غضون
* الحكومة قررت أمس إقامة أكثر من 800 مخيم ومركز صيفي للطلاب والطالبات يقضون فيها 40 يوماً من إجازتهم الصيفية.. وهذا جيد.. والأهم هو أن يطلع الآباء والأمهات والطلاب والطالبات على برنامج هذه المخيمات والمراكز وما الفوائد التي سيجنونها عند الالتحاق فيها.. ولابد أن يكون البرنامج جذاباً ومغرياً.. يتضمن الرياضة والمنافسة والزيارات والتعارف والحصول على معارف ومهارات جديدة.. وهذه المرة أحسنت الحكومة في التعامل مع هذه القضية وأوجدت أمام الآباء والأمهات خياراً أفضل ومأموناً.. لأن أولادهم سيذهبون إلى أماكن موجودة تحت ضوء الشمس.. بينما كانت الخيارات في السابق إما البقاء في البيت أو التسكع في الشوارع أو الالتحاق بمراكز صيفية خاصة ينظمها ضاحكون على الذقون ومتطرفون وشيوخ الغرف المظلمة.* لكن هل الحكومة مستعدة لتحمل النفقات المالية المطلوبة لجعل هذه المراكز والمخيمات جذابة ومفيدة وممتعة؟ بالطبع ينبغي أن تكون مستعدة لذلك، وليس من واجبها وحدها أن تقوم بذلك، فإضافة إلى الموازنة التي ستخرج من الخزانة العامة، يتعين عليها أن تشرك القطاع الخاص في التمويل، بل عليها أن لا تقدم هذه الخدمة بالمجان ولا بد من اشراك الآباء والامهات والطلاب والطالبات في تمويل هذه المراكز والمخيمات ولو برسوم ضئيلة ليشعروا أنهم معنيون بهذه المراكز والمخيمات ومساهمون في تقديم خدماتها وتحقيق أهدافها.. فالخدمات المجانية تكون عادة غير جيدة، فضلاً عن أن هذه المراكز والمخيمات لا ينبغي أن تكون ملك الحكومة بل ملك المستفيدين منها، ودور الحكومة هو الإشراف والرعاية وطمأنة المجتمع بأن أبناءه في الحفظ والصون ومحميون من آفات التطرف والتعصب والغش الثقافي.* سيكون مناسباً لو مال البرنامج العام لهذه المراكز والمخيمات نحو معالجة المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا وتعويض النقص القائم في المنهج المدرسي فيما يتعلق بالاعتدال والاستنارة وكراهية الغلو والتطرف ومفاصلة الإرهاب بثقافته وأهله.. وكذلك فيما يتعلق بالولاء الوطني الذي بات عرضة للهجوم من قبل القبليين والعدميين على حد سواء.. من قبل الذين يطوحون بالولاء الوطني لصالح الولاء المناطقي ومن قبل الذين يطوحون به لحساب ولاء قومي أو إسلامي كبير لكنه وهم لا يتسع لأحد خارج حدود وطنه.