صنعاء / سبأتحتفل الجمهورية اليمنية و جمهورية كوبا الصديقة اليوم الجمعة بالذكرى الخامسة و الثلاثين لتأسيس العلاقات اليمنية - الكوبية التي استهلت مسارها باعتماد تمثيل دبلوماسي متبادل بين عدن و هافانا في الرابع من مايو عام 1972م.و ستقام بهذه المناسبة فعاليات سياسية و ثقافية و فنية تبدأ غداً في هافانا و تختتم في النصف الثاني من مايو الجاري في صنعاء و عدن و بما يعبر عن مدى تناغم الجهود وتكاملها بين البلدين الصديقين في سياق ارساء منطلقات لحوار حيوي يسهم في التقييم الموضوعي لما تحقق من اتفاقيات و بروتوكولات تعاون موقعة خلال العقود الماضية و العمل على تعميق علاقات الصداقة توسيعها بين البلدين و الوصول بها الى الآمال المنشودة .وأشار احمد كلز سفير اليمن في كوبا الى ما تحمله هذه الفعاليات بهذه الذكرى من دلالات تؤكد تميز العلاقات بين البلدين و رغبة الجانبين في تعميقها بما يوسع المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة. و لفت في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الى ما توليه الاوساط السياسية و الاعلامية الكوبية من اهتمام بهذا الحدث و تطلعها الى مزيد من التعاون مع اليمن .. وقال : نطمح ان تخرج حلقات الحوار و المشاورات الثنائية بأفكار و رؤى عملية تراعي البعد الاستراتيجي للتعاون المستقبلي ما يتطلب تجديد أطر التواصل المتبادل وفق الاحتياجات الهادفة تنمية القدرات البشرية وتبادل الخبرات وبما يعزز القدرة الانتاجية للكوادر الوطنية.واشار (كلز) الى عديد مجالات في التجربة الكوبية يمكن الاستفادة منها و بخاصة في المجال الطبي و انشاء مستشفى تخصصي للعظام بصنعاء بكوادر كوبية .. و ذكر ان برنامج زيارة الوفد اليمني برئاسة الدكتور عبد الله البار نائب رئيس مجلس الشورى و الذي سيشارك في فعاليات هافانا يتضمن لقاءات و مباحثات ثنائية مع مسئولين كوبيين في الحكومة والجمعية الوطنية (البرلمان) و كبار الجراحين فضلا عن جولات استطلاعية لمنشآت طبية ومصانع للزجاج و السكر .و تعد كوبا ثاني اكبر دولة في العالم في انتاج السكر ويشكل 75 بالمائة من صادراتها و خامس دولة في العالم في انتاج معدن النيكل حيث تنتج حوالي 75 الف طن سنويا و تسعى الى رفع انتاجها للنيكل الى 150 الف طن على مدى عشر سنوات .. وتحتل الموقع التاسع بين بلدان القارة الامريكية في قطاع السياحة والذي يوازي 41بالمائة من دخل البلاد بالعملة الصعبة فخلال عام 2003 زار كوبا مليون وتسعمائة الف سائح و ارتفع دخل هذا القطاع الى مايقارب 2280 مليون دولار أمريكي.وعلى الرغم مما تعانيه الجزيرة الكوبية من اثار علاقتها المتأزمة مع الولايات المتحدة الامريكية منذ ما يزيد على أربعة عقود إلا أنها تحرص على تعزيز علاقات التعاون مع مختلف دول العالم و على وجه الخصوص الدول النامية ، و بحسب مصادر إعلامية فإن كوبا احتضنت في العام 2003م، أكثر من /16/ ألف طالب للدراسة في جامعاتها مجاناً، وتقدر قيمة هذه المعونة ما يعادل /450/ مليون دولار للسنة الواحدة.. فيما بلغ عدد الخريجين من الجامعات الكوبية منذ قيام الثورة وحتى 2003م، أكثر من /40/ ألف طالب من دول العالم الثالث.و فيما لم يتسن لنا الحصول على معلومات حول عدد الطلاب اليمنيين الخريجين من كوبا فإن ما يزيد عن /900/ طبيب يمني تخرجوا على أيدي أساتذة كوبيين من جامعة عدن حتى الآن.ويؤكد السفير الكوبي بصنعاء على أن العلاقات اليمنية الكوبية التي نحتفل بالذكرى الخامسة و الثلاثين لتأسيسها تميزت باطراد نموها على صعيد التعاون الثنائي و الدعم المتبادل .. مشيراً إلى أن التعاون بدأ بين البلدين مع إنشاء كلية الطب بجامعة عدن بمشاركة أساتذة كوبيين قبل /32/ عاماً، واستمر بعد اعادة تحقيق الوحدة اليمنية بنفس زخم الصداقة والتعاون ..كما أشار إلى وجود أساتذة كوبيين في ثلاث جامعات أخرى، هي جامعة صنعاء، وذمار، وإب في الوقت الحاضر.. إضافة إلى جامعة عدن.وأضاف السفير / بنبيندو جارسيا / :" كما يوجد عدد كبير من الأطباء الكوبيين ذوي تخصصات عالية يقدمون خدماتهم الإنسانية في خمسة مستشفيات وهو عدد قابل للزيادة فيما مجالات التعاون الصحي واسعة، ويمكن خلق شراكة في المستقبل". و كشف السفير الكوبي عن مشاريع تعاون تحت الدراسة ومنها التعاون في إنشاء المباني و الشقق السكنية لذوي الدخل المحدود، وتقديم مدربين كوبيين في المجال الرياضي ، وتبادل المناهج لتعليم اللغتين العربية و الإسبانية في كلا البلدين بالاضافة الى التعاون بين الأكاديمية الدبلوماسية في كوبا و المعهد الدبلوماسي في صنعاء.وعبر عن تقدير حكومته لدعم و مساندة اليمن لكوبا في العديد من المنظمات والهيئات الدولية بمافي هذا منظمة العمل الدولية و اليونسكو ومنظمات دولية اخرى.و اختتم السفير الكوبي حديثه بالتأكيد على أن علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين قد افرزت عائلات يمنية كوبية، وقال :" وجدت علاقات طيبة بين الطلاب اليمنيين الدارسين في كوبا والأسر الكوبية و تطورت هذه العلاقة الى تاسيس اسر وانجاب ابناء ،وهناك العديد من الأمهات الكوبيات اللاتي جئن إلى اليمن و معهن أطفال بعضهم ولد في كوبا و البعض الآخر ولد في اليمن".الجدير بالإشارة أن الفعاليات الاحتفالية التي ستقام في هافانا على مدى ثلاثة أيام ستحظى بمتابعة وسائل الإعلام الكوبية المختلفة .. كما سيخصص التلفزيون الكوبي حيزاً في ساعات بثه لحلقة نقاش خاصة تضم و فد بلادنا مع عدد من المسئولين الكوبيين لاستعراض مستويات التعاون القائمة و آفاقها المستقبلية.. إضافة إلى جهود البلدين في تعزيز دور حركة عدم الانحياز و عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
اليمن وكوبا تحتفلان بالذكرى الـ 35 لتاسيس علاقات الصداقة
أخبار متعلقة