خمسة مليارات متر مكعب احتياطي اليمن من أحجار الزينة والرخام و600 نوع من أحجار الزينة
صنعاء
صنعاء / سبأ:فيما يقدر الإنتاج السنوي من أحجار الزينة والرخام بــ 5ر2 مليون طن بقيمة إجمالية تبلغ مليارين و 13 مليون ريال.. ما زالت اليمن تمتلك احتياطات كبيرة تصل بحسب الدراسات الى 4 مليارات و967 مليون متر مكعب بما فيها أحجار البناء وهو ما يؤكد أن مستقبل هذه الصناعة سيكون واعدا بشكل كبير.ويقول امين عام المجلس الأعلى لتنمية الصادرات نعمان الملصي إن بيانات الميزان التجاري لأحجار البناء والزينة في اليمن تبلغ 850 مليون ريال صادرات، مقابل مليار و 153 ألف ريال واردات..وهو ما يرجعه رئيس جمعية مصدري الرخام والجرانيت وأحجار البناء والزينة احمد علي الشليف الى ضعف الاستثمار في هذا القطاع بسبب عوامل عديدة اهمها عدم وجود تمويلات كافية لإقامة مثل هذه المشاريع، الى جانب عدم توفر بنية تحتية عوضا عن ضرورة توفر شريان الاستثمار المتمثل بالسكة الحديدية التي تربط مناطق الاستثمار بالموانئ.وقال” يكلفنا الان نقل طن من الأحجار الى الميناء نحو 22-20دولار، ولكن في حالة توفر سكة حديد فان الوضع سيكون مختلف وستكون التكلفه من 5-1ر2 دولار”.وتؤكد وزارة الصناعة والتجارة إن إنتاج أحجار البناء والزينة يعد احد الفرص الاستثمارية الواعدة في مجال الصناعات الإستخراجية لتوفر خاماتها بكميات كبيرة كما إن معظم المواقع المختلفة لها قريبة من خطوط المواصلات، وتشير بيانات الوزارة إلى إن الجرانيت يوجد باحتياطي يبلغ 1ر6 ملايين متر مكعب في محافظات صعدة ، مأرب ، البيضاء ، الحديدة ، تعز وابين ويصل احتياطي الرخام الى اكثر من مليار متر مكعب في صنعاء ، تعز ، ابين ، البيضاء ، مارب و حجة، فيما يوجد الحجر الجيري والدولوميت في معظم مناطق اليمن بكميات احتياطية قدرها 13 مليار متر مكعب، والبازلت 121 مليون متر مكعب في محافظات تعز ، اب وذمار ، اضافة الى احتياطي لصخور التف والاجنمبرايت 345 مليون متر مكعب.وكشفت المسوحات الجيولوجية التي أجرتها هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بالتعاون مع بعثات أجنبية متخصصة أن أحجار البناء والزينة في اليمن تتميز بتنوع فريد من ناحية اللون و الأشكال تصل إلى 600 نوع بالإضافة إلى احتياطي ووفرة كبيرة منها.وبحسب المسوحات الجيولوجية للهيئة، فان هناك أكثر من 22 صنفا من الصخور الصناعية والإنشائية، في مقدمتها الحجر الجيري والدولميت الداخل في صناعة الزجاج, الإسمنت, الأصباغ, السيراميك وغيرها من الصناعات الأخرى.ويقدر الاحتياطي المكتشف من الحجر الجيري والدولميت بحوالي 5ر13 مليار متر مكعب في محافظات (صنعاء, تعز, الحديدة, مأرب, ابين, عمران, حضرموت, شبوة)، فضلا عن 6ر1 مليار متر مكعب من أحجار الجرانيت والجابور في محافظات (صعده, مأرب, البيضاء, الحديدة, تعز, وأبين).وتقدر احتياطيات اليمن من الرخام المكتشف في محافظات (تعز, حجة, مأرب, أبين, صنعاء) بأكثر من مليار متر مكعب، فيما تقدر كميات احتياطي الفلسبار بأكثر من 23 مليون متر مكعب في محافظتي حجة وأبين, فضلا عن 75 مليون متر مكعب من الزيولايت في محافظات تعز، اب وذمار، وحوالي 13 مليون مترمكعب من خام الكوارتز في حجه وصعده.ويذكر المهندس عبدالحكيم أحمد عثمان في كتابه (أحجار البناء والتشييد والصناعات التقليدية والاستخراجية في اليمن) أن هناك قرابة (383) موقعاً من الأحجار القابلة للتنمية أو الاستثمار.ويضيف “ أحجار البناء في اليمن لم تُستغل بعد الاستغلال الأمثل بالرغم من جودتها العالية التي تضاهي أجود أنواع الأحجار في العالم، حيث يمكن قطع بعض أحجار النايس والجرانيت بهيئة صفائح تصل إلى ثلاثة أمتار”.ورغم امتلاك اليمن لهذه الخامات العديدة والمتنوعة من الأحجار الا انه - على سبيل المثال - لم تبدأ صناعة الرخام إلا في عام 1998م بعد اكتشاف تسعة جبال من الرخام في منطقة نهم المليئة بأحجار الرخام الممتازة التي تستطيع أن تزود السوق المحلية وإمكانية التصدير.كما إن تأسيس جمعية مصنعي وموردي الأحجار اسهمت الى حد ما في تقنين هذه الصناعة ، لكنها لاتزال بحاجة الى توسيع شراكتها وطرح الرؤى والافكار الملائمة لاستقطاب الاستثمارات الى هذه الصناعات الواعدة وتوفير المناخات الجاذبة للدخول في هذه الاستثمارات من خلال التعاون مع الجهات الحكومية ، إضافة إلى تقديم التسهيلات الفنية من المعدات والأجهزة الحديثة وتجهيز المعامل بكل المعدات القياسية الحديثة ومعرفة المعايير الدولية الخاصة بالجودة لتلبية السوق المحلي والدولي .
صنعاء
[c1]الوضع الجيولوجي لأحجار البناء والزينة[/c]بينت دراسة اعدتها الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية ان اهم خامات احجار البناء والزينة في اليمن تتركز في الصخور البركانية والتي تغطي الثلاثية منها اكثر من 40 ألف كيلو متر مربع في حقلين رئيسيين هما حقل صنعاء - تعز وحقل شهارة، فيما تغطي الرباعية اكثر من 9 الاف كيلو متر مربع في عدة حقول اهمها مارب - صرواح، صنعاء - عمران.وتستخدم هذه الصخور كاحجار بناء وزينة بشكل اساسي في اليمن وتمثل ما نسبته 56 بالمائة من الاستهلاك المحلي.أما النوع الثاني فهي الصخور الرسوبية التي تتركز اساسا بالقرب من مدينة صعدة، كما تغطي معظم المناطق الشمالية الغربية والشرقية، اضافة الى صخور القاعدة التي تنكشف في كتلتين رئيسيتين هما الكتلة الشمالية والشمالية الغربية(صعدة، الجوف وحجة)، والكتلة الشرقية والجنوبية (مارب، البيضاء وتعز)، كما تنكشف في المكلا وشبوة.وتصنف احجار البناء والزينة في اليمن من الناحية الجيولوجية بحسب طرق تكوينها في الطبيعة الى احجار البناء والزينة ذات التكوين الناري البركاني مثل الاجنمبرايت والتف والبازلت، وذات التكوين الرسوبي مثل الحجر الجيري والرملي والدولوميت والترافرتين، وذات التكوين الناري الجوفي والمتحول مثل الجرانيت والنايس والرخام.وتصل عدد المحاجر في جميع محافظات الجمهورية - بحسب احصاءات المساحة الجيولوجية- الى 230 موقعا واعدا للاستغلال وتمثل تنوعاً صخرياً كبيراً يضم 85 موقعا للجرانيت والجابرو و50 موقعاً لصخور التف والاجنمبرايت و61 موقعا للحجر الجيري والدولوميت، و16 موقعا للبازلت و16 موقعا للرخام و موقعين لصخور الترافرتين.وتتنوع أحجار البناء اليمنية بين عدة أشكال وألوان؛ فهناك حجر مناخي يتميز باللون الأخضر المتجانس والأخضر الفاتح ببقع بيضاء وأخضر بحبيبات سوداء، وحجر (ثبرة) ويتميز باللون الأخضر المتجانس وأخضر فاتح، أما حجر (توالب) فيتميز باللون الأصفر الفاتح، والحجر (القاعدي) ذو اللون الأحمر البني بحبيبات بيضاء، وحجر (رداعي- صباحي) ذو اللون الأحمر بحبيبات بيضاء، وحجر (الصريفة) بني فاتح، وحجر (بخراني) رمادي فاتح، والحجر العباصري ولونه وردي ويحتوي على عروق، إضافة إلى الحجر الصعدي ذي اللون الأصفر والأبيض.[c1]ميزات[/c]ويشير رئيس جمعية مصدري ومنتجي الرخام الى ان اليمن تمتلك مخزوناً كبيراً من احجار البناء والزينة والرخام والجرانيت وهي تفوق في جودتها وتنوع ألوانها كثيراً من الدول التي تتواجد فيها هذه الأحجار، حيث يتميز الرخام والجرانيت اليمني بان له أكثر من 15-10 لوناً، وهي ميزة جيدة قلما تجدها في أي مكان آخر.وقال” اما الميزة الثانية فهي قوة وصلابة هذه الاحجار عن غيرها من الاحجار وهذا الشىء لاحظناه عند اقدامنا على الدخول في مناقصة حول جزيرة النخلة في دبي، حيث كان من ضمن الدول المتقدمة معنا فلسطين والاردن وسوريا.. وعند تحليل الاحجار وجد ان العمر الافتراضي للحجر الاردني والفلسطيني والسوري بلغ 100 سنة بينما بلغ العمر الافتراضي للحجر اليمني 300سنة”.وتؤكد دراسات علمية ان احجار البناء والزينة في اليمن تتميز بمواصفات فنية وفيزيائية جيدة تجعلها ملائمة بشكل كبير في مجال الاستثمار والبناء، حيث تمتلك صخور التف والاجنمبرايت مواصفات فيزيوميكانيكية جيدة كونها خفيفة الوزن وذات مقاومة عالية للضغط وامتصاص قليل للماء كما ان لها خصائص عزل حرارية وصوتية عالية، إضافة الى ما يمتاز به الرخام اليمني من الوزن النوعي العالي والامتصاص المنخفض جدا للماء والمقاومة العالية للضغط والوانه الزاهية والجذابة الرائعة.
صنعاء القديمة
[c1]ثروة غير مستغلة[/c]وفقا لبيانات الإنتاج فقد انخفض انتاج الرخام من99 الف متر مربع عام 2002م الى97 الف متر مربع عام 2004م ، فيما ارتفع انتاج الاحجار المنشورة من 49 مليون وحدة الى 51 مليون وحدة خلال نفس الفترة.ولا تتعدى الكميات المصدرة من الانتاج 2 بالمئة وهو ما يراه خبراء ضعف كبير في اداء هذا القطاع الذي يعد من الصناعات الاستخراجية المهمة.ويعزون ذلك الى استخدام الوسائل البدائية في عملية الاستخراج والتصنيع التي تزيد من الفاقد وتهدر كميات كبيرة ، اضافة الى صعوبة الوصول الى المواقع وبعدها عن مواقع الاستهلاك ومنافذ التصدير.وتقدر دراسة علمية ان نسب الخامات المهدورة من احجار البناء والزينة تتراوح بين 70 - 90 بالمائة من الانتاج، بسبب عدم امتلاك المعدات الحديثة وعدم وجود عمالة ماهرة (فنيين متخصصين) سواء في المحاجر او المصانع مما يؤدي الى عدم الاستفادة الاقتصادية من هذه الثروة.ويطالب الخبراء بادخال التقنيات المتطورة لتحسين الانتاج و تدريب القوى العاملة و أبناء المناطق التي تمتلك هذه الثروات الهائلة على عملية الاستخراج والتعامل مع الأحجار.ودعا هؤلاء الخبراء الحكومة الى توفير البنى التحتية الملائمة في هذه المناطق لجذب الاستثمارات ..مؤكدين على ضرورة إيجاد معلومات كافية ووافية عن أنواع الأحجار الموجودة وخصائصها الفيزيائية الطبيعية وأمثلة لاستخداماتها مدعمة بالصور للترويج لها ضمن الفرص الاستثمارية المتاحة ..وكذا عمل خرائط تفصيلية لحصر وتحليل الأحجار وعمل التقديرات الإحصائية للاحتياطي الموجود بشكل دقيق.وأكدت دراسة اعدتها المنطقة الصناعية بعدن بالتعاون مع برنامج تطوير القطاع الخاص لخلق فرص العمل على ضرورة توجيه الاستثمار الى هذه الثروات المعدنية واستخدامها الاستخدام الامثل باعتبارها ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها والقيام بدراسات تفصيلية وتقيمية لبعض مواقع تلك الخامات للتاكد من مدى ملائمتها للاستخدامات المختلفة ودراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لها، وتذليل الصعاب امام المستثمرين وتمكينهم من استغلال تلك المواقع ومساعدتهم في حل المشاكل التي تواجههم مع المواطنين وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية.[c1]منافسة غير متكافئة[/c]رغم امتلاك اليمن لكل هذه الثروات من احجار البناء والزينة الا ان طوفان الواردات من الرخام والاحجار باسعار منافسة، تضع هذه الصناعة في مأزق، حيث يلجأ عدد من المقاولين الى استيراد حاجاتهم من هذه المادة من الخارج.ويقول الشليف “ المستثمر اليمني في مجال الاحجار يؤمل على المشاريع الاستراتيجية والمشاريع الاخرى التي تقام في بلادنا سواء في مجال البناء او الطرق او الجسور، في ان تكون هي المكان الامثل لتصريف هذا المنتج المحلي من الأحجار”. واستدرك “ لكن للأسف الشديد ما يحدث هنا هو العكس تماما، بالرغم من ان رئيس الجمهورية وجه بان تكون الاولوية في هذه المشاريع للخامة المحلية، كما حدث في جامع الرئيس الذي يعد المثل الذي يحتذى به في دعم المنتج المحلي من الاحجار، حيث منع دخول اية قطعة رخام او جرانيت غير يمنية الى هناك”. واضاف “هذا المشروع يجب ان يحتذى به فقد وجد مكان ليتنفس فيه المستثمر بالاضافة إلى توفير فرص عمل لايدي عاملة يمنية”. ويقول احد منتجي الرخام والجرانيت” الاستثمار في جانب الاحجار الان في ظل عدم وجود البنية التحتية مكلف جدا، فاذا ذهبنا لنحسب سعر الرخام المستورد الجاهز للاستخدام ستجده بسعر الخامة وهي حجر، لكن عندنا نحن سعر المتر المكعب المحلي الخام 150 دولاراً، وهذا يعطيك 25متراً مربعاً سماكة 2سم، كلفة الخامة الواحدة تصل الى 6 دولار، وهذا في اغلب الاوقات، فما بالك ببعض الانواع التي تصل التكلفة لها الى -200 250 دولاراً، بينما تجد سعر المتر من الجرانيت الصيني 6 دولارات وهوجاهز، فالسبب يعود الى التسهيلات المقدمة من الاعفاءات والبنية التحتية الموجودة”.وتتمركز اسباب عدم قدرة احجار البناء والزينة المحلية على المنافسة في ارتفاع تكاليف انتاجها، وهو ما يتطلب كما يقول مدير عام الدراسات والبحوث بالجهاز الفني الاعلى لتنمية الصادرات توفيق سلام تحسين كفاءة المحاجر وتقنيات الاستخراج بما يضمن الحصول على قوالب وفقا للحجم القياسي لضمان نسبة تصافي اعلى من المنتج النهائي، وكذا تحسين طرق النقل واعتماد انشاء سكة حديد وتخفيض تكاليف التشغيل واهمها الكهرباء، إضافة الى اعتماد سياسة ضريبية تحقق تشجيع العمل والاستثمار في هذا القطاع. ويؤكد على اعطاء الاولوية والافضلية في استخدام المواد المحلية في البناء في المنشات والمرافق الحكومية وغيره من المباني الخاصة بالدولة.
تعز
[c1]معوقات وحلول[/c]تواجه صناعة احجار البناء والزينة عدد من المعوقات يؤكد الشليف ان ابرزها البنية التحتية للتصدير وهي محور المشكلة وحماية المنتج المحلي، اذ كيف يمكن ان يكون هناك تصدير دون توفر البنية التحتية الملائمة.وقال” المسالة ليست صعبة، بل تحتاج فقط الى ارصفة تصدير مخصصة للاحجار والرمال والحصى وغيرها”.وبحسب دراسة دولية فانه لنجاح احجار البناء والزينة اليمنية في دخول الأسواق الخارجية واستغلالها بالشكل الامثل فمن الضروري اعتماد استراتيجية ترويج فاعلة، واعتماد سياسة تخفيض تكاليف الانتاج والتجهيز لاحجار البناء والزينة، وتحسين عملية قلع الصخور والاحجار في المحاجر وبما يحقق الحصول على كتلة الصخر بالحجم المناسب والذي يضمن الحصول على القوالب والشرائح المرغوبة بتالف اقل.وأشارت الدراسة الى اهمية حل مشاكل الملكية للمحاجر وتوفير البيئة الاستثمارية المحفزة للمستثمرين، اضافة الى زيادة حجم الانتاج وتحسين كفاءة النقل من مناطق الانتاج والموانئ.وتؤكد دراسة للمساحة الجيولوجية على نشر الوعي لدى المواطنين باهمية الاستثمار في مجال الثروة المعدنية التي تساهم في انعاش اقتصاد المنطقة التي يتواجد فيها الخام بصورة مباشرة وغير مباشرة، وانشاء وتطوير البنى الاساسية في مناطق تواجد الخامات ومنع الازدواجية في منح التراخيص لاستغلال الثروة المعدنية.والخلاصة أن الأحجار اليمنية يمكن أن تمثل وحدها ثروة حقيقية، اذا ما تم استغلالها بالشكل الامثل، خاصة أنها تتميز بصلابتها وجمالها وألوانها الخلابة، وتدخل في كثير من الصناعات منها الأدوات المنزلية والفخار والجواهر والعقيق وخام الزجاج والرخام.