واشنطن/14 أكتوبر/جون وايتسايدز: إنها آخر علامات الاستفهام الكبيرة في السباق إلى البيت الأبيض أجريت حولها استطلاعات للرأي وخضعت للتحليل قرابة عامين ألا وهي.. من الذي سيتوجه إلى صناديق الاقتراع ليدلي بصوته؟ تتوقف نتيجة السباق بين الجمهوري جون مكين والديمقراطي باراك اوباما على تركيبة لا يمكن التكهن بها من الناخبين ستدلي بأصواتها في انتخابات الثلاثاء.. هل هم من الناخبين الجدد أم من الناخبين الشبان وهل هم من الناخبين السود أم من الضواحي أم ناخبون من البيض أم من أصول لاتينية أم ناخبون ريفيون أو حتى ناخبين مترددين؟ يتكهن مسئولون في كلتا الحملتين بنسبة مشاركة مرتفعة ارتفاعا قياسيا وتؤكد هذه التكهنات فيما يبدو زيادة في تسجيل الناخبين الجدد فضلا عن الصفوف الطويلة من أجل التصويت المبكر في أنحاء البلاد. لكن هذا الغموض الذي يلف تركيبة الناخبين الجدد وما إذا كانت نسبة المشاركة الكبيرة يمكن أن تحطم أنماط التصويت التاريخية أو أنها ستعززها إنما يلقي بظلال من الشك بشأن استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم اوباما المستمر على مكين. وقال ستيفن شير المحلل السياسي في كارلتون كوليدج مينيسوتا « مسألة من الذي سيذهب إلى صندوق الاقتراع أساسية لتحديد من سيصبح الرئيس القادم.» ويأمل اوباما في الحصول على دعم قوي من الناخبين الجدد والمترددين خاصة السود والشبان ليتجاوز إجمالي عدد الأصوات التي حصل عليها الديمقراطي جون كيري عام 2004 والتي بلغت 56 مليونا. لكن مسئولين في حملة مكين قالوا إنه ليس هناك دليل على أن زيادة نسبة الإقبال ستغير بالضرورة من تركيبة الناخبين أو كما يأملون فإنها ستغير النتيجة يوم الثلاثاء. وتكهن بيل مكينتيرف مسؤول استطلاع الرأي بحملة مكين بأن يشارك ما بين 130 و135 مليون ناخب بحلول يوم الثلاثاء وهو ما يزيد عن عددهم عام 2004 بعشرة ملايين وعنهم عام 2000 بمقدار 25 مليون ناخب. لكنه قال إن نسبة المشاركة تبدو أعلى في كل المجموعات السكانية مما يحتمل أن يحرم اوباما من أي أفضلية يكتسبها نتيجة لزيادة في عدد الناخبين السود والشبان. ويقول مكينتيرف «يجعلون من الصعوبة بمكان التكهن بهذا السباق... لكنه في المجمل متقارب جدا جدا.» وتشجع نتائج التصويت المبكر المسئولين في حملة اوباما. وذكر مسئولون في ولايات متأرجحة مثل فلوريدا وكولورادو ونيو مكسيكو ونورث كارولاينا أن عدد الناخبين الديمقراطيين الذين أدلوا بأصواتهم مبكرا تجاوز عدد الجمهوريين وفي بعض الحالات بفوارق اكبر من عام 2004. وفي كولورادو ونورث كارولاينا يزيد عدد الأصوات المبكرة التي تم الإدلاء بها عن إجمالي عدد الأصوات عام 2004 بقرابة النصف. وفي ولاية فلوريدا التي تشهد مواجهة مهمة جرى تمديد ساعات التصويت المبكر وتم الإدلاء بأكثر من ثلث إجمالي عدد الأصوات التي أدلي بها عام 2004. وقال ديفيد بلوف مدير حملة اوباما «يجري قذف النرد بينما نتحدث الآن. نعتقد أننا كسبنا أفضلية في كل تلك الولايات... وبالتالي فلن يكون على السناتور مكين يوم الانتخابات أن يفوز بالمعركة فحسب بل أن يفوز بها بشكل مقنع.» وأضاف أنه في نيفادا 43 في المئة من الديمقراطيين الذين أدلوا بأصواتهم مبكرا من الناخبين الجدد أو المترددين و19 في المائة من الديمقراطيين الذي صوتوا مبكرا في نورث كارولاينا لم يدلوا بأصواتهم قط في انتخابات رئاسية من قبل. وقال بلوف «خرجنا من دائرة النظريات نوعا ما في الكثير من تلك الولايات. بدأنا نرى كيف ستسير الانتخابات على الأرجح بناء على نمط التصويت المبكر.» وتابع بلوف أن اوباما متقدم في فلوريدا التي حسمت انتخابات عام 2000. وأضاف «من المؤكد أن أداءنا أفضل كثيرا مع الناخبين من أصول اسبانية في فلوريدا مما كان عليه الحال عام 2004 ونعتقد أنه أفضل من عام 2000 أيضا.» وتابع قائلا «نبلي بلاء حسنا جدا مع الناخبين الذين ترجع أصولهم الى بويرتوريكو وكولومبيا. أعتقد أننا نبلي جيدا بشكل مدهش مع الناخبين الشبان الذين تعود أصولهم إلى كوبا.» والناخبون من أصول كوبية أكثر محافظة تقليديا ويميلون إلى التصويت للجمهوريين. لكن مسئولين في حملة مكين قالوا إن الجمهوريين تكون لهم الصدارة عادة بين الناخبين المغتربين وتظهر أرقام التصويت المبكر تقليديا تأخرهم. وقال مايك دوهيم المدير السياسي لحملة مكين «نحن معتادون على العمل في مناخ يكون علينا فيه حشد دعم الديمقراطيين والمستقلين... لدينا ديمقراطيون محافظون ومستقلون نعتقد أنهم سيدلون بأصواتهم لمكين.» وفي حين توجد أدلة على زيادة نسبة المشاركة من السود فإن من الصعوبة بمكان التكهن بما سيفعله الناخبون الجدد. وأظهر تحليل لموقع اورلاندو سنتينل على الإنترنت عن التصويت المبكر في فلوريدا أن السود يمثلون ما يصل إلى 22 في المائة ممن يدلون بأصواتهم قبل يوم الانتخابات غير أنهم لا يمثلون إلا 13 في المائة فقط من الناخبين المسجلين بالولاية. لكن مشاركة الشبان كانت بأعداد منخفضة نسبيا حيث لم تتجاوز نسبة الناخبين المبكرين تحت سن 35 عاما 15 في المائة. وتمثل هذه المجموعة 25 في المائة من الناخبين المسجلين. وقال شير «أعتقد أن اوباما يحتاج لكلتا المجموعتين ويحتاجهما بأعداد كبيرة وتصويت (الناخبين) الشبان سؤال حقيقي.» وتدشن الحملتان الانتخابيتان مسعى لتشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم في الأيام الأخيرة. ويقوم الجمهوريون بتفعيل نسخة من خطة مشاركة الناخبين على مدار 72 ساعة التي جاءت لبوش بمكاسب هائلة عام 2004. وقال بلوف إن اوباما يعتمد على عدد هائل من «عدة ملايين» من الناخبين للمساعدة في حشد الأنصار، وأضاف «هدفنا هو التحدث إلى كل شخص نعتقد أنه من أنصار اوباما كل شخص في تلك الولايات.»