صباح الخير
في إحدى القرى القريبة من مدينة عدن تعيش أسرة مكونة من الأبوين وسبع فتيات صغيرات كبراهن يصل عمرها (13)عاماً ،كانت هذه الطفلة واسمها مريم في نهار يوم يشع بالنور والمرح والفرح تضحك مع صديقاتها عائدات من المدرسة بعد عناء طول الطريق المؤدية إلى قريتهم ،وكانت مريم من أذكى الطالبات في مدرستها رغم انها من أسرة فقيرة ويحبها جميع المدرسين وكانوا يتوقعون لها مستقبلاً واعداً .وفي ليلة من الليالي وهي ذاهبة إلى الفراش لتنام سمعت ابويها يتناقشان بصوت مكتوم فاحست مريم بان هناك شيئاً غير طبيعي فبدون قصد اختلست السمع فاليكم ماحدث :أم مريم :اس اس يارجال مالك جالس كل ماساعة تجيبلي خبر غير ايش في معك هاذي المره قول لي ولكن بصوت صغير عشان البنات راقدات .ابومريم هلكان: دلحين ياحرمه باتخلينا اهدر والا افاجئك وبعدين تقوليلي ليش ماكلمتنيش وانتي دارية ان العرف في قريتنا يقول لا تستشار المراة في امور الزواج ولا في خبر ثاني .الحقيقة ياام مريم انتي عارفة ان الله سبحانه وتعالى جعل كل ذريتي من البنات ومامعي ولد اشد ظهري فيه حتى اصبح رجال القرية يتلاكعوا علي ويسمونا (ابو البنوت)يرضيك هذا الكلام ياحرمة.
ام مريم :اختصر ياهلكان ...قولي ايش تشتي ولا خليتني اسكه واختمد ....ايش شكلك باتتزوج يارجال واني قلبي طول فيبه هاجس ،ابعد من جنبي ياناكر العيش والملح (13)سنه واني قيدالك اصابيعي شمع ياظالم صدق المثل القائل (عيونكم مايمليها الا التراب)ابو مريم :ابا ابا عليك وامرى دائما انتي والاسطوانه المشروخة هادي دلحين اسمعينا للاخر !!!بتنك ياحرمة اجالها نصيب رجال سيد الرجال وصاحب عز وجاه ويسقط الطير من السماء.ام مريم :اواواو !!!ايش تقول ياكحيان دلحين انت من صدقك تتكلم والا شكلك خزنت قات مدعس والله عشنا وشفنا طيب مافكرتاش ان البنت عادها صغيرة عودها اخضر ياكبدي !!امرك الى الله ياعديم الرحمة !!!تشتي حكايتي تتكررمن جديد لا والله لا كان ولا كونه الي براسك .وفي اثناء الجدال الذي ازداد وطيصة يرتفع كانت الفتاة الصغيرة مريم ذات (13)ربيعا تقف متسمرة خلف الباب والعرق يفيض مكن جسده ناهيك عن الدموع الغزيرة تنسكب في صمت مميث ،وفجأة ثار حمى الاب فقال صارخا:الاب الكحيان:ايش معك ياحرمة تبعبي من اول ايش شكلة كلامي معجبكش والا معك كلام ثاني !!كلام يسبقك ويتعداكي حسك عينك تعصينا والا بيت ابوك اولا بك !!!انتي فاهمة.الأم :مالك يابو مريم ايش تقول اني مالي غيرك وانت عارف هذا الخبر !!!تشتي ابي واخواني يقطعوا لحمي ويرموني للكلاب !!اسمع هاذي بنتك وهي بدمتك !!واني مامعي ومعاها سوى رب العالمين هو مطلع على كل الأمور (حسبي الله ونعم الوكيل ،الفلوس تبيع الضنى والنفوس .وفي الأخير وبعد مجادلات ساخنة والتي كانت تصل إلى الطلاق بين الزوجين الفقيرين نفذ الجلاد حكم الزواج بان زوج طفلته مريم لشخص يكبرها ب(30)عاما ومتزوج من ثلاث نساء وكل واحدة لديها منه اولاد وبنات يكبروا العروس بالعوام عدة ،وهي وللأسف هي الحقيقة ونجدها تتكرر في العديد من القرى والمدن اليمنية وبالذات الشمالية دون أي حراك سوى فقط مجموعه من الأصوات المخنوقة تتمتم دون ان يلبي نداءها احد ودمتم سالمين