صباح الخير
قالوا عن الإنسان إنه حيوان ناطق والموقف تعبر عنه كلمة لأن المواقف لا تعبر عن نفسها تعبيراً كافياً له صفة الدوام وقد ينفعل الناس في لحظة لكن تراهم لابد أن يترجموا انفعالهم بعد لحظة بكلمة وقد تكون هناك ترجمات متناقضة للموقف الواحد وهكذا نعود إلى الكلمة أيضاَ .لقد أصبحنا مسرفين في الاحتفال بالكلام في صحافتنا والاستناد إليه لهذا نجد أن الكلمة فقدت مدلولها وبالتالي مفعولها وتأثيرها على الناس أمام هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه في أمتنا العربية فلم يعد ما نكتبه و نقوله في الصحف والجرائد والمجلات ذا تأثير فعال أو جدوى ليؤخذ به وأخيرا ما جدوى مبادئ الأحزاب والمنظمات الاجتماعية ؟ ما فائدة كل هذه القيم المثالية إذا لم تستطع أن تحول دون هذا التدهور المريع في الأخلاق والتعامل والتفاهم؟ وما فائدة القول إذا كانت الهوة التي تفصل بين القول والعمل تزداد عمقاً وتوسعاً يوماً بعد يوم.. حتى أصبحت تسوية النزاعات الوطنية أو الخلافات العربية أمراً يتعذر تحقيقه ويصعب الوصول إلى إصلاح ذات البين أو إلى تضامن عربي موحد يخدم مصالح أمتنا العربية ويحافظ على كرامتها ويصون استقلالها وسيادتها القومية وأمنها القومي.كم أضعنا من عمر أمتنا وكم فاتنا من فرص التقدم وكم توقف من خطط ومشروعات وكم تبدد من طاقات وإمكانيات ماذا لو حاولنا أن نحصي الأضرار والآثار التي أصابت العرب بسبب خلافاتهم ومعاركهم الجانبية لصدمتنا الحقيقة بكل تأكيد لقد ألقت الخلافات العربية السياسية بظلها على كل ما عداها من مجالات وصرنا نشهد حالات يجرجر فيها الخلاف السياسي ذيولاً عديدة تكاد تصيب كل شرايين الحياة التي تربط بين أطراف الخلاف بالجمود والشلل حتى يتحول خلاف القادة إلى عقاب للشعوب يمتد أثره إلى الأجيال المقبلة.ترى متى نسمو فوق خلافاتنا ونتنبه للمخاطر المحدقة بنا ونوحد مواقفنا السياسية الجماعية في المحافل الدولية بما يساعد على صون مصالحنا العربية المشتركة واحترام الآخرين لإرادتنا السياسية الموحدة؟