص والقنابل والصواريخ التي تفرق بيننا وتجعلنا نتقاتل كقبائل وعشائر وطوائف ومناطق وبلدان ليتسنى لهم سرقة ثرواتنا وإفقارنا ، وبالتالي الخضوع الدائم لمشيئتهم ، بينما سياسة الحب تقتضي توجيه سهامنا مجتمعين إلى نحور أعداء الحب والتسامح بأن لانستجيب لمشيئتهم ونقطع الطريق عليهم بأن نتوحد بالحب ونعيش به ومن أجله وحتماً نحن المنتصرون في الأخير.
عيد الحب
أخبار متعلقة