لو عددنا عداً كم هم المستشارون مثلاً في التربية أو الصحة كأكبر مرفقين يعنيان بمصالح الناس ومن ثم ينعكس ذلك على الوطن .. لو عددناهم عداً لوجدناهم كثيرين.. ولرأينا بعضهم أو جلهم يداومون في العملوما يمكن ان تتطلبه هيئة المستشار في العمل من قيافة ونخيط وحرس ومرافقين وسيارات ..الخ.. لكن في حقيقة الامر كله ( طيش فيش ) ليش.. لانهم لاقيمه لهم ولا إعتبار لخدماتهم ، ولا لتاريخهم وعطاءاتهم التي لو ألفت فيها كتب .. لكانت موضع دراسات ضخمة لانها فعلاً كانت في عصرها الذهبي .. وما أدراك ما الذهبي ؟!والمستشار كلمة تعني الكفاءة والخبرة والمشورة ولكن (عندنا تحولت بقدرة قادر (بشري) إلى كلمة تعني ( مستشال) . بمعنى مسلوب الارادة والفعل .. هكذا يتندر البعض وهي والله صحيحة (100%) وقد لمست أنا كفاءات هنا في عدن عينوا مستشارين لكنهم لايزيدون على هذه التسمية إلا بلبس البدلة والكرافتة التي يصمها البعض أنها سمة مسيحية ( صليبية) والله يسامحهم على كل حال ! والمستشار كان الشاعر الكبير ومبصر اليمن وحكيمها الاستاذ / عبد الله البردوني الذي لو تذكرون أنه توفي ولم تحرك أجهزة الاعلام ساكناً إزاءه الإ (حبتين) وعلى خجل وأستحياء ( مستعرين) ربما من شكلة .. أو خوفاً من عقله وفعله .. ولكن ما علينا فهو خالد خلود الدهر .. أعود فأقول : إن هذا الرجل قال ذات يوم ( تشطيري أي قبل الوحدة) في اليمن مستشارون لكنهم لا يستشارون ولو كانت الدولة تأخذ بخبراتهم واستشاراتهم فعلاً لكانت اليمن حكمت بالمستشارين ).. وهذا كلام اكيد لكنه يخيف السلطة في أعتقادي .. لان ذلك معناه : أين سيذهب هذا الكم الذين لا يتركون مواقعهم الإ بعزرائيل ؟!نبين ان المستشار هو حجر الزاوية كنت أشاهد لقاء ذات مرة لوزير التربية السوري على القناة السورية وهو يرد على اسئلة احد الصحفيين قائلاً له أذا تريد اجابة شافية كافية وتهم القارىء والمستمع والمشاهد والمواطن عموماً إذهب الى المستشار فلان وأشار اليه بيده وهو ضمن الوفد أو الموكب المرافق لوزير التربية .. وأردف يا (فلان ) عفواً يادكتور (...) قم مقامي ..لانك أكفأ مني ولأنك بنك معلومات ! طبعاً ..لم يندهش الصحافي العربي لانه يفهم ذلك ولانه يعايشه هنا أو هناك .. لكن نحن الذين أندهشنا هنا في اليمن .. ياالله .. لدينا دكاترة وكفاءات لهم خبرة عشرات السنين يعينون مستشارين ولكنهم يعلقون في اللاشيء وحتى الدرجات الوظيفية تعامل بسخرية شديدة .. فمن أين ستأتي العافية ؟! والله.. والله ,,والله .. إن في بلادنا وفي عدن بالذات مئات المستشارين المركنين : وهم لو طلب اليهم حل مشكلات البلد لنجحوا مع مرتبة الشرف .. لكنهم محبطون مرميون مثل ( الخردة ) والمعذرة على هذا التعبير .. فهو من دافع الحنق والغيرة على اعلامنا الذين نراهم فريسة للفراغ والاشاعات وطابور البريد .. فهل ياترى تتحقق أمنية البردوني أو نبرة الوزير العربي ذاك ليكون المستشار فعلا هو العمود الفقري لأي مرفق .. مع مراعاة ان يكون التعيين موفقاً وليس للتخلص من هذا وذاك .. ويا الله خارجنا !