رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس يوم أمس الاحد.
القدس/14 أكتوبر / رويترز : عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم أمس الأحد عن أسفه إزاء الإعلان عن خطة استيطان يهودية تسببت في تعكير العلاقات مع واشنطن وتهدد إحياء محادثات السلام مع الفلسطينيين.وفي أول تعليقات علنية على ما وصفه معلقون اسرائيليون بأخطر ازمة يواجهها مع واشنطن منذ توليه مهام منصبه قبل عام لم يشر نتنياهو الى أنه سيستجيب للمطالب الفلسطينية بالغاء مشروع لبناء 1600 منزل استيطاني جديد.وقال نتنياهو في الاجتماع الاسبوعي لحكومته بعد تأنيب من وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون «اقترح الا نندفع وان نتحلى بالهدوء». وأضاف «كانت هناك حادثة تدعو للاسف هنا وقعت بحسن نية» . في اشارة الى اعلان وزارة الداخلية الاسرائيلية اعتزام البناء في منطقة بالضفة الغربية ضمتها اسرائيل للقدس وذلك خلال زيارة جو بايدن نائب الرئيس الامريكي للمنطقة الاسبوع الماضي.وتسبب توقيت الاعلان بعد موافقة الفلسطينيين على اجراء محادثات سلام غير مباشرة في حرج كبير لبايدن وأثار علامات استفهام بشأن امكانية أن تضر سياسة الاستيطان الاسرائيلية بالتعاون الامني الاسرائيلي الامريكي في مواجهة ايران.وفي اشارة إلى الإعلان الصادر عن وزارة الداخلية التي يسيطر عليها حزب شاس الديني الشريك في ائتلاف حكومي تسيطر عليه احزاب موالية للمستوطنين من بينها حزب الليكود بزعامته قال نتنياهو «كان مؤذيا وما كان يتعين أن يحدث بكل تأكيد» . وتوقع مسؤول أمريكي كبير «فترة صعبة هنا خلال الايام أو الاسابيع القادمة» مع مطلب الفلسطينيين العدول عن خطة الاستيطان.ويعود المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشيل إلى المنطقة في وقت لاحق هذا الاسبوع لمحاولة استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ ديسمبر كانون الاول 2008. ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف المفاوضات من دون تجميد اسرائيلي شامل لبناء المستوطنات.ووصف نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية تصريحات نتنياهو بأنها غير كافية للوفاء بما يتطلبه بدء المفاوضات.وأضاف «ان المطلوب هو الغاء القرار الاسرائيلي وعدم العودة الى سياسة الاستفزاز للجانب الفلسطيني» . وفي تصريحات حادة على نحو غير معتاد وصفت كلينتون سلوك اسرائيل بأنه « مهين» بسبب موافقتها على المشروع واعلانها عنه أثناء زيارة بايدن الذي ركز خلال زيارته على التزام واشنطن بأمن اسرائيل وبفرض عقوبات على ايران.ورغم تأكيد كلينتون أن علاقات واشنطن مع اسرائيل «ثابتة وقوية» فقد أبلغت نتنياهو في مكالمة هاتفية يوم الجمعة بضرورة العمل على اصلاح العلاقة.وأضاف نتنياهو انه كلف فريقا يضم مسؤولين كبارا ببحث التطورات التي سبقت الاعلان عن المشروع الاستيطاني «وضمان وجود اجراءات تحول دون حدوث مثل هذه الوقائع في المستقبل» .ولم يتضح على الفور ما اذا كان التحقيق سيسهم في عودة التناغم للعلاقات مع واشنطن بعد الخلاف الاخير بين نتنياهو والرئيس الامريكي باراك اوباما.وكتبت صحيفة معاريف واسعة الانتشار على صدر صفحتها الاولى وتحت رسم كارتوني يظهر أوباما يقوم بغلي نتنياهو في وعاء للطهي «في اللهيب».وكتب المعلق عالوف بن في صحيفة ها ارتس اليسارية ان نتنياهو بلغ «لحظة الحقيقة».وأضاف أن نتنياهو لابد أن يختار بين التعاون السياسي مع اليمين وحاجته الى الدعم الامريكي في وقف برنامج ايران النووي الذي يقول عنه الغرب انه لانتاج سلاح نووي فيما تنفي ايران هذا الاتهام.وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي أغضب نتنياهو المستوطنين وأنصارهم عندما أعلن تجميدا مدته عشرة شهور في بناء منازل جديدة بداية بمستوطنات الضفة الغربية بيد أنه استثنى القدس من المرسوم. واشادت واشنطن بالقرار.وقد اعتقل الجيش الإسرائيلي أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضفة الغربية الملاحقين بتهمة المسؤولية عن مقتل عشرات الإسرائيليين.وقال جيش الاحتلال إنه اعتقل الليلة الماضية قرب رام الله وسط الضفة ماهر عودة الذي كان يقود منذ نهاية التسعينيات خلية مسلحة لحماس بالضفة الغربية سبق لها أن نفذت عدة عمليات فدائية قتل فيها عشرات الإسرائيليين.ويعتبر عودة البالغ (47 عاما) أحد مؤسسي حركة حماس في منطقة رام الله وأحد قادة الجناح العسكري للحركة في تلك المنطقة. وكان بدأ نشاطه في هذا الجناح قبل نحو 20 عاما عندما أقام خلية في مسقط رأسه قرية عين يبرود إلى الشمال من رام الله. وقامت هذه الخلية بخطف فلسطينيين اشتبهت في قيامهم بالتعاون مع إسرائيل، وبجمع قطع أسلحة لعمليات هجومية ضد إسرائيل.وخضع عودة عام 1998 للتحقيق من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية وظل قيد الاعتقال في السجن الفلسطيني لمدة بضعة أشهر.وقالت حركة حماس في بيان إن عملية اعتقال عودة تمّت بعد مطاردة ساخنة ومعقدة وطويلة جداًً امتدت منذ أواخر التسعينيات. واعتبرت أن نجاح ضباط الشاباك في اختطاف الشيخ ماهر بعد فشلها عشرات المرات طيلة الفترة الماضية «ما كان ليتم لولا الجهود الأمنية الكبيرة التي مارستها أجهزة فتح في الضفة الغربية وتحديداً في محافظة رام الله لملاحقة الشيخ ماهر عودة والمقاومة بكل أطيافها».وأضافت أنّ نجاح الاحتلال في اختطاف القيادي عودة خلسة ليس إلا علامة جبن وغدر وخوف من المواجهة.وشددت على أن «المقاومة خيارنا الإستراتيجي وستنهض في الضفة قويةً رغم كلّ جراحها، وأنّ اعتقال القادة أو اغتيالهم ضريبةُ شرفٍ وثبات ندفعها بكلّ فخرٍ واعتزاز».من ناحية ثانية أعلن جيش الاحتلال تمديد إغلاق الضفة الغربية لمدة ثلاثة أيام أخرى وذلك حتى نهاية يوم غد الثلاثاء وذلك تحت ذريعة التحسب من وقوع أي احتجاجات فلسطينية جديدة.وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الجيش سيسمح للحالات الإنسانية بدخول إسرائيل وفقا لتصاريح تصدرها الإدارة المدنية.وفي السياق ذاته، قرر قائد شرطة لواء القدس الجنرال أهارون فرانكو أمس الأول السبت الإبقاء على القيود التي فرضت على دخول الرجال المسلمين المسجد الأقصى يوم أمس أيضا.وقال لن يسمح بدخول الحرم إلا للرجال البالغين خمسين عاماً من أعمارهم وما فوق من حاملي الهويات الزرق فيما لن تُفرض أي قيود على النساء. كما تقرر حظر دخول الزوار الحرم القدسي.وأضاف أن قوات الشرطة ستستمر في الانتشار بكثافة في محيط الحرم القدسي والبلدة القديمة وأحياء شرقي العاصمة عامة في ظل ورود معلومات استخباراتية تنذر بتواصل ما سماه أعمال شغب.