علماء وخطباء يؤكدون فوائد وثمار الزكاة الإيمانية والاجتماعية :
صنعاء / سبأ:اجمع علماء الإسلام على ثمار وفوائد الزكاة الإيمانية والاجتماعية ودورها في توحيد الأمة، وتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع، مقابل مخاطر منع الزكاة على المال وصاحبه.ولبيان فضائل الزكاة وثمارها وفوائدها الإيمانية والاجتماعية على الفرد والمجتمع، استطلعت وكالة الأنباء اليمنية/ سبأ / آراء عدد من علماء الدين .. حيث أكد إمام وخطيب جامع غزوة بدر الكبرى والمرشد الديني بوزارة الأوقاف الشيخ جبري إبراهيم حسن أن الزكاة مبنية على حماية الإسلام وحماية الإنسان وقد فرضت من أجل مصلحة البشرية جمعاء.وأوضح أن الزكاة فرضت لحماية المجتمع من الهزات الاقتصادية، والاجتماعية، وإشاعة التكافل بين أفراد المجتمع، ونشر روح المحبة والإخاء بين الأغنياء والفقراء .. مبينا ثمار وفوائد الزكاة الإيمانية منها حفظ الموارد الكثيرة التي لا يستهان بها والتي حددها الشرع في مصارف الزكاة الثمانية كما أمر الله.[c1] ثمار الزكاة الإيمانية[/c]ودلل جبري على أهمية ثمار الزكاة الإيمانية المتمثلة بحفظ المال وتنميته بقوله صلى الله عليه وسلم “ما نقص مال من صدقة بل تزد بل تزد بل تزد “ و لقوله تعالى “ قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها “وكذا قوله تعالى “ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم”.وأشار إلى أن الإيمان اعتبر مانع الزكاة مشركاً بالله لقوله تعالى “الذين لا يؤتون الزكاة من المشركين “.. كما توعد الله عز و جل مانع الزكاة بالعذاب الشديد حيث قال “ والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم “، و لنتأمل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول “ من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه، ثم يأخذ بهزمتيه، يعني شدقيه، ثم يقول أنا مالك أنا كنزك “.ولفت جبري إلى أن دفع الزكاة لمصارفها والى الجهة المخولة شرعاً (الدولة) يساهم في إعانة الدولة في تنفيذ مشاريعها وتخفيف الفقر وتوزيعها للضمان الاجتماعي حيث ستشمل نحو 90 % من أبناء المجتمع.[c1] ثمار الزكاة الاجتماعية [/c]فيما يقول إمام وخطيب جامع بلال الشيخ الدكتور عبد الرقيب عباد أنه لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى أهل اليمن أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنك لتهدي قوماً أهل كتاب، وأرشده إلى عمل يعمله في أهل اليمن وهو أن يدعوهم إلى التوحيد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذا الأمر يضبط العلاقة بين العبد وربه، فضبطت العلاقة والصلاة، وبقيت العلاقة بين العبد والعبد ، والإنسان المسلم، وأخيه المسلم.وأضاف “ لذلك أرشد وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل أن يخبر أهل اليمن أن الله عز و جل افترض عليهم زكاة في أموالهم، تأخذ من الأغنياء، و ترد للفقراء، كونها احد الأركان الهامة في الإسلام، وهذا أمر كتبه الله عز وجل للبشرية جمعاء .. مشيراً إلى أن الإسلام استطاع أن يقضي على ظاهرة طغيان الأغنياء وعدم إعطائهم للفقراء شيء بالزكاة، فالزكاة ليست منّة يّمن بها الغني على الخلق، بل هذا واجب عليه أن يخرجها من ماله.وبين إمام وخطيب جامع بلال أن أهم فوائد وثمار الزكاة الاجتماعية تحقيق الأمن والاستقرار بالمجتمع، فالغني يطهر أمواله لقوله تعالى” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم “ فهي مطهرة للنفس وحصن للمال، وكذا أن الفقير لا يشعر بالحرمان عندما يجد أن الغني يعطي من ماله الحق الذي فرضه الله عليه للفقير فيحس بالاطمئنان، وزرع الرحمة في نفوس الفقراء، ويسود المجتمع التوافق والتكافل الاجتماعي والتعاضد، والتراحم والتلاحم.وتابع إذا استأثر الغني ولم يعط هذا الواجب، فأن الفقير ينظر إليه نظرة حقد، الذي بدوره يزرع الكراهية والبغضاء في أوساط المجتمع وينتج عنه آثار وسلبيات كثيرة في المجتمع، فضلا عن أنها تمنع الجرائم والسرقات؛ لأن الفقراء إذا لم يجدوا ما يأتيهم و يسد حاجتهم, فسوف يتجهون إلى أي طريق لكي يسدوا حاجتهم.ويضيف كما أنها تمنع من حر النار يوم القيامة كما في الحديث ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة).. مبيناً أهمية الزكاة التي جعلها الله سبحان وتعالى في مصارف محدودة بقوله تعالى “ إنما الصدقات للفقراء والمساكين، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله “ هذا التقسيم الثماني الذي قسمها الله عز وجل على ثمانية أصناف يضمن للإسلام أن ينشر الخير والسعادة، ويسود في المجتمع أمن واستقرار ورخاء في كل أرجاء البلدان إذا صرفت الزكاة في مواردها ومصارفها الشرعية المحددة.وتطرق إمام وخطيب جامع بلال إلى تجربة السودان الناجحة التي رآها عام 1993م حين قام السودانيون بجمع الزكاة وشكلوا بها شبكة ضمان اجتماعي غير عادية، وأصبح كل فقير يستلم راتباً شهرياً من بيت الزكاة أو مؤسسة الزكاة.. داعياً بهذا الِشأن الحكومة اليمنية إلى إنشاء جهاز أو هيئة أو مؤسسة خاصة للزكاة حتى تساعد الدولة في تنفيذ برنامجها التنموي وتساعد الناس للعيش بسلام واطمئنان.وأضاف” لكي نستطيع أن نحقق الأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والأمني في المجتمع لابد لكل غني أو مؤسسة تجارية ملك النصاب وحال عليه الحول أن يؤدي الزكاة والحق المفروض طواعية من نفسه، ومن دون منة ، ممتثلاً لأمر الله عز وجل الذي أمر بإعطاء الزكاة وردها في المصارف المشروعة والمحددة بثمانية.وقال “ أن بعض الناس ، والتجار، والشركات والمؤسسات والبيوت والبنوك التجارية اليوم أصبحوا يتحايلون على الزكاة ولا يخرجون المقدار المحدد للزكاة وهو 2.5 % بالضبط يخادعون الله و هو خادعهم .. مؤكداً انه لو كان كل الأغنياء والتجار أدوا نصاب الزكاة المحدد باثنين ونصف بالمائة لما تبقى في اليمن فقيراً واحداً.منبهاً أن أي مؤسسة أو تاجر أو غني يمنع ويتحايل على الصدقة والزكاة فإن الله سيحبط عمله وأن الله لا يبارك له ولا ينمي أمواله بل يمحقها. وأردف قائلا إن العالم اليوم يشهد أزمة مالية واقتصادية، وارتفاع الأسعار الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة الفقر في المجتمعات، وأن ما يصيب القوم هو بما كسبت أنفسهم ولكي نحقق الحياة الآمنة علينا بالعمل الصالح وطاعة الله ورسوله وأن نمتثل لأمر الله عز وجل ونؤدي ما اوجب علينا وننهى عما نهى عنه لقوله تعالى “ من عمل صالحاً من ذكرٍ او أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة “ وفي المقابل يقول عز وجل “ ومن يعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى”. [c1] الزكاة ودورها في وحدة الأمة[/c]أما المرشد الديني بوزارة الأوقاف ومدير عام مكافحة التسول بأمانة العاصمة وإمام وخطيب جامع الخير الشيخ شرف القليصي فيشير إلى أهمية الزكاة كونها الركن الثالث في الإسلام وهي تطهير للأموال كما قال تعالى “ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم “ وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ أن الزكاة قرينة الصلاة ، وما ذكرت الصلاة في القران إلا وذكرت الزكاة لأهميتها ولدورها بالمجتمع، كقوله “ أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة.و أشار إلى أن الزكاة فرضت لترسيخ وحدة الأمة، وتراحمها وتعاطفها ولزرع الأخوة والتالف والمحبة، وإشاعة روح التسامح بين أوساط المجتمع. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، ولقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ). ولفت العلامة القليصي إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:” ما آمن من بات شبعان وجاره جائع “ و أيضا قوله “داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة “، وهنا دلالة واضحة وإشارة قوية لمعنى وقيمة الزكاة لمن يغفل عنها أو يقصر في أدائها.وأشار أمام وخطيب جامع الخير إلى أن الإنسان مستخلف في مال الله عز وجل والخلق يتعاقبون في الأرزاق فمنهم الغني القادر، ومنهم الفقير المعدم وذوو الحاجة، والزكاة تغرس في نفوس أصحابها المودة والمحبة والإخاء والتآلف والرحمة مع الآخرين.وأكد أن الزكاة تنمي خُلق السخاء والكرم والعطاء بين أفراد المجتمع، وذلك عندما يحس الغني بمعاناة غيره من الفقراء والمعسرين والمحتاجين وذوي الدخل المحدود، وعندما يعيش الغني مأساة إخوانه ومعاناتهم يعرف ويفهم الغاية من فرض الزكاة، ولماذا فرض الله الزكاة وذلك حتى لا تنفك عرى المجتمع وينفرط عقد الأخوة، وحتى لا تمتلئ قلوب الأغنياء قسوة وقلوب الضعفاء والمساكين حقداً وحسدا ويحاولون الانتقام من الآخر.وقال العلامة القليصي “ ما أجمل الإنفاق والبذل والعطاء وخاصة في هذا الشهر الكريم شهر الجود والإحسان وما أجمل أن يتطهر الإنسان من ذنوبه وأدرانه ويزكي لعمله ونفسه وماله وهي طهره للصائم وسبب لقبول الأعمال، وقوله تعالى “ ما نقص مال من صدقة “.