غضون
* سلطة القضاء لا تستحق هذا الهجوم والتشويه الذي تشنه عليها المعارضة أفراداً وأحزاباً، فهي تصور وكأن لا وظيفة لها سوى إصدار أحكام باطلة وغير قانونية وجائرة، وانها غير محايدة ولا مستقلة ولا نزيهة.. ولا .. ولا.. ولا..! هي تكون محل رضى عندما تصدر أحكام براءة فقط أو أحكاماً لصالح المعارضة ورجالها وضد خصومهم، وما عدا ذلك فالمحاكم كلها «كخة».. أيعقل أن تكون كل تلك الأحكام جائرة، ولم توفق المحاكم في حكم صائب طيلة هذه السنوات؟ فلا يوجد حكم قضائي واحد صحيح من تلك التي صدرت في غير صالحهم.. هكذا يقولون دائماً.. وكأن المطلوب من المحاكم أن تتخصص لإصدار أحكام براءة بحق كل خصم أو طرف في نزاع قضائي!.* لا أحد يقول إن سلطة القضاء منزهة وصائبة دائماً أو أن كل القضاة نزيهون وعادلون، فهي تقع في أخطاء، وهناك قضاة غير محترمين بدليل أن بعضهم يستجوبون في المجلس التأديبي وهناك حالات إيقاف عن العمل وحالات فصل وحالات إحالة إلى وظائف إدارية أو فنية، غير أن المحاكم أو سلطة القضاء ليست بهذا القدر من السوء الذي تحاول المعارضة ترسيخه في أذهان الناس، وهي لا تستحق هذا الهجوم والتشويه، ولا مصلحة لأحد في إضعاف القضاء، فهو ملجأ لنا للحصول على الانتصاف والحقوق، ويتعين قبول أحكامه ما دامت قانونية أو صادرة وفقاً للقوانين الجزائية والإجرائية والعقابية، خاصة بعد أن تغدو هذه الأحكام باتة، وبعد حصول أطراف النزاع على حق التقاضي وحق الدفاع والاستئناف والطعن.* لقد سيطرت نزعات «النفعية» على المعارضة بقوة في الفترة الأخيرة عندما يكون موقفها من القضاء وأحكامه، أنة قضاء جيد ونزيه وعادل فقط في الحالات التي تأتي الأحكام فيها لصالحهم، فيهبون إلى امتداح القضاء والإشادة بالقاضي وشجاعته وحسن تطبيق القانون، أما إذا الحكم لصالح خصومهم فهذا القضاء نفسه غير نافع ولا عادل، والقاضي غير محايد ولا شجاع حتى لو كان هو نفسه من أصدر الحكم في المرة الأولى.. وهذه النفعية لا تليق بأحزاب ومثقفين يتوقون إلى العدالة لأنفسهم ولغيرهم.