التأكيد على تضافر الجهود لمكافحة الفساد
صنعاء/ عبدالواحد الضراب :أقامت منظمة ( صحفيات بلاحدود ) صباح أمس بصنعاء ندوة بعنوان (نحو شراكة فاعلة وأدوار حقيقية في مكافحة الفساد وتعزيز مبادئ الحكم الرشيد) شارك فيها نخبة من المثقفين والسياسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني. وفي الندوة ألقت رئيس منظمة (صحفيات بلاحدود) توكل كرمان كلمة أكدت فيها أهمية تضافر الجهود من أجل مكافحة الفساد باعتباره آفة خطيرة تستدعي وضع آليات وخطط لمكافحتها.وقالت إن الطريق إلى الإصلاحات هو في يد الدولة وعلى الإعلاميين والمفكرين والسياسيين وأفراد المجتمع القيام بدورهم في هذا الاتجاه. وأضاف أنه لابد من الشفافية والمساءلة في كل المؤسسات الحكومية حتى نستطيع الوصول إلى الحكم الرشيد، مشددة على دور الصحافة والإعلام في مكافحة الفساد والوصول إلى المعلومة الصحيحة والسليمة. من جانبه أشار الملحق الثقافي والإعلامي بالسفارة الأمريكية راين جليها إلى أن مهمة مكافحة الفساد لاتقع على عاتق المؤسسات الحكومية فقط ولكن يجب التحالف من قبل الصحافة والناشطين في منظمات المجتمع المدني لدحر الفساد.. مبدياً استعداد السفارة الأمريكية لمساعدة اليمن في حربها على الفساد .. ومؤكداً أن على الحكومة المضي قدماً في الإصلاحات السياسية وذلك من خلال وجود إعلام حر ومنفتح وكذا وجود مجتمع تسوده انتخابات حرة ونزيهة.وفي الندوة قدمت أربع أوراق عمل ، الأولى بعنوان( الدور الرسمي والمتطلبات المؤسساتية الفاعلة لمكافحة الفساد) قدمها عز الدين الأصبحي رئيس قطاع منظمات المجتمع المدني في هيئة مكافحة الفساد. أشار فيها إلى أن انتشار الفساد في أي بلد يعمل على ضرب البناء الديمقراطي وإلغاء دولة القانون والمؤسسات ، وأن عملية مكافحته تتطلب منا التمسك بمبادئ الحكم الرشيد وبناء دولة المؤسسات ، كما تناول فيها المعيقات الأساسية للشراكة المجتمعية في مكافحة الفساد والخطوات التي تؤدي إلى محاربة الفساد، فيما تناولت الورقة الثانية التي قدمها أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور فؤاد الصلاحي (الشراكة المجتمعية في مكافحة الفساد) حدد فيها الركائز للشراكة المجتمعية وتحديد مفهوم الشراكة ، أما الورقة الثالثة التي كانت بعنوان (دور الصحافة في مكافحة الفساد) لنبيل عبدالرب فقد تناولت أهمية دور الإعلام في محاربة الفساد وذلك من خلال كشف وقائع الفساد وخلق رأي عام ضاغط تجاه قضايا الفساد، وكذا التوعية بمخاطره ، بالإضافة إلى خلق ثقافة مناهضة للفساد ، وقدم محمد المخلافي الورقة الرابعة بعنوان (دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفساد) أشار فيها إلى أن مهمة منظمات المجتمع المدني ليست عادية وهي تندرج ضمن العمل الشامل والسياسي وبالتالي فإن مكافحة الفساد تحتاج إلى جبهة متمثلة بالأحزاب السياسية والإعلام الحر وذلك لمكافحة الفساد، ودعا المخلافي في ورقته إلى وجود منظمات متخصصة تعمل في مجال مكافحة الفساد بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الرسمية. كما أثريت الندوة بالعديد من المداخلات ، حيث أكد محمد الأفندي من حزب الإصلاح في مداخلته أهمية وجود رؤية شاملة عن الفساد والإ سنظل ندور في حلقه مفرغة ، وقال إن الفساد قد أصبح منهجياً في مؤسسات الدولة ولابد من محاربته .. فيما تساءل عبدالملك المخلافي : هل الفساد فضية قيمية أخلاقية أم قضية سياسية؟ وهل الديمقراطية الناقصة تستطيع أن تكافح الفساد؟ .. فاعتبر أن الفساد قضية سياسية ولا تستطيع الديمقراطية الناشئة مكافحته، وقال إن النضال من اجل ديمقراطية حقيقية هو نضال ضد الفساد.أما الدكتور فتحي العزب فقد عاتب أصحاب أوراق العمل التي قدمت للندوة وقال إنها لم تلامس الجذور الأساسية للفساد ومنابعه، واعتبر أن الفساد عبارة عن نتائج لسياسات ذات شقين هما (احتكار السلطة) الذي أدى إلى الفساد السياسي وكذا الفساد المالي الناتج عن (احتكار الثروة) ، وقال في مداخلته إن الحكم الرشيد يحتاج إلى مجتمع رشيد وإرادة سياسية مجتمعية قوية ، وأكد العزب أن هناك فساداً آخر يتمثل في فساد الأحزاب بسكوتها وضعفها ومداهنتها وفساد المجتمع المتعايش مع هذا الفساد والراضي عنه، كما قدمت مداخلات عديدة من قبل الحاضرين صبت في هذا الموضوع.