في افتتاح الندوة اليمنية ــ الصينية حول الاستثمار:
صنعاء/ سبأ: أكد نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ أن التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني اليمني يتطور بشكل أكثر عمقا واتساعا في السنوات الأخيرة، كما يزداد حجم التبادل التجاري باستمرار خصوصا في مجال المقاولات الهندسية وتنفيذ مشاريع المساعدات وتدريب الكوادر. وفي كلمة له امس بافتتاح الندوة اليمنية الصينية حول الاستثمار، قال نائب الرئيس الصيني: « إن مؤسسات البلدين حققت تقدما ملحوظا في مجال استكشاف وتنقيب النفط والغاز الطبيعي وإنتاج الملابس والأدوات المعدنية بما يعود على الشعبين بفوائد ملموسة ويفتح طريقا جديدا نحو تعزيز التعاون والشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين». وأضاف: «أن التعاون الاستثماري الصيني اليمني يتمتع بمزايا وإمكانيات كبيرة وآفاق رحبة باعتبار اليمن يحتل موقعا جغرافيا مميزا ولديه موارد طبيعية غنية، في حين ان الصين تمتلك تكنولوجيا وخبرات متقدمة في مجالات الطاقة والاتصالات والكهرباء والتعمير». واكد المسؤول الصيني ان هذه الزيارة لامست الرغبة الصادقة للقيادة اليمنية ورجال الاعمال اليمنيين في تطوير الصداقة والتعاون المتبادل مع الصين ، مشيرا إلى العلاقة التاريخية بين الصين واليمن عبر طريق الحرير البحري الذي ربط البلدين في القرن السادس عشر، معبرا عن الشكر والتقدير لليمن قيادة وحكومة وشعبا على تعاطفهم مع الشعب الصيني في أعقاب الزلزال الذي ضرب مقاطعة سيشوان الشهر الماضي. ودعا جين بينغ رجال الاعمال في البلدين الى الاستفادة من الصداقة العميقة بين الشعبين والعمل على تعزيز التقارب والتفاهم من اجل الشراكة والتعاون الاستثماري وكذا اجراء مناقشات واسعة بينهما حول سبل تحسين بيئة الاستثمار وتوسيع قنواته وتطوير هياكله ورفع مقترحات الى الجهات المعنية بهدف تعزيز التعاون الاستثماري الصيني اليمني . وتطرق نائب الرئيس الصيني الى الترتيبات الخاصة لافتتاح اولمبياد بكين بدعم العائلة الاولمبية الدولية ، متمنيا للاعبين اليمنيين المشاركين التوفيق في هذا الحدث الرياضي الهام .من جانبه أكد الدكتور علي محمد مجور، رئيس مجلس الوزراء أن آفاق العلاقات الاقتصادية اليمنية الصينية تشهد تطورات واسعة ومتعددة ، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام 2007م نحو 394 ملياراً و 600 مليون ريال وبزيادة قدرها 5 ر21 مليار ريال عن عام 2006م ، مؤكداً أن هذا مؤشرا على مدى تطور العلاقات بين البلدين. وتطرق رئيس الوزراء الى الفرص الكثيرة والمتنوعة لزيادة حجم التعاون مع الأصدقاء الصينيين في قطاعات النفط والمعادن والأسماك والمناطق الصناعية ، معبرا عن ترحيب الحكومة اليمنية بالاستثمارات الصينية في مختلف المجالات ، مؤكدا إنها ستحظى بكل الرعاية والاهتمام والتسهيلات اللازمة لنجاحها.
وأشار رئيس الوزراء الى النتائج المميزة التي حققها مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار في الجمهورية اليمنية الذي عقد العام الماضي بصنعاء ، واستقطب استثمارات استراتيجية وخاصة للشركات الخليجية ، معرباً عن تطلعه الى إسهام هذه الندوة في جذب الاستثمارات الصينية في مختلف القطاعات التي سيتم عرضها ، بما يحقق الدور الفاعل للقطاع الخاص في البلدين ومساهمته لتطوير العلاقات التاريخية وتنمية المصالح المشتركة. وتناول مجور توجهات الحكومة التي تنصب بدرجة رئيسية على تحقيق تنمية متوازنة ، وتأسيس شراكة بين القطاعين العام والخاص وتعزيز فرص وبيئة الاستثمار المشجعة والجاذبة للمستثمرين من خلال إفساح المجال امام اقامة مشاريع استثمارية كبيرة ومتوسطة وصغيرة محلية وعربية وأجنبية في مختلف القطاعات الاقتصادية ، مؤكدا أن خيار التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق بيئة استثمارية مشجعة ومحفزة هو خيار لا رجعة عنه ولا بديل له. ولفت الى ان انجاز مصفوفة الاصلاحات في المجال الاستثماري وتطبيق نظام النافذة الواحدة عبر الهيئة العامة للاستثمار على المستويين المركزي والمحلي هو خير دليل على جدية الحكومة في القضاء على العراقيل الاستثمارية والمضي في تذليل كافة المعوقات بما في ذلك تفعيل دور المحاكم التجارية وانشاء سوق للأوراق المالية وتخصيص اراضي للاستثمار وانشاء المناطق الصناعية وإشراك القطاع الخاص في مشاريع البنية التحتية وتعزيز دوره في عملية التنمية . وأكد رئيس الوزراء أن ما تم الإعداد له وطرحه من مشروعات طموحة في هذه الندوة يمثل خطوة مهمة من شأنها أن تساهم بشكل مؤثر في تأكيد التكامل والشراكة مع الأصدقاء الصينيين . وقال رئيس الوزراء:» اننا نعلق آمالاً عريضة على ندوتكم هذه باعتبارها بوابة جديدة للتعاون وتحقيق الشراكة الاقتصادية على نحو أكثر فاعلية وقوة» ، معربا عن شكره وتقديره لتعاون المجلس الصيني لترويج التجارة العالمية مع الهيئة العامة للاستثمار في عقد هذه الندوة وكذا لدوره البارز في التعريف بمناخ وفرص الاستثمار في اليمن في أوساط المستثمرين الصينيين . الى ذلك أكد الأخ صلاح العطار ، رئيس الهيئة العامة للاستثمار أن الندوة ستعزز وتطور العلاقات الاستثمارية بين اليمن والصين وتمكن المستثمرين الصينيين من التعرف من قرب على مناخ الاستثمار والفرص الاستثمارية المتاحة والمتنوعة في اليمن بعدد من القطاعات كالكهرباء و الطاقة والثروة السمكية والنفط والغاز، والتي هي محل اهتمام القطاع الخاص الصيني. وقال « إن برنامج فخامة رئيس الجمهورية وخطط الحكومة اليمنية ركزت على تنقية البيئة الاستثمارية وإفساح المجال للقطاع الخاص للعب الدور الريادي والأساسي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة ، مستعرضا الخطوات والاجراءات التي اتخذتها الحكومة لتحسين بيئة الاستثمار ، مشيرا الى أن الهيئة نجحت في استقطاب العديد من الاستثمارات بمختلف القطاعات تزيد عن 5ر2 مليارات دولار منذ انعقاد مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار في اليمن العام الماضي. وأشاد العطار بدور المجلس الصيني لترويج التجارة العالمية لإنجاح هذه الندوة والتعريف بمناخ الاستثمار وفرصه في اليمن وكذا بدور السفارة الصينية بصنعاء في التشجيع على تأسيس جمعية الشركات والمؤسسات الصينية اليمنية في اليمن. والقى الاخ محمد عبده سعيد ، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية كلمة اشار فيها الى ان الصين تحتل المرتبة الأولى في قائمة أهم عشرين دولة مستوردة من اليمن، كما تحتل المركز الثالث في قائمة أهم عشرين دولة مصدرة للجمهورية اليمنية ، موضحا ان السوق الصينية هي وجهة غالبية رجال الاعمال اليمنيين حيث تمتلئ السوق اليمنية بمختلف المنتجات الصينية مما يدل على سعة وتنوع الصلات والعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. ودعا رئيس اتحاد الغرف التجارية الى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين رجال الاعمال اليمنيين والصينيين وعلى وجه الخصوص في مجال الاستثمار المنفرد والمشترك الصناعي والسمكي وغيره ، خاصة و أن اليمن تتمتع بموقع متميز يمكن أن يكون قاعدة للكثير من الصناعات التصديرية سواء للسوق اليمني أو الاسواق المجاورة وخاصة الافريقية. كما تحدث في الندوة (وان جي في) رئيس المجلس الصيني لترويج التجارة العالمية حيث اوضح ان الندوة ستقف على آخر التطورات الاقتصادية في البلدين واحتياجات السوق ، بالاضافة الى بحث امكانية زيادة التبادل التجاري بين الصين واليمن، مؤكدا ان رجال الاعمال الصينيين سيستفيدون من هذه الندوة لما لها من دور في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الشركات الصينية ورجال الاعمال اليمنيين . الندوة شارك فيها أكثر من 100 شركة صينية ، إضافة إلى عدد من رجال الاعمال اليمنيين وممثلين عن الوزارات المعنية والجهات ذات العلاقة وناقشت عددا من اوراق العمل لتعريف المستثمرين ورجال الأعمال والشركات الصينية بفرص الاستثمار في اليمن بمختلف القطاعات ومنها الكهرباء والطاقة والثروة السمكية والنفط والمعادن بالاضافة الى مناقشة سبل تعزيز مجالات التعاون الاستثماري والتجاري بين اليمن والصين. وفي جلسة العمل الأولى للندوة ازاح رئيس الهيئة العامة للاستثمار ورئيس المجلس الصيني لترويج التجارة العالمية الستار عن تأسيس جمعية الشركات والمؤسسات الصينية باليمن، وتخلل الندوة عقد لقاءات ثنائية بين رجال الاعمال في البلدين لبحث إمكانية إقامة مشاريع مشتركة بمختلف القطاعات الاقتصادية وتمتين علاقات الشراكة التجارية والاستثمارية ، كما اقيم على هامشها معرض للشركات اليمنية والصينية للتعريف بمجالات التعاون الاستثماري والتجاري .