- تقول حكاية قديمة إن جمالاً حمل جمله وهم بالرحيل، ولكنه قبل ذلك أحب أن يستوضح رأي الجمل، فسأله: هل تفضل الصعود إلى المرتفعات أم الهبوط في المنحدرات؟ أجاب الجمل، لماذا أصعد أو أهبط.. هل زالت الصحراء والأرض المستوية من الوجود؟- كثير من المخططين والمسؤولين يتصرفون مثل هذا الجمال المذكور في الحكاية، يصعبون الأمور على أنفسهم وعلينا بأفكار وآراء كيميائية ويتجنبون الخيارات الممكنة التي تحقق الهدف من أقصر طريق وأقل جهد وتكلفة، وهناك اعتقاد بأن السهل هو شيء سخيف وأن المعقد هو العلمي والصحيح وهو اعتقاد خاطئ.. وهذا ينسحب أيضاً على بعض الكتاب الذين يعقدون الأمور على القارئ ليقال عنهم إنهم كتاب مثقفون ثقافة عالية.- لكي تنجز معاملة في الوزارة عليك أن تصعد وتنزل وتصول وتجول داخل المبنى وأن تنتظر وتروح وتجيء وأن تحتاط حتى لا تفلت ورقة من الملف، وأن تقوم بذلك كله حتى تجمع على عريضتك عشرين توقيعاً.. المختص يوقع والمدير يوقع والوكيل يوقع والنائب يوقع والوزير يوقع.. هذا في جولة الذهاب ثم مثله في جولة الإياب.- الذين وضعوا مثل هذا المخطط أو الدورة الدموية للمعاملة داخل الوزارة ارهقوا الزبائن وشغلوا أنفسهم بهم.. بينما هناك طريق أسهل هو الطريق الذي اقترحه ذلك الجمل على سيده وهو الطريق المستقيم أو السهل، وذلك عن طريق استحداث إدارة متابعة وتبسيط الإجراءات والإقلال من التوقيعات.. أسلم عريضتي التي أدون فيها طلبي بوضوح إلى تلك الإدارة وآخذ استلاماً بذلك ثم أرجع في الموعد المضروب أو المحدد لأجد حاجتي قد قضيت، دون مشقة تلحق بي ودون أن أشغل المسؤولين.. هل يمكن الأخذ بخيار الجمل في تلك الحكاية؟
|
تقارير
خيار الجمل
أخبار متعلقة