- بعد ظهر أمس صوت”118” نائباً في المجلس النيابي لصالح ميشيل سليمان الذي صار رئيساً في دولة خلا المقعد الأول فيها طيلة سبعة أشهر .. أما بقية النواب التسعة فقد دونوا في بطاقات الاقتراع أسماء أحبابهم الذين لا دخل لهم بالرئاسة المخصصة أصلاً للمسيحيين أو المارونيين..المهم صار للبنان رئيس بفضل المساعي العربية والدور القطري الذي كان في قلب تلك المساعي، وهذه هي المرة الأولى التي يكون للعرب دور مؤثر تجاه قضية عربية ساخنة مثل أزمة لبنان التي صنعتها المعارضة المدعومة خارجياً بالمكشوف. وهي أزمة كاد حزب الله أن يوصلها إلى شفا جرف هار عندما احتلت مليشياته بيروت في طرفة عين عقب اعتراض الحكومة على إنشاء حزب الله شبكة اتصالات خاصة به تمتد على أراضي لبنان كلها.- كان واضحاً أن انتخاب رئيس لبنان أمس قد تم بالتوافق والضغوط الخارجية وليس وفقاً للدستور اللبناني الذي جرت الانتخابات بالمخالفة لمواده ذات الصلة بهذا الشأن .. والقوم هنا اتفقوا على مخالفة الدستور لأسباب وظروف استثنائية تتعلق بلبنان، سواء من حيث الأزمة الحادة التي أوصلت البلد إلى شفير الهاوية أو من حيث التعدد الإثني والديني والطائفي أو من حيث كون لبنان يعني شيئاً مهماً لقوى إقليمية ودولية.. ولهذه العوامل لن يصدر تعليق من البيت الأبيض أو من أي طرف خارجي أو لبناني يندد بالمخالفات الدستورية التي وقعت أمس.. الطريف أن الذين يريدون أن يفعلوا الشيء نفسه في بلدانهم يتجاهلون خصوصية لبنان وظروفها الاستثنائية ..- هل المساعي العربية نجحت هذه المرة لأن الأمر يتعلق بلبنان ولكون هذا الأخير يحتل مكانة كبيرة في السياسة الأوروبية والأمريكية ؟ لا أريد أن أقلل من أهمية تلك المساعي، لكن لماذا لم تنجح ولم تكن بهذا العزم والحجم عندما يتعلق الأمر بالصومال.. هل لأن الصومال ليس فيها أحد يمكن محاورته أو يرغب في الحوار مع الآخرين أم لأن السياسة الدولية ترى أن الصوماليين لم يفرغوا بعد من مهمة التدمير، وسيأتي الدور عليهم في وقت لاحق؟.
|
تقارير
لماذا نجحوا في لبنان؟
أخبار متعلقة