منال الكندي* أرادت أن تكون بعيداً تنسج عالماً آخر غير العالم. أن توقف الزمن للحظة لترجع للوراء عندما كان حبيبها. حينها كانت تسارع الخطوات لتلقاه. تخطف من الساعات ثوانيها لتسمعه، لتقول له إن الحياة ولدت له ولها فهو آدم وهي حواء. إنها نصفه، أحبته كما أحبها. معه لم تنس شيئاً من الذكريات: اللحظات الجميلة والحزينة، بعيداً عنه حياتها ذكريات تعيشها لتصارع ألم فراقه. كان صباحه من نور، ومساؤه نسمات من الحب الصافي.[c1]سعادة[/c]سألوها: "هل أنت سعيدة؟" لم ترد. وقفت أمامهم حائرة، فظنوا أن السعادة أكبر من أن تصفها. ترددت كثيراً وتعثر الكلام بين شفيتها، فسكتت. كانت عيناها مليئتين بالدموع و بلا دموع. بدا على الجميع مسحات غريبة من التعابير والاستغراب، فهمسوا فيما بينهم بصوت خافت: "يا للمسكينة ! ربما السعادة لجمت لسانها."لما خلت لوحدتها تبادر في ذهنها سؤال: "لماذا لم أستطع الإجابة؟ هل كان السؤال صعباً أم هاجس التعاسة جعلني حائرة؟" تأملت حياتها وما فيها من ذكريات وعالم ووجوه ومواقف وأحزان علها تجد إجابة للسؤال، علها تفهم سبب سكوتها، سبب حيرتها عن السعادة. همست لنفسها: "ما هي تلك السعادة بين حقيقتنا وخيالنا وواقعنا؟ هل هي تلك التي نرسمها على شفتي غيرنا؟ أم تلك التي نسعى لها بالأعمال ونلقى عليها الاستحسان لأننا نستحق ذلك؟ أم هي جزء من أنانيتنا في الحصول على كل شي، دون أن يكون لنا كل شيء؟"[c1]حلم[/c]سئمت وعودك. أراها كحبات الثلج تنصهر في لمح البصر. لم أعد احتمل البرد. احتاج إلى دفء تفوح منه عطور الأمان. أحتاج لميناء لأرسى فيه مركبي الصغير. احتاج لكلمات أسبح معها في حلم ينسجه الواقع لا الخيال. [c1]* كاتبة/ يمنية مقيمة في لندن [/c]
صرت بعيداً
أخبار متعلقة