صباح الخير
لم يكن في الحسبان فوز أوباما .. في بلاد العنصرية والتمييز .. هكذا كان لسان الحال - ورغم ما صار وحدث فأوباما صار السيد والرئيس للولايات المتحدة .. لم تؤثر عليه الدعايات ولا أصله الإفريقي (المسلم) كما قالوا .. ولربما أن أجداده كانوا مسلمين ، لكنه حتما من المسيحيين ، إخواننا في الملة. أوباما .. هذا الاسم الذي شق طريقه بقوة.. أحببناه رغم كونه موظفاً في الإدارة الأميركية ، وينفذ سياساتها .. لكنه حتما سيكون (جنتل) وسيرمم ما خربه جورج دبليو بوش، سيئ السمعة سواء لأميركا نفسها.. أو للعالم الذي عانى الويلات من هذه السياسة المدمرة لكل شيء ، بانتظار أوباما ، نحن العرب في يناير 2009م .. لعل عشمنا يكون في محله .. سحب القوات الأميركية من العراق ، وأفغانستان ، وترك البلدين لأهلهما .. سحب الأساطيل والبوارج الحربية من الخليج والمحيطات ، لأنها تهدد سلامة وأمن الدول.. ولهذا نحن نرى أن أوباما سيحقق ما أمله ناخبوه فيه، وما نحن متفائلون به أيضاً.أوباما استحوذ على إعجابنا منذ حملته الأولية ، كنا معه، ربما لأننا قد عانينا من ( الجنس الأبيض ) أو البيض عامة ، في وطننا اليمني، ووطننا العربي ، ولأننا قد عشنا مأساة المناضل ما نديلا .. الذي صار بعدها رئيساً لبلاده، وهو السجين الشهير الذي عذب وانتهكت حقوقه ، لكنه صار رمزاً ورئيساً .. هكذا هي مفارقات التاريخ.. فقد كانوا يصفون السود بالعبيد ، وكانوا ، تاريخياً يقولون: ( إذا العبد جاع ، سرق. وإذا شبع فجر أو زنى ) وهي تهمة للتقليل من قيمة هؤلاء البشر الذين صنعوا التاريخ وصاروا نجوماً لامعة في السياسة والنضال والتضحية والوطنية .. الخ. باراك حسين أوباما .. هل يا ترى هو صناعة أميركية .. أم هو نتاج للحرية والديمقراطية أم لأمور نجهلها حتى الآن ؟ فالرجل كان في نظر البعض ، يستحيل صعوده إلى قمة الهرم الحاكم في أميركا .. أميركا التي تعاني من التمييز والعنصرية ما يجعلها تنبذ الأسود حتى ولو كان رئيساً ، لكن الأمور جاءت هكذا ، إرادة الناخبين الذين كرهوا بوش وسياسته الطائشة .. وتوريطه لجيش بلاده في احتلال ودمار دول أخرى منها العراق وأفغانستان .. وغيرها .. لهذا كان فوز أوباما انتقاماً من الجمهوريين دعاة الحرب والدمار ، ولجؤوا إلى الديمقراطيين دعاة الاقتصاد والمراوغة .. وهي خطوة ما كان لها أن تنجح ، لولا أن الأميركان قرروا مصيرهم وعرفوا من أين تؤكل الكتف .. كما يقولون .. وعسى أن يكون أوباما .. كما قال الزميل / الشيخ / عبدالرحمن نعمان مقبل : ( الأسود في البيت الأبيض ) عامل استقرار وانفراج عالمي يحقق نصراً للمظلومين .. إن شاء الله.