التقاه / محمد سالم الجداسي يشهد مكتب الواجبات الزكوية بمحافظة مأرب نشاطات مكثفة وأعمالاً ميدانية واسعة على مستوى المديريات لتحصيل الإيرادات الزكوية للعام الهجري 1430هـ حيث وضع المكتب خطة كاملة لرفع مستوى التحصيل بالتعاون والتنسيق مع المجالس المحلية ومكتب المالية بالمحافظة. وخلال العام المنصرم 1429هـ حقق المكتب إيرادات مشجعة بلغت أكثر من 25 مليون ريال وبنسبة زيادة عن الأعوام السابقة بلغت 99 % ومن خلال الجهود المبذولة من قبل مكتب الواجبات الزكوية لهذا يتم العمل على رفع مستوى الإيرادات الزكوية. صحيفة 14 أكتوبر التقت بالشيخ الحسن بن مصطفى بن إسماعيل السليماني مدير عام الواجبات الزكوية بالمحافظة.. وهاكم تفاصيل اللقاء :ماهي الخطوات المتبعة لديكم في تحصيل الإيرادات الزكوية ؟ - الحمدلله وأصلي وأسلم على رسول ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد: فبداية اشكر الإخوة في صحيفة 14 أكتوبر على اهتمامهم بأمر الزكاة وتفعيلهم لذلك من الناحية الإعلامية ، أما عن سؤالك فهناك عدة خطوات اتخذناها لتحصيل الزكاة، من أهمها مايلي : أ/ الخطوات القانونية المعروفة من إرسال الإخطارات للمكلفين لتقديم إقراراتهم ، ومن ثم تحديد الربط الزكوي على المكلف ثم بدء عملية التحصيل. ب/ تحرير مذكرات لاسيما لكبار المكلفين والشخصيات الاجتماعية تتضمن بيانا موجزاً لأهمية الزكاة، وطلب مبادرتهم بأداء زكاتهم للدولة. ج/ القيام بالتوعية الزكوية من خلال : الخطباء والمرشدين والمطويات التوعوية والندوات والمحاضرات واللقاءات المختلفة. د/ من ناحية زكاة الفطر فيما يخص الموظفين تم تحرير مذكرات للإخوة/ مدراء عموم المكاتب التنفيذية والمديريات تتضمن طلب تقديم كل موظف إقرارا بعدد الأنفس التي يعولها وذلك عند استلامه مرتب شهر أغسطس ، ثم يتم اقتطاع الزكاة الواجبة عليه من مرتب شهر سبتمبر أما مايخص المواطنين فيقومس مدراء الفروع بتعيين أمناء في الأحياء والعزل والقرى يتولون عملية تحصيل زكاة الفطر من الناس. ماذا بشأن اللجان الميدانية ؟ - يتم في إطار كل مديريات تشكيل لجنة عليا برئاسة مدير المديرية تشرف على عملية التحصيل وحل المشاكل التي تواجه المتحصلين ويكون لها أمين صندوق ويتفرع عنها لجان ميدانية بحسب حاجة المديرية تضم رئيساً ومسؤول تحصيل ومسؤول ربط وتحدد أماكن مباشرة كل لجنة ، وفي نهاية التحصيل تسلم اللجان الميدانية مالديها من مبالغ إلى أمين صندوق اللجنة الإشرافية بموجب حافظة توريد ثم يقوم أمين الصندوق بتوريد المبالغ إلى فرع البنك المركزي في اليوم التالي مباشرة أو خلال أسبوع لمن كان بعيداً عن مركز المحافظة بموجب حوافظ توريد إلى الحسابات المختصة ( محلي / مشترك ). هل هناك خطوات إجرائية بحق الممتنعين؟ - لابد من أن نأخذ في الاعتبار طبيعة المحافظة وهيكلها الاجتماعي ونحن في المكتب العام نتبع سياسة التوعية والإقناع، لأننا رأينا أنها الأسلوب النافع الذي يؤدي إلى المطلوب من دون أضرار أو عداوات. والمتلاعبون والممتنعون عن أداء الزكاة قليل ولله الحمد فكثير من الناس فيهم خير وعندهم تجاوب وإذا وجد الممتنع فإننا نسلك معه سبيل التوعية والنصيحة ونرسل إليه من يؤثر فيه ويقنعه بدفع زكاة ماله للدولة فإذا أغلقت أمامنا الأبواب فإننا نسلك السبيل القانوني المعروف بإخطاره بالربط الواجب عليه، فإذا لم يقدم ما يثبت خلاف ذلك خلال المدة المحددة فإنه يحال إلى نيابة الأموال العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. كيف تقيمون مستوى الإيرادات الزكوية المحققة؟ - في العام السابق 2008م بلغت الإيرادات الزكوية (25) مليون ونصف مليون تقريباً ، فهناك ولله الحمد زيادة في الإيرادات مقارنة بالعام 2007م بنسبة 99 % تقريباً ، وذلك عائد إلى أسباب كثيرة من أهمها: وجود كادر يحظى بثقة الناس والتعامل معهم بالحسنى، وسلوك الوسائل المتعددة لرفع مستوى الإيرادات واختيار المحصلين الأكفاء أصحاب الأمانة والاستقامة.التعاون الملموس من بعض قيادات السلطة المحلية على مستوى المحافظة والمديريات.ج) ضبط الأمور في المكتب العام، ففي السابق وللأسف كانت هناك بعض التجاوزات مثل: تحصيل بعض المبالغ وعدم توريدها إلى الحسابات المختصة طرف البنك المركزي.د) تعاون كثير من المواطنين ومبادرتهم بدفع زكاة أموالهم للدولة.هـ) المتابعة المستمرة للمتحصلين لاتسمح بوجود مدورات كثيرة، وقد تم وضع آلية لتحصيل المدورات، إلا أنها قيد التنفيذ نظراً لعدم وجود النفقات الكافية لذلك.ماهي أهم الصعوبات لديكم؟- مكتب الواجبات حديث العهد، فقد مر بفترة إهمال عصيبة، ومنذ كلفت بالعمل في نهاية 2007م ونحن نسعى جاهدين لتطوير الأداء وتحسين مستوى العمل في شتى المجالات حسب الإمكانيات المتاحة لنا، ولاشك في إن المكتب في هذه المرحلة تواجهه عدة صعوبات وعوائق من أهمها ما يلي:ضآلة النفقات التشغيلية التي هي قوام الاعمال، ويرتكز عليها نجاح المهام في الغالب، فالنفقات المتاحة لنا لاتقوم بأقل المهام، ما يجعل القيام بالمهام على الوجه المطلوب صعب المنال والله المستعان.ب) قلة الموظفين ولا شك أن ذلك يجعل الحمل ثقيلاً على الكادر الموجود، ولاشك في أن توزيع المهام يؤدي إلى اتقان العمل، وأداء المهام على الوجه المطلوب، وقلة الموظفين يمنع من القيام بذلك.ج) ضعف التعاون من بعض الجهات المعنية، وضعف تجاوب بعض المكلفين، لاسيما بعض مسؤولي المحافظة وبعض الشخصيات الاجتماعية وكبار المكلفين.د) عدم توريد حصة المحافظة من زكاة كبار المكلفين واقتطاع زكاة الفطر على أفراد القوات المسلحة والأمن العاملين في نطاق المحافظة مركزياً.هـ) قلة الوعي لدى بعض أبناء المجتمع، مع وجود أناس يفتون بعدم وجوب الزكاة في بعض الأنواع الزكوية دون أن يكون لهم مستند جلي شرعاً أو قانوناً.وذكر الصعوبات والحلول يطول ذكره في هذه المقابلة السريعة، إلا أن من أهم الحلول المقترحة:أ) أن تقوم السلطة المحلية بالمحافظة والمديريات بواجبها على الوجه الصحيح، وان تذلل الصعوبات أمام المكتب وفروعه، وأن يبذلوا في سبيل أن يحصلوا على إيرادات أعلى.التفعيل المطلوب لدور مكتب الأوقاف ومكتب التربية ودور منظمات المجتمع المدني والخطباء والمرشدين والشخصيات الاجتماعية أن يقوم الجميع بواجبهم تجاه دينهم ووطنهم ومجتمعاتهم.العمل على توريد نصيب المحافظة وزكاة الفطر على أفراد القوات المسلحة والأمن .. الخ. الجانب التوعوي كيف تنظرون إليه؟- التوعية هي أهم أسباب لإقناع الناس، وهي السياسة المتبعة لدينا في المكتب العام، وللأسف أن التوعية الزكوية فيها ضعف ملاحظ، لانشغال مكتب الأوقاف والإرشاد بما هو أهم من التوعية الزكوية وعدم قيام كثير من الخطباء والمرشدين بواجبهم تجاه هذا الأمر الهام ..الخ.ومع ذلك فقد تم الاجتماع باصحاب الفضيلة العلماء، وأصدروا فتوى تبين شيئاً من أهمية الزكاة وفضلها ووجوب دفعها لولي الأمر، كون الدولة المسؤول الأول عن تلقي الزكاة وتحصيلها وتوزيعها على مستحقيها، كما تم الاجتماع مع المرشدين والخطباء سواء كانوا تابعين لمكتب الأوقاف والإرشاد رسمياً أم لا، وطلبنا منهم القيام بما يجب عليهم تجاه هذا الأمر، وأن يبينوا للناس فضل الزكاة ووجوب دفعها للدولة كونها الولي الشرعي، وتم توزيع فتوى العلماء على نطاقات واسعة. محافظة مأرب تحظى بالموارد الزكوية الكثيرة، وإن كنا نجد في بعضها شحاً في الآونة الأخيرة نظراً لقلة الأمطار، إلا أن أغلب الموارد التي يتم تحصيل الزكاة منها تتمثل في الحبوب والزروع والثمار والمواشي والمخضرات وعروض التجارة .. الخ.مادور السلطة المحلية في عملية التحصيل؟- أعضاء السلطة المحلية ينقسمون إلى أقسام:منهم من عنده رغبة وجدية في العمل وتطوير الأداء، ويمد يد العون، ويتابع ويسعى جاهداً لتذليل الصعاب.ومنهم من يسعى إلى رفع الإيرادات إلا أنه ليس مستعداً لبذل شيء في سبيل ذلك.ومنهم وللأسف من هو حجر عثرة أمام العمل، ويقدم المصالح الشخصية على المصلحة العامة.ونحن نتقدم بالشكر الجزيل لمن يبذل يد العون والمساعدة والنصح والتوجيه ونطلب ممن ليس كذلك أن يترك له بصمة خير يذكره التاريخ بها إذا رحل أو مات.هل من رسالة تود قولها في ختام هذا اللقاء؟- أحب أن أدعو جميع المكلفين لاسيما مسؤولي المحافظة والشخصيات الاجتماعية إلى المبادرة بدفع زكاة أموالهم لأنهم المستفيد الأول من ذلك، حيث يعود نفع الزكاة عليهم وعلى مناطقهم كما أدعو الجميع إلى التعاون معنا لتحقيق الأهداف العامة للمكتب التي تصب في مصلحة المحافظة وابنائها ونأمل من أعضاء السلطة المحلية أن يجعلوا المصلحة العامة شاكرين لكم مجدداً اهتمامكم وتعاونكم وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.